بوتين لن يفشل وهذه الدولة الوحيدة التي تستطيع التوسط لإنهاء الأزمة

خبير علاقات دولية يتحدث في حوار خاص لـ "الفجر" عن الحرب بين روسيا وأوكرانيا

عربي ودولي

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

الهدف الحقيقي لروسيا السيطرة على المنشآت النووية ودول الجوار

هناك بنك أهداف كامل ستجري عليه المحاولات الروسية 

الحرب بين روسيا وأوكرانيا إذا تمددت ستكون ثلاثية متعددة الأطراف

لن تكون هناك مقاومة من أوكرانيا ضد القوات الروسية

لا يوجد مفاوضات حقيقية حول الأزمة الأوكرانية الروسية  

الصين هي الدولة الوحيدة التي تسطيع عمل مفاوضات  

أوكرانيا لن تنضم لحلف الناتو

بوتين لن يفشل في غزو أوكرانيا

 

بدأت روسيا عملية عسكرية جديدة في إقليم دونباس على الحدود الروسية الأوكرانية، واستهدفت البنية التحتية العسكرية والدفاع الجوي والقوات الجوية لأوكرانيا بـ "أسلحة عالية الدقة".

 

وتحدث الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة وخبير العلاقات الدولية، في حوار خاص مع موقع "الفجر"، عن آخر تطورات الحرب بين روسيا وأوكراينا، وكواليس المفاوضات الجارية بين الطرفين، والدولة الوحيدة التي تستطيع التوسط لإنهاء الأزمة.

 

إليكم نص الحوار:-

ما الهدف الحقيقي للرئيس الروسي بوتين من غزو أوكرانيا؟

الهدف الحقيقي الآن تحييد أوكرانيا وليس مجرد أنها تكون على الحياد فقط مثل فنلندا أو السويد وإنما غلق الباب أمام أي تحديثات قادمة والسيطرة على السلاح الأوكراني بصورة أو بأخرى وأيضا المنشآت النووية ومنطقة الجوار وغيرها.

 

لازلنا في المرحلة الأولى في تنفيذ الأهداف، هناك بنك أهداف كامل ستجري عليه المحاولات الروسية في الفترة المقبلة وهذه الترتيبات الأمنية الذي منعت تمدد حلف الناتو في منطقة النفوذ في البحر الأسود، منطقة نفوذ كاملة لروسيا لا يمكن السماح فيها بأشباه الطائرات مثلما تكون منطقة بحث، الجنوب أيضا منطقة بحث كاملة في الجانب الأردني وبالتالي الجانب الفلسطيني.

 

وأن كل ما هو يجري لفرض عدد من العقوبات السياسية والأمنية في منطقة القوقاز ومنطقة البلقان وجمهورية البلطيق، وأتحدث عن الاتحاد السوفيتي بصرف النظر أن العملية ستحدث على مراحل أو أنها ستأخد عدة أسابيع أو عدة أشهر.

 

هل سيكون هناك مقاومة من القوات الأوكرانية ضد اجتياح الغزو الروسي؟

قولَا واحدًا لن تكون هناك مقاومة، والذي يجري الآن مراجعة لبنك الأهداف الروسية، والقضية مش اجتياح العاصمة أو مناطق التماس إنما السيطرة على المنشآت النووية، وأن كل ما يتحدث عن موضوع المقاومة والعصابات هذا كلام قديم من الستينات، روسيا تستطيع أن تدك أوكرانيا دكًا كاملًا، لكن القضية مرتبطة بالعملية العسكرية على مراحل، وتنفيذ المرحلة بصورة أو بأخرى. 

 

هل ستصمد أوكرانيا ضد الغزو الروسي؟

أوكرانيا ستحارب لوحدها ولن يكون هناك محاربة، وهناك متغيرات مهمة يجب الإشارة إليها المرتزقة إذا دخلوا سيرهقون الجانب الروسي لكن المرتزقة أعداد صغير وليست كبيرة ومن الممكن أن تنقلب حرب قوميات لأن الشيشان سيتدخلوا  بجانب الجيش الروسي لتدعيمه. 

 

هل بدأ العالم يشعر بأثر الحرب بين روسيا أوكرانيا؟

الحرب بين روسيا وأوكرانيا إذا تمددت إلى بولندا ستكون حرب ثنائية ثلاثية متعددة الأطراف، وفي هذا الحال نستبعد أن تدخل دول أخرى فتكون حرب إقليمية في هذه المنطقة تتمدد فتصبح حربًا خارج النطاق الأوروبي، ونحن في حالة قلق لأن إذا تمدد حلف المواجهات إلى نطاقات وإلى حلف الأطلنطي وبولندا فلا بد أن يكون هناك مواجهة عسكرية محسومة. 

 

حتى الآن الأمريكان رافضيين أن يكون هناك أي تدخل عسكري فوق أوكرانيا، ولكن إذا وصلت العمليات إلى بولندا نتحدث هنا عن الخطرالأكبر أو الأعظم المرتبط بدخول عمليات عكسرية، والعمليات العسكرية ستكون مكلفة للجميع لأن بولندا هي أقرب دولة ممكن أن تنشط فيها.

 

الغرب يهمه أمرين من تدفق اللاجئين، عدم وقوع عمليات خارج نطاقه وعدم الدخول في عمليات تمس الولايات المتحدة فتعيد تموضع قواتها، ولأن لأمريكا قوات في بولندا والنمسا ورمانيا وهولندا وهناك دول أخرى كثيره دخلها قوات لكنها لم تشارك في عمليات عسكرية.

 

ما مدى قرب أوكرانيا للانضمام لحلف الناتو؟

أوكرانيا لن تنضم لحلف الناتو، الحلف لا يريد أوكرانيا ولا يريد روسيا ولا يريد الدول مثل السويد وفنلندا، وموضوع الانضمام للحلف أغلق أبوابه، لأن لو حدث الانضمام سيتسبب في أزمة ثقة فلن يكون هناك توقعيات للحلف سواء الاستمرار في العمليات العسكرية أو لا.

 

في هذا التوقيت لم يكن هناك انضمام لأعضاء في حلف الناتو، وبحسب معايير التي تحكم الناتو المادة الرابعة أو الخامسة تقول إذا حدث اعتداء على دولة من دول الناتو فهذا اعتداء على الدول كلها.

 

هل من الممكن أن نرى تحركات إيجابية لدول الناتو لإنقاذ أوكرانيا؟

الناتو سيواجه مشكلة في مهامه ودوره وتوزيع نطاقاته والمشاكل التي ستودي إليها الأزمة بعد ذلك.

 

الناتو واجه أزمات عديدة ويواجه بخيانة كما يرى الأوروبيون، لأن الأمريكا لم يستطيعوا أن يقوموا بدورهم في هذا الإطار، فالناتو بعد أوكرانيا لن يكون هناك ناتو واحد إنما ستدفع دول مثل فرنسا وألمانيا لتشكيل تحالفات أمنية لوحدها وسيحدث انقسام في المواقف الأوروبية بصورة أو بأخرى.

 

ماذا ستسفر عنه المفاوضات الروسية الأوكرانية؟

لا يوجد مفاوضات حول الأزمة الأوكرانية الروسية، هي عبارة عن جولات استكشافية ليس بها جدول أعمال ولا أي مهام.

 

في 3 جولات تمت فالموضوع أكبر وأعمق من هذا، وأن الترتيبات الأمنية لن تشمل الطرفين لكنها ستشمل أيضًا دول الحلف وأمريكا وروسيا بطريقة غير مباشرة.

 

الطرف الوحيد الذي يستطيع عمل مفاوضات حقيقية ليس إسرائيل ولا رومانيا، بل الجانب الصيني لأن الصين قوية ولها علاقات بكافة الأطراف وهي الدولة الوحيدة التي تسطيع عمل مفاوضات ولكن لن تحدث في هذا التوقيت لكنها ستأخذ بعض الوقت.

 

لا توجد مفاوضات حقيقية، المفاوضات ستبدأ بعد أن يتم وقف إطلاق النار انطلاقًا من القوى العسكرية الموجودة على الأرض ولها تأثيرات مباشرة، وحتى الآن هي جولات استكشافية للمواقف والتوجهات، الروس سيضعوا جدول أعمال قاسٍ وشامل للعديد من الموضوعات، والأمر سيأخد عدة أشهر لبناء ترتيبات أمنية جديدة يقبل بيها الطرفين كلًا في محيطه، وسيكون لها تأثيرات ممتدة على كافة المستويات. 

 

ماذا سيفعل بوتين في حال فشل غزو روسيا لأوكرانيا؟

بوتين لن يفشل في غزو أوكرانيا، بوتين قوي والمؤسسة العسكرية ستدعمه والنبرة العسكرية هي التي ستجمع دول الاتحاد السوفيتي سابقا، وبناء اتحاد سوفيتي وروسي أيضًا. 

 

في نبرة جادة وهامة وحقيقية، إن روسيا قوية هي ليست دولة عظمى لكنها دولة كبرى لديها إمكانيات، الخسائر في الإعلام مش صحيحة وهذا كلام ميديا لرفع معنويات الجنود الأوكرانيين.

 

الروس أقوياء رتبوا انفسهم قبل ما يقوموا بالعملية العسكرية، واختاروا توقيتات معينة، والبنك المركزي أخذ إجراءاته لرفع الروبل، ويوجد إمكانيات لدى الروس، روسيا ليست دول ضعيفة وجربوا منظومة العقوبات من قبل. 

 

ماذا يقلق الغرب من الغزو الروسي لأوكرانيا 

مايقلق الغرب هي عودة ظاهرة المخاصمين لبلادهم إن يكون هناك إرهابيين داخل المرتزقة  في لاجئين في نازحين سيدخلوا الدول الأوروبية وسيرعوا أوروبا بكل ما فيها. 

 

القلق الأوروبي إن ممكن يكون في 3 أو 4 مليون خلال شهر واحد يريدون دخول أوروبا وسيتوجهون إلى أوروبا الشرقية لأن بريطانيا رفضت دخولهم.