مع اقتراب يوم عرفة.. تعرف على طريقة استغلال هذا اليوم لنيل رضا الله

تقارير وحوارات

جبل عرفة
جبل عرفة

يهل علينا يوم عرفة المبارك يوم الثلاثاء القادم وهو خير الأيام وأحب الأيام إلى الله، فصيامه يكفر سنه قبلها وسنة بعدها فيجب استغلال هذا اليوم من بدايته إلى النهاية خير الاستغلال.

فيوم عرفة مِن أفضل الأيام، وذلك لما قالته عَائِشَةُ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ الله فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاء.

كما أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء ؟

هو يوم مغفرة الذنوب، والتجاوز عن الآثام، ويوم المباهاة بأهل الموقف، والعتق من النار، يوم من ملك فيه سمعه وبصره غفر له ما تقدم من ذنبه، ويسن صيام هذا اليوم لغير الحاج، فعن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة، وصوم عاشوراء يكفر سنة ماضية.

ويعتبر يوم عرفه كغيره من الأيام، فهو يبدأ من طلوع الفجر لليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وينتهي عند غروب الشمس لهذا اليوم.

الشيخ عبدالحميد عثمان 

"يوم عرفه هو يوم مشهود يشهد فيه الحجاج لله بالقدرة والوحدانية والكمال"، بهذه الكلمات بدأ الشيخ عبدالحميد عثمان، أحد علماء الأزهر الشريف، حديثه، كما أن حجاج بيت الله الحرام يشهدون لأنفسهم بالعجز والتقصير والاحتياج، وقد جاءوا جميعًا من كل فج عميق متجردين من حقدهم وسوء ظنهم وقبح ألسنتهم وسوء فعلهم، طامعين في كرم الله راغبين رحمته راجين عفوه يقولون جميعًا لبيك اللهم لبيك.

وتابع الشيخ عبدالحميد الأزهري في تصريح خاص "للفجر": إن يوم عرفة هو يوم مشهود تشهده الملائكة بالدعاء والرحمة والإستغفار ليس فقط للحجاج ولكن لكل مؤمن اتحد قلبه مع قلوبهم ونطق لسانه بما تنطق به ألسنتهم، فهذا اليوم هو يوم التمام والكمال، يوم كمال الدين والملة، وتمام النعمة والمنة على مولانا وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأكمل الشيخ عبدالحميد، ففي يوم عرفه وعلى جبل الرحمة، نزلت الرحمة وفاضت السكينة وتوالت الكرامات على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعظم آيات القرآن التي وجدت في سورة المائدة والتي نزل بها سيدنا جبريل على سيدنا رسول الله، وهي قوله تعالي "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"، وكل نعمة ومنة وكرامة منحت لحضرة النبي كان لأمته فيها حظ ونصيب.

واستطرد، أن الرسول قد بين فضل هذا اليوم عند المسلمين شريعة وفقها فقال (الحج عرفة)، وفي هذا اليوم العظيم وقف الرسول العظيم وسط الكثير من الحجاج وألقي أعظم خطبة في التاريخ المعروفة بخطبة عرفة أو حجة الوداع ووصفت هذه الخطبة بأنها أدق وأفصح وأجمل خطبة في تاريخ البشرية، متابعًا أن يوم عرفة هو يوم زوال نفخة الكبر والتعالي ونظرة الغرور حيث بين الرسول لجميع الناس أنكم كنتم عدما وبعدها تراب والي تراب (كلكم لآدم وأدم من تراب...).

واختتم الشيخ عبدالحميد، إن فضل صيام يوم عرفه كما بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن هذا اليوم احتسبه على الله أن يكفر السنة قبلها وبعدها، فهو يوم بسيط ولكن ينال المسلم الفضل العظيم، فيستحب مع الصيام اليقين أن الله أعطى للمسلمين دائما ميزة وفضل وهو قبول الدعاء ففي هذا اليوم يستحب أن يدعو الإنسان  لنفسه ولأهله ولأولاده وجيرانه ومن يعرف ومن لا يعرف، وقد ورثنا دعاء عظيما عن مولانا رسول صلى الله عليه وهو "خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" ومن أعظم أنواع الذكر والدعاء التكبير والتحميد والتهليل وإشعار المسلمين بالمنه والفضل الصلاة والسلام على مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم.


الأدعية المستجابة في هذا اليوم

اللهم إنى أَسْأَلُكَ العافيةَ في الدنيا والآخرةِ، اللهم إني أَسْأَلُكَ العَفْوَ والعافيةَ في دِينِي ودُنْيَايَ، وأهلي ومالي.

اللهم نَوّر قَلْبِي وَقَبْرِي وأعِذْنِي مِنَ الشَّر كُلهِ واجْمعْ لي الخيرَ كُلَّهُ أستودِعُكَ دِيني وأمانتِي وقلبِي وبدَني وَخَواتِيمَ عَمَلِي وجميعَ ما أَنعمتَ به عليَّ وعلَى جميعِ أحبائي والمسلمينَ أجمعينَ.

اللَّهُمَّ آتِنا في الدُّنْيا حَسَنَة وفي الآخرة حَسَنَةً وقِنَا عَذَابِ النَّارِ، اللَّهُمَّ إني ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلمًا كثيرًا، وإنَّهُ لا يغفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أنْتَ فاغْفِر لِي مغفرةً مِنْ عِنْدِكَ وَارحمني إنَّكَ أنتَ الغفُورُ الرَّحِيمُ.

اللهم لا تدع لنًا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا دينًا إلا قضيته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا ضالًا إلا هديته، ولا غائبًا إلا رددته، ولا مظلومًا إلا نصرته، ولا أسيرًا إلا فككته، ولا ميتًا إلا رحمته، ولا حاجةً لنا فيها صلاح ولك فيها رضى إلا قضيتها ويسرتها بفضلك يا أكرم الأكرمين.

اللهم إن ذنوبي لم تبق لي إلا رجاء عفوك، وقد قدمت آلة الحرمان بين يدي، فأنا أسألك بما لا أستحقه، وأدعوك بما لا أستوجبه، وأتضرع إليك بما لا أستهله، فلن يخفى عليك حالي وإن خفي على الناس كلهم معرفة أمري.

اللهم إنا نسألك من الخير كله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله ما علمنا منه وما لم نعلم اللهم أجب دعاءنا وأعطنا سؤلنا وحقق آمالنا ورجاءنا واجعل الخير فيما دعوناه يا رب العالمين واجعل أعمالنا صالحة خالصة لوجهك الكريم يا الله وتقبلها منا ومن جميع المسلمين يا أرحم الراحمين يا رب العالمين.