هل تعود سوريا للجامعة العربية بعد عودة العلاقات مع الأردن والإمارات؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بعد التصريحات الأخيرة التي خرجت من البيت الأبيض، والتي تقول لا عودة إلى التطبيع مع سوريا، جاءت الأردن برأي آخر هو عودة فتح الحدود بين الأردن وسوريا.

لتلحق بها الإمارت، اليوم الاثنين، بعدما أعلنت عن ضخ استثمارات كبيرة بينها وبين الجانب السوري، وهو الأمر الذي يراه مراقبون أنه يفتح الباب أمام سوريا للعودة إلى الجامعة العربية.

وقت ذكي للعودة

قال الدكتور إبراهيم جلال فضلون، الخبير في الشؤون السياسية، إن أكثر من عشر سنوات على حرب سوريا ولا يزال الوضع كما هو عليه، وسط محاولات إقليمية ودولية لإنهاء الأزمة في البلد الذي أنهكه الحرب، وتشت ملايينهُ من الشعب العظيم بسبب العنف، رغم تأكيد مصر على وجود حلول لتلك الأزمة الراهنة وفقًا للقواعد والمواثيق الدولية والعربية، تقوم بالأساس على فتح الحوار السياسي مع أطياف المعارضة السلمية بشكل يجمع الكلمة، والعمل على صياغة المستقبل بعيدا عن التدخلات الإقليمية وفي إطار الوطن السوري الواحد ووفقا لقرارات مجلس الأمن، ووافقتها مؤخرًا مواقف الأردن والإمارات وغيرهما لضرورة إعادة سوريا للحضن العربي وشغل مقعدها بجامعة الدول العربية، كأهمية إستراتيجية وأمن عربي يمنع التدخلات في وقت تعاني فيه المنطقة من وضع مضطرب، وسط استمرار التدخلات الإيرانية والتركية.

وأضاف الدكتور إبراهيم جلال فضلون في تصريحات خاصة ل"الفجر"، لعل المبادرة الإماراتية وسبقتها أخرى مصرية، تأتي في توقيت "ذكي" لقطع الطريق أمام التدخلات الخارجية التي أضرّت بالملف السوري بشكل فادح، كون الظروف قد تغيرت بشكل تام والجمع العربي قد أدرك أنهم والشعب السوري دفعوا تكلفة باهظة جراء التدخل الخارجي في الملف السوري، الذي لم يساهم في توفير الحل السياسي المنشود، وأن الدول العربية هي التي ستتصدى لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 وليس أي طرف آخر، وهو ما اعتبره وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمر حيوي من أجل صيانة الأمن القومي العربي.

واختتم الخبير في الشؤون السياسية، أن النغمة التي تتحدث عن إسقاط النظام السوري صارت خافتة، متحولة إلى الواقعية أكثر لما يدور حولهم بعد تغيير سلوك النظام السوري، الذي سايس العالم باتفاقيات مع إيران أو غيرها صونًا لسوريا، التي بات من الوهم إسقاطه، وبالتالي فمن الأهمية بمكان لم شمل العرب بما يمكنهم من مواجهة تلك التحديات من أرضية "عربية – عربية".

عودة سوريا مؤجلة

صرح الدكتور مصطفي عامر الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، أن موضوع عودة سوريا إلي الجامعة العربية هو أمر مؤجل، ولكن عودة سوريا مرتبط بالدول الفاعلة داخل الجامعة مثل مصر والسعودية والإمارات.

وأضاف الدكتور مصطفي عامر في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن هناك تقارب لعودة سوريا إلي الجامعة العربية مرة ثانية أعتقد أن هناك تقارب قد حصل بين الأردن وسوريا، الإمارات وسوريا، ولكن هناك بعض الدول العربية تريد عودة سوريا إلي الجامعة العربية مثل مصر والأردن والإمارات.

وأشار الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، أن هناك تقارب استخباراتية ومعلوماتي من أجل عودة سوريا إلي سوريا لجامعة، وذلك من أجل التقليل من التغلغل الإيرانية في سوريا وأيضا بعد استبعاد سوريا عن الدول العربية أدى ذلك إلى لوجوء سوريا إلى روسيا وإيران، وهو الأمر غير المفيد للدول العربية.