خبراء يكشفون لـ”الفجر” خريطة الأحداث باليمن.. وأسباب التصعيد العسكري بالجنوب

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تجددت المواجهات العسكرية في المحافظات الجنوبية باليمن على الخط الساحلي الرابط بين مدينتي شقرة وأحور شرقي مدينة زنجبار مركز محافظة أبين.

محافظة أبين

وأطُلقت المعارك التي اندلعت في محافظة أبين بجنوب اليمن بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات التابعة للحكومة “الشرعية” اليمنية، وكانت الأعنف من نوعها منذ فك اشتباك الطرفين قبل نحو ستة أشهر، إنذارا جديا بحجم العقبات التي تواجه تنفيذ اتفاق الريّاض في مراحله الأخيرة بعد أن دخل الطرفان في مناقشة تفاصيل تشكيل حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب.

 

حزب الإصلاح اليمني

وتعكس هذه المعارك مدى اتّساع الهوّة بين المجلس الانتقالي الذي يطالب باستعادة دولة جنوب اليمن، وما يعمّق هوة الخلاف عدم تجانس الشرعية في تركيبتها الداخلية التي يشارك في تشكيلها الإخوان المسلمون الممثلون بحزب التجمع اليمني للإصلاح، ويُتّهم هؤلاء بالعمل لحساب جماعتهم وللأطراف الإقليمية الداعمة لهم وتحديدا تركيا.


وتعليقاً على هذا الأمر قال المحلل السياسي اليمني والخبير العسكري العميد الركن ثابت حسين صالح في تصريحات خاصة لـ "الفجر" ، أعتقد أن المجلس الانتقالي الجنوبي هو الأكثر حرصا على تطبيق اتفاق الرياض نظراً للمكاسب التي يوفرها هذا الاتفاق لصالح شعب الجنوب من أمن واستقرار وخدمات واعتراف إقليمي ودولي، أما سلطة الشرعية اليمنية المسيطر على قرارها من قبل إخوان اليمن فكانت وما زالت الأكثر رفضا لهذا الاتفاق وافتعالا لمشاكل عدة لعرقلة تنفيذه على الأرض سواء كان في جانب الملف الخدمي والاقتصادي أم في الملفين السياسي والأمني.


واستكمل ثابت حديثه قائلاً : ومن هنا يمكن قراءة التصعيد المستمر لقوات الشرعية في منطقة شقرة وفي شبوة ناهيك عن القلاقل الأمنية في العاصمة عدن في سياق تلك المحاولات التي تفتعلها سلطة الشرعية للهروب من تنفيذ استحقاقات اتفاق الرياض الذي يلزمها بضمان استقرار الجنوب وتحرير الشمال، في الواقع لا مفر من تنفيذ هذا الاتفاق بكافة بنوده وملاحقه.

 

وقال النقيب محمد النقيب المتحدث باسم المنطقة العسكرية الرابعة ومحور أبين في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، إن تصعيد المليشيات الاخوانية في أبين يتمثل بمساندة العناصر الارهابية لمهاجمة نقاط الحزام الأمني ووصل الأمر إلى تنفيذ حملات عسكرية الهدف منها فرض موطىء قدم للعناصر الارهابية في خبر المراقشة المنطقة الاستراتيجية التي يمر فيها الخط الدولي وتطل على البحر العربي، عوضا عن تصعيدها في تحشيد نعزيزاتها من شبوة ومأرب.

 

وأخيرا أكد بأنه في الأساس تهدف المليشيات الاخوانية في تصعيدها العسكري سواء في أبين أو الصبيحة أو شبوة إلى إفشال اتفاق الرياض وقد سعت في ذلك منذ التوقيع على الاتفاق والأشقاء في التحالف يدركون ذلك، والهدف الأشمل لها وتنظيمها الدولي هو إفشال أي نجاح للتحالف العربي في اليمن وبالتالي اتجهت إلى الحرب على الجنوب بدل الحوثي في الشمال لأن الجنوب المحرر هو سجل الانتصارات للتحالف العربي والقوات الجنوبية.