ولاء عبد الناصر تكتب: «جزيرة غمام» مبارزة تمثيلية من العيار الثقيل

الفجر الفني

ولاء عبدالناصر
ولاء عبدالناصر

حظى مسلسل "جزيرة غمام" إعجاب الكثير من الجمهور، وذلك بسبب اكتمال عناصره الفنية، مابين التمثيل والإخراج والسيناريو، فعندما تشاهد حلقة أو مشهد تري اكتمال هذه العناصر، فتشعر كأنك أمام أساتذة تشرح دروس مفيدة لطلبة المعهد العالي للسينما.

الفنان طارق لطفي، استطاع أن يتربع على قائمة المبدعين في الدراما التليفزيونية، فكل عام يقدم لنا شخصية أصعب من قبلها، فبعد نجاحه في مسلسل "القاهرة كابول"، قدم لنا شخصية "خلدون"، في جزيرة غمام، فظهر وكأنه "شيطان"، وبسلاسة وحضور وروح غامضة، قدم الدور بحرفية وواقعية، جذبت انتباه الجميع، وأثبت أنه ممثل من العيار الثقيل.

بينما الفنانة مي عزالدين، التي فاجأت الجميع، بشخصية "العايقة"، وكأننا نشهد ميلاد ممثلة من العيار الثقيل، كانت تحتاج إلى سيناريو قوي وإخراج قادر على استخراج موهبتها الكامنة، فقدمت العايقة بشكل مميز ومتوازن، وأظهرت ملامح الشخصية التي تظهر بالقوة ولكنها بداخلها امرأة تحب وتستسلم لقلبها فهي ضعيفة من الداخل عكس ماتظهره.

الفنان أحمد أمين كان مفاجأة المسلسل، هذا العام حيث قدم دورا مختلفا أظهر مدي إمكانياته الاحترافية، ونلاحظ أن فريق العمل بأكمله استطاع أن يقدم الدور بشكله الصحيح، على رأسهم وفاء عامر، محمود البزاوي، وغيرهم، فظهر العمل وكأننا في ساحة نشاهد مبارزة تمثيلية وليست قتالية، كل هذه العناصر اكتملت في وجود إخراج قوي، قاده المخرج حسين المنباوي، لديه رؤية بصرية محترفة، استطاعت أن تعبر عن طبيعة الشخصيات وملابسهم، وحركتهم داخل ديكورات اعتمدت على زوايا واسعة لإبراز التفاصيل، فظهرت المشاهد بعناية جذبت المشاهد وجعلته يركز مع كل مشهد.

كل هذا كان لا بد من وجود سيناريو محكم، كان وراء هذا النجاح، فقدم الكاتب عبد الرحيم كمال، قصة تشبه إبداعات "وليم شكسبير"، فظهر الصراع بين الخير والشر في شكل رمزي خلال حقبة زمنية قديمة، مع عدد من القضايا والموضوعات المجتمعية المهمة.