تعرف على الجامع الذي تحول لكاتدرائية واحتفل فيه لويس التاسع

أخبار مصر

بوابة الفجر


تُعد مدينة دمياط أحد أشهر المدن تاريخيًا ولها أحداث ضاربة في عمر التاريخ، فهي تبدأ مع بداية العصر المصري القديم وتتطور عبر الزمن حتى العصر الحالي شاهدة على تغيرات وكثير من الأحداث التي نسجها المصريون عبر الزمن.

ومدينة دمياط الساحلية الشهير بصناعات عدة أشهرها الأثاث بها عدة معالم تاريخية وأثرية يُعد أشهرها جامع عمرو بن العاص، هو ثاني مسجد بني في مصر ومن أشهر مساجدها وأقدمها أنشأه المسلمون بعد فتح المدينة عام 21 هجرية، والبناء تم على نفس طراز جامع عمرو بن العاص في الفسطاط بمنطقة مصر القديمة الشهيرة بمجمع الأديان حاليًا، وجامع عمرو في دمياط يُطلق عليه أيضًا "
مسجد الفتح"

قام بإنشاء هذا الجامع الصحابي الجليل المقداد بن الأسود في عهد عمرو بن العاص، وهو الصحابي الذي قائدًا على الجيش المتوجه لفتح دمياط وتخليصها من الرومان، والجامع يتميز بكتابات كوفية وأعمدة يعود تاريخها إلى العصر الروماني. 

والجامع على الطراز العربي، يتكون من صحن أوسط سماوي مفتوح يحيط به 4 ظلات، أكبرها ظلة القبلة، وبالجهة الغربية المدخل الرئيسي للمسجد وهو مدخل بارز عن جدرانه وبالقرب من الباب توجد قاعة المئذنة المربعة التي تهدمت إثر زلزال في العصور القديمة، في وسط الصحن قبة تشبه الموجودة في منتصف جامع عمرو بالقاهرة. 
 
الجامع تعرض للعديد من عمليات التخريب، حيث أن دمياط تعرضت لهجمات الحملات الصليبية عدة مرات، وفي حملة جان دي بريين، علي دمياط 1219 م، قام بتحويل هذا الجامع إلى كنيسة، ولما تم طرد الصليبيين من دمياط عام 1221 م تم إعادته إلى جامع مرة أخرى. 

في عام 1249 م وفي الحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع، المعروف بالقديس لويس، والذي وصل إلى دمياط واستولى عليهان قام بتحويل هذا الجامع إلأى كاتدرائية، وأقام بها حفلات دينية عظيمة كان يحضرها نائب البابا، ومن أكبر الحفلات التي شدتها هذه الكاتدرائية، هو حفل تعميد الطفل الذي ولدته زوجة لويس التاسع، واسمه جان ولقبته "ثريستان" أي الحزين، لما أصاب ولادته من أهوال الحرب. 

الجامع تعرض لعدة تجديدات كان أشهرها التجديد الفاطمي عام عام 1106 م، والذي تخلف عنه مئذنة مبنية بالآجر "الطوب الأحمر"، ثم التجديد الأكبر للجامع في عصر عباس حلمي الثاني، والذي يتم الحفاظ عليه حتى الآن.