لماذا تحظر السعودية دخول "غير المسلمين" المدينة المنورة؟

تقارير وحوارات

مكة المكرمة والمدينة
مكة المكرمة والمدينة المنورة

بعد دخول امرأتين غير مسلمتين لساحات المسجد النبوي الشريف بالخطأ، من هنا بدأ يتسأل بعض الأشخاص لماذا يحرم علي غير المسلمين دخول مكة والتجارة بالمدينة المنورة فقط.


لماذا يحرم علي غير المسلمين دخول مكة والمدينة المنورة؟
 

من القرآن
 

فلا يجوز لغير المسلم دخول مكة لقوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام ). [التوبة: 28]


قال البغوي: أراد منعهم من دخول الحرم لأنهم إذا دخلوا الحرم فقد قربوا من المسجد الحرام، وهذا كما قال الله تعالى: ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام ). [ الإسراء:1].

وأراد به الحرم لأنه أسري به من بيت أم هانيء. والنصارى مشركون بنص القرآن الكريم، قال تعالى: ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدو الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار * لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة..) [ المائدة: 72-73].

في السنة النبوية 
 

بل لقد جاء الأمر من النبي صلى الله عليه وسلم بإخراج اليهود والنصارى من الجزيرة العربية كلها، فعن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لئن عشت إن شاء الله لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع فيها إلا مسلمًا ".[ رواه مسلم].

وأوصى أمته بقوله: " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ".[ متفق عليه].

 

قال ابن قدامة:

ولا يجوز لأحد منهم ( يعني: الكفار ) سكنى الحجاز، وبهذا قال مالك، والشافعي، إلا أن مالكا قال: أرى أن يجلوا من أرض العرب كلها ; لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يجتمع دينان في جزيرة العرب "، وروى أبو داود بإسناده عن عمر أنه " سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب، فلا أترك فيها إلا مسلما " قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وعن ابن عباس قال: " أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشياء، قال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم، وسكت عن الثالث " رواه أبو داود. " المغني " ( 9 / 285، 286 ).

ثانيًا:

يجوز للكفار دخول المدينة للتجارة دون الإقامة، ويُعطون وقتا كافيًا ثم يؤمرون بالمغادرة.

قال ابن قدامة – رحمه الله -:

ويجوز لهم دخول الحجاز للتجارة ; لأن النصارى كانوا يتجرون إلى المدينة في زمن عمر رضي الله عنه وأتاه شيخ بالمدينة، فقال: أنا الشيخ النصراني، وإن عاملك عَشَّرَني ( أي: أخذ مني العشر ) مرتين، فقال عمر: وأنا الشيخ الحنيف، وكتب له عمر: أن لا يُعَشِّروا في السنة إلا مرة، ولا يؤذن لهم في الإقامة أكثر من ثلاثة أيام – على ما روي عن عمر، رضي الله عنه – ثم ينتقل عنه، وقال القاضي: يقيم أربعة أيام حد ما يتم المسافر الصلاة. " المغني " ( 9 / 286 ).

ثالثًا:

ما ذكرناه في المدينة وحرمها لا ينطبق على الحرم المكي، إذ الكفار ممنوعون من دخوله على كل حال.

جاء في " الموسوعة الفقهية " ( 3 / 130، 131 ):

يرى الجمهور، ومعهم محمد بن الحسن من الحنفية: أنه لا يجوز للكافر دخول الحرم المكي بحال، ومذهب الحنفية أن ذلك جائز بصلح أو إذن.

وأما حرم المدينة فإنه لا يمنع من دخوله لرسالة أو تجارة أو حمل متاع، وأما ما عدا ذلك – من أرض العرب – فلا يدخله الكافر إلا بإذن أو صلح، وللفقهاء في ذلك تفصيل.