محلل ليبى: نرفض إطلاق مبادرات هدفها إقصاء البعض عن المشهد السياسي

عربي ودولي

ليبيا
ليبيا

قال المحلل السياسى الليبى أحمد المهدوى، إن التحركات فى ليبيا تستمر نحو إجراء انتخابات قبل نهاية العام الجارى وفق مبادرة أطلقها مبعوث الأمم المتحدة للدعم إلى ليبيا عبدالله باثيلى منذ أسابيع، ودعمتها الولايات المتحدة بشكل كبير، إلا أن هذه المبادرة وفق العديد من المراقبين، تقوم بالالتفاف حول مجلسى النواب والدولة الليبيين بحجة أخذهما وقتًا طويلًا جدًا فى التفاوض على شروط الترشح والقاعدة الدستورية المؤسسة للانتخابات.

وأضاف فى تصريحات صحفية، أن ذلك يدعو للشك فى مدى مصداقيتها وشفافيتها وحرصها على تحقيق آمال وطموحات الشعب الليبى فى إجراء إنتخابات نزيهة وعادلة، خصوصًا وأن واشنطن لم توفر جهدًا للضغط على الفرقاء السياسيين لتمريرها.

وكان باثيلى قد هدد سابقًا بفرض لجنة لتنظيم الانتخابات فى حال لم يتم التوافق بين مجلسى النواب والدولة، كما كان عرابًا للقاءات حدثت بين الأطراف فى شرق البلاد وغربها تهدف إلى تأمين الانتخابات.

وفى السياق، رأى عضو مجلس النواب، جلال الشويهدى، أن نهج المبعوث الأممى، يحاول إحداث توتر فى العلاقة بين مجلسى النواب والدولة.

كما رجح المحلل السياسى الليبى أحمد المهدوى، إقدام المبعوث عبد الله باثيلى، على إعلان تدشين لجنته رفيعة المستوى، وربما تفويضها بوضع القوانين الانتخابية بحلول منتصف الصيف فى يونيو المقبل.

وقال إن تعدد لقاءات المبعوث الأممى مع شخصيات وقوى سياسية ومدنية وشبابية خلال الفترة الأخيرة، وكذلك اجتماعه مع القيادات العسكرية فى شرق البلاد وغربها، إلى جانب تكرار إعلان مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى ليبيا وسفيرها ريتشارد نورلاند، دعم بلاده لمبادرة باتيلى، تعد مؤشرات واضحة للتمهيد لهذه الخطوة.

وأشار إلى أن المبادرة برمتها لعبة جديدة من ألاعيب واشنطن من أجل الهيمنة والحفاظ على نفوذها فى ليبيا الغنية بالغاز والنفط، خصوصًا فى ظل الصراع القائم بين الغرب وروسيا والمصاعب التى رافقته فى تأمين الطاقة للدول الغربية.

وقال إن الانتخابات يتم تفصيلها عبر الأمم المتحدة ومبعوثها على مقاس واشنطن، بحيث يصل المرشح المناسب لهم إلى سدة الحكم، ويقوم بتحقيق مصالح الغرب وليس مصالح الشعب الليبى.

وتابع: أكبر دليل على ذلك هو قضية وضع العراقيل أمام ترشح شخصيات ذات قاعدة شعبية واسعة، فقد صرح مسؤولون أمريكيون فى عدة مناسبات عن عدم رغبتهم برؤية بعض الشخصيات فى السباق الإنتخابى، مما يشكل تدخلًا سافرًا فى الشؤون الداخلية للبلاد.

يُشار إلى أن مستخدمين ليبيين تداولوا عبر مواقع التواصل الإجتماعى مؤخرًا، نتائج استطلاع أجرته صفحات إعلامية متعددة، وشارك فيه عشرات الآلاف من المصوّتين، والتى تصدرها شخص بعينه، بفارق كبير عن منافسيه فى الاستطلاع من الشخصيات السياسية الليبية الموجودة على الساحة فى الوقت الحالى.

ويرى المحلل والناشط السياسى عمران مفتاح السنوسى، أن استطلاعات الرأى الحقيقية هى التى تعكس رأى شريحة لا بأس بها من المجتمع، وقد تعطى للباحث منظورًا مبدئيًا لما ستكون عليه النتائج النهائية على نطاق أوسع.

وقال المحلل السياسى عادل الخطاب، إن الولايات المتحدة الأمريكية لن تدع الشعب يقول كلمته وينتخب رئيسه لأن طموحات الشعب الليبى تخالف رؤية واشنطن وتعارض مصالحها، وبالتالى فإن أى تحرك لترشح بعض الشخصيات بعينها ممن لا يحققون الشروط الأمريكية سيقابله رفض وإقصاء من قبل أعداء الداخل قبل الخارج.