رئيس مركز عدن الوطني للدراسات الإستراتيجية لـ"الفجر": الحوثي يرتبط بالإخوان.. والأمم المتحدة فشلت في إدارة أزمة اليمن (حوار)

تقارير وحوارات

الدكتور إيهاب عبدالقادر
الدكتور إيهاب عبدالقادر علي عبدالله رئيس مركز عدن الوطني

◄ميليشيات الحوثي مستمرة في خرق المزيد من مبادرات السلام 
◄هناك تعاون كبير جدًا بين الحوثي والتنيظمات الإرهابية حسب المؤشرات والمعلومات
◄المجتمع الدولي لم يكن عنده حسن الظن أبدا في تعامله مع القضية اليمنية
◄الأمم المتحدة إن جاز لنا التعبير فشلت في إدارة الملف اليمني
◄الناقلة صافر مشكلة بيئية كبيره وتتسبب الكثير من المخاطر للأحياء البحرية

قال الدكتور إيهاب عبدالقادر علي عبدالله، رئيس مركز عدن الوطني للدراسات الاستراتيجية والبحوث الاجتماعية، إن ميليشيات الحوثي مستمرة في خرق المزيد من مبادرات السلام، ما دام وأن إيران والمجتمع الدولي يقفون معها وإلى جانبها لتحقيق مصالحها في اليمن.

وأضاف عبدالقادر في حوار خاص لـ "الفجر"، بأن هناك تعاون كبير جدًا بين الحوثي والتنيظمات الإرهابية،  حسب المؤشرات والمعلومات التي تم تجميعها من قبل مراكز أمنية استخباراتية جنوبية حيث كشفت العلاقة بالوثائق التي تدينهم بين الحوثي والاخوان وقوى الارهاب والتطرف بعد تحرير مناطق شبوة الثلاث.

وإليكم نص الحوار:-

◄بعد سنوات الحرب التي طالت باليمن.. كيف ترى تعامل المجتمع الدولي مع الأزمة اليمنية؟

المجتمع الدولي لم يكن عنده حسن الظن أبدا في تعامله مع القضية اليمنية، حيث كشف أطماعه في جنوب اليمن الغني بالنفط والغاز والذي يشكل أكبر احتياطي نفطي وغاز في العالم ليس فقط في حضرموت وإنما في شبوة وأبين وعدن ولحج ووفق المساحات الديموغرافية، بالتالي استطاع المجتمع الدولي إفقار شعب الجنوب الشريك الرئيسي في وحدة مايو 90 والضغط عليه من مختلف جوانب الحياة اليومية من خدمات شبه مقطوعه كهرباء ومياه وصرف صحي ورواتب لاكثر من سنة لمعظم القوات العسكرية والامنية مقطوعه إلا ما نذر وتهميش وبطاله وغلاء اسعار والتلاعب بالعملة الوطنية مقابل العملات الصعبة، وأصبح الشعب في الجنوب يعاني الأمرين فقر وعوز وحياة يومية صعبه وتوالت الأزمات على كاهله وقصمت ظهره وأصبح كل ذلك يتعارض مع العهد الدولي الانساني ومغايرا له تماما والذي كان من المفترض أن يقوم المجتمع الدولي لحمايته وحماية شعوبه.

◄منذ بداية أول هدنة باليمن والميلشيا الحوثية لم تلتزم بأي هدنة تؤدي للسلام وخروقاته مستمرة.. كيف تتحكم إيران في الميليشيات؟

الحوثي يعني إيران يعني المجتمع الدولي، ولذلك كما أشرنا في إجابتها السابقة بأن المجتمع الدولي أعطى هامشا الحوثي والتي تقدر قواته ٤٠٠ الف مقاتل فقط ومنذ ٢٠١٤ فقدت العديد من قواها العسكرية والأمنية وكان من من الممكن جدا أن تهزم امام الجيش اليمني منذ أكثر من ثلاثة سنوات الا ان المجتمع الدولي دايما ما يتدخل ويوقف تقدم الجيش، وبالتالي تمكن الحوثي ومنذ بداية أول هدنة باليمن والميلشيا الحوثية لم تلتزم بأي هدنة تؤدي للسلام وخروقاته مستمرة وحتى الهدنة الأخيرة أيضا استطاع الحوثي ارتكاب المزيد من الخروقات الأمنية على الرغم من أنه حقق مكاسب سياسية في المفاوضات كانت الثنائية أو الأحادية مع الحكومة الشرعية لليمن والجير ذكره بان ايران هي من صنعت الحوثي وزرعت في اليمن على غرار حزب الله في لبنان وسوريا والعراق وهي الراعي الرسمي لهذه المليشيات حاليًا.

◄اعتداء الحوثي على السفن يهدد وصول المساعدات الإنسانية.. كيف قامت المليشيات بتأزم الأوضاع باليمن؟

التدخل المجتمع الدولي من خلال مبعوثي الامم المتحدة شجع الحوثي ومليشياته على إعادة هيكله نفسها عسكريا وشجعها من خلال تقديم الدعم المستمر المالي اللوجستي عبر البحر ومن خلال الخبراء الإيرانيين وحزب الله في إدارة الحرب والقتال الدائر في اليمن جعل الحوثيين أكثر تماديا فقامت قواته بالسيطرة ميناء الحديدة وبعض الجزر في البحر والعتاد الإيراني وهددت السفن والملاحم الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وصادرت معظم قوافل الاغاثات الانسانية كانت للجنوب أو الشمال لصالحها وعرضت الشعب اليمني في الشمال (مناطق نفوذها) منذ العام ٢٠١٤ وحكمت عليه بالمجاعة والفقر والعوز وضربت بعرض الحائط بكل القيم الإنسانية.

◄طالبت الأمم المتحدة بتمديد الهدنة باليمن.. هل يرضخ الحوثي للسلام؟

الأمم المتحدة إن جاز لنا التعبير فشلت في إدارة الملف اليمني ومن مبعوثيها المتعاقبين عمقت الازمه بوقوفها لصالح الحوثي ومليشياته المكشوف والمفضوح كما أشرنا في اجابتنا السابقة ومن هدنة إلى أخرى لم تستطع كبح جماح الحوثي مع إنه ا أساءت كثيرا للشرعية اليمنية ومارست الضغوط القاتله عليها بشتي الوسائل والسبل إلا اننا نلوم الشرعية باستجلابها المجتمع الدولي والاقليمي للدفاع عنها ومساعدتها على استعادة الدولة المنهوبة، ولذلك نقول نعم سيستمر الحوثي وسيخرق المزيد من مبادرات السلام ما دام وأن إيران والمجتمع الدولي يوقفون معه وإلى جانبه لتحقيق مصالحها في اليمن.

◄كيف أفشلت المليشيات الحوثية مهمة الأمم المتحدة باليمن بعد تغير أكثر من مبعوث أممي؟

باعتقادي أن المليشيات الحوثية لم تفشل مهمات المبعوثين الدوليين لليمن ولكنها ضمن أولويات وسيناريوهات المراحل من كر وفر تقوم به الامم المتحدة لتخفيف غضب الشارع اليمن شمالا وجنوبا.

◄كيف ترى عودة الاغتيالات بعدن.. ولماذا لا يحدث ذلك في مناطق الحوثي؟

التجمع اليمني للاصلاح (إخوان اليمن والعضو الأساسي للتنظيم الدولي للاخوان) بالاشتراك مع عناصر محليه من عدة مدن ومحافظات جنوب اليمن وشماله التحقت بالقاعدة وداعش وشاركت في الحرب، وقد تبنت القاعدة والاخوان عمليات اغتيالات واسعه خلال الاعوام ٢٠١٦ - ٢٠١٨ للكثير من أئمة المساجد الذين شاركوا في المقاومة الجنوبية لتحرير مناطق الجنوب والكثير من القيادات العسكرية في الجيش الجنوبي السابق قبل الوحدة ومعظمهم من القيادات المدربة في دول الاتحاد السوفيتي السابق وشرق أوروبا ومنذ تحرير مناطق شبوة الثلاث بيحان وعسيلان والعين الخاضعة للحوثي على يد ابطال الوية العمالقة منذ ثلاثة أشهر تقريبا وانكشاف المستور وتبيان العلاقة الجديدة للاخوان بالحوثي،وأكدت عناصر من القاعدة وداعش على إثارة البلبلة والرعب في نفوس السكان المدنيين العزل من السلاح،  وكان نصيب العاصمة المؤقته عدن النصيب الأكبر بعودة الاغتيالات وهذه المرة كانت ستطول محافظ عدن لولا ستر الله ولكنها نجحت في النيل من عدد من الكفاءات والقيادات العسكرية والمدنية وكل ذلك بالاتفاق بين الحوثي والاخوان واذرعتهم الارهابية لتعجيز المجلس الرئاسي وقوات العمالقة الجنوبية والقوات المسلحة الجنوبية واحزمتها الأمنية للعودة إلى المربع الأول ومحاولات السيطرة والتحكم من جديد،أما في الشمال فقد استطاع الحوثي فرض سلطته وهيبته في مختلف مناحي الحياة المدنية والعسكرية والأمنية فلا وجود الارهاب والاغتيالات بل تصديره إلى المناطق الجنوبية.

◄ما مدي تعاون الحوثي مع المنظمات الإرهابية؟

كبير جدا حسب المؤشرات والمعلومات التي تم تجميعها من قبل مراكز أمنية استخباراتية جنوبية كشفت العلاقة بالوثائق التي تدينهم بين الحوثي والاخوان وقوى الارهاب والتطرف بعد تحرير مناطق شبوة الثلاث والمذكور في إجابتها السابقة.

◄ما زال الحوثي يمارس إرهابه ضد اليمنيين.. ما سر تكالب الحوثي على حصار تعز؟

بكل تأكيد وقد تناولنا أعلاه في سؤالكم السابق أسباب تحكمه وسيطرته ليس على الداخل اليمني الشمالي ولكن أيضا على الخارج والمجتمع الدولي الذي يتفننون في إرضائه خوفا من تمدده إلى دول الاقليم وضربهم بصواريخه ومسيراته.

◄مراوغات الحوثي مستمرة.. فكيف استغل الهدنة؟

نعم.. حتى تكون استراحة محارب بالنسبة ليعيد لملمة جنوده المتبقيين على قيد الحياة، وحتى يستلم المزيد من الدعم العسكرية من إيران بحرا وجوا وبرا حيث فتحت أمامه مطار صنعاء وميناء الحديدة وتأهيل الأسلحة والمال عبر ميناء ناشطون في المهرة مرورا بحضرموت الوادي والصحراء إلى مأرب وهناك تنقل له الحاويات إلى مناطق نفوذها الموازية لمارب برا دون أي مشاكل أو اعتراض بسبب تخادمه مع حزب الإصلاح الإخواني المسيطر على مثلث المنافذ البرية.

◄ما زال الحوثي محتجز الناقلة صافر.. ما خطورة انفجارها وكيف استغلها سياسيا؟

الناقلة صافر ما من شك بأنها مشكلة بيئية كبيره وتتسبب الكثير من المخاطر للأحياء البحرية وثرواتها ستتأثر كثيرا في عموم الاقليم وليس اليمن لوحدها وهذا من وجهة نظر المجتمع الدولي الذي تقدم بانتشالها ولكن صرف الحوثيين وعنجهيتهم وحبهم الابتزاز المجتمع الدولي حاليا ولوجستيا وفرض شروطه عليهم وقد استغل اهتمام المجتمع الدولي والاقليمي وتهافتهم على حل هذه المعضلة البيئية سياسيا الفروض شروطه ومع استجابته لشروط سيعمل على التحجج بالمزيد لإدارة أكد الحرب التي أصبحت إقليمية أكثر منها محليا يمنية.