"أوبنهايمر".. أن تستمتع برائعة "نولان" دون أن تقول "ذنبكم مغفور"

الفجر الفني

أوبنهايمر
أوبنهايمر

خلال الأسابيع القليلة الماضية أبهر العالم من جديد المخرج الكبير كريستوفر نولا برائعته التي ستكون دون شك من كلاسيكيات صناعة السينما العالمية.

طرح فيلم "أوبنهايمر" في صالات العرض السينمائية، بعد حصده لاستحسان النقاد، ونسبة تقييم ايجابي مرتفعة على موقع "روتن توميتو" تصل لـ 94% عن 341 تقييم من النقاد، ونسبة 94% للجمهور مما يزيد عن 2،500 تقييم من المشاهدين.

الفيلم، تتعدد الاسباب التي تدفع المشاهدين لرؤيته، ومنها  على سبيل المثال لا الحصر، الإبداع الإخراجي المعتاد للمخرج كريستوفر نولان، وطاقم الممثلين الاسثتنائي الذي يجسد أدوار البطولة، وفي مقدمتهم يأتي كيليان مورفي، وروبرت داوني جونيور.

علاوة على أنه يقدم قصة أحد أخطر الحوادث التي غيرت العالم للأبد وهي اختراع أول قنبلة نووية في التاريخ.

أبطال الفيلم وشخصياتهم في الحقيقة

الفيلم اتفق كل من شاهدوه على أنه رائع على المستوى الفني، ودقيق بالنسبة لما قام بسرده من معلومات، مع تهافت الأصوات على ترشيح عدد من أبطاله لجوائز الأوسكار من الآن وفي مقدمتهم "روبرت داوني جونيور" لجائزة أفضل ممثل بدور مساعد.

ويضم طاقم أبطال الفيلم كاملا، ما يلي من اسماء: كيليان مورفي في دور: جاي روبرت أوبنهايمر.

فلونس بيو في دور: تاتلوك، روبرت داوني جونيور في دور: لويس شتراوس، إيملي بلنت في دور: كيتي أوبنهايمر، جاك كويد في دور:ريتشارد فاينمان

رامي مارك في دور: ديفيد هيل، مات ديمون في دور:ليسلي غروفز.

أكبر تضحية لممثل في دور رئيسي

وعلى هامش الجولات الترويجية للفيلم الجديد، أجرى عدد من صناع الفيلم، حوارات صحفية مع عدد من المنصات ووسائل الإعلام الأمريكية.

كان من أكثر الحوارات الصحفية تشويقيا، الذي أجراه النجم "روبرت داوني جونيور" مع مجلة PEOPLE، أن "كيليان مورفي" مجسد دور "أوبنهايمر" قام بأضخم تضحية يقوم بها ممثل لدور رئيسي في فيلم سبق وأن رآها "جونيور" عبر مسيرته.

وأوضح "جونيور" الذي جسد شخصية رئيس هيئة الطاقة الذرية "لويس ستراوش"، أن التزام "مورفي" المتناهي أثار إعجابه بشكل كبير، وما كرسه من وقت للإعداد للدور الذي استمر لـ 6 أشهر انقطع بها عن الحياة من حوله.

أضاف "جونيور" في تصريحاته أنه حين كان يأخذ أبطال الفيلم استراحة نهاية الاسبوع، كان مورفي يستمر في العمل على اتقان اللغة الهولندية بقوله لهم "أنتم اذهبوا أنا علي أن اتقن ما يصل لـ 30،000 ألف كلمة هولندية".

ومن الجدير بالذكر، أن هذا الفيلم، يعتبر التعاون السادس بين "مورفي" والمخرج "كريستوفر نولان"، مما يجعل "مورفي" أحد الفنانين المفضلين لـ "نولان"، فقد سبق وأن جمعهما تعاون في أفلام Inception وثلاثية Batman  للممثل "كريستيان بيل"، وفيلم "دونكرك".

أول مشهد جنسي

كان من ضمن الحقائق المثيرة للدهشة، أن المشاهد الجنسية بالنسبة لصناع السينما في هوليوود من الأمور الاعتيادية التي من الوارد أن تتكرر أكثر من مرة في نفس العمل.

المفاجأة أن فيلم "أوبنهايمر" كان العمل السينمائي الأول للمخرج الكبير كريستوفر نولان، الذي يخرج به مشهد جنسي، جمع بين "كيليان مورفي" وفلورنس بيو، التي تجسد دور عشيقة "أوبنهايمر" في الفيلم.

وفي تصريحات سابقة له نقلتها صحيفة "ديلي ميل"، صرح "نولان"، أن تصوير أول مشهد جنسي له في مسيرته، سبب له توترا كبير في موقع تصوير الفيلم.

وتحدث "نولان" عن هذا المشهد لموقع Insider Wednesday قائلا " في أي وقت تتحدى فيه نفسك للعمل في مناطق لم تعمل بها من قبل، يجب أن تكون متوترًا بشكل مناسب وحذرًا ومخططًا ومستعدًا".

رصد خطأ تاريخي

وانتشر على منصات التواصل الاجتماعى بعد أيام من بدء طرح الفيلم فى صالات العرض العالمية، رصد عدد من المشاهدين لخطأ تاريخي وقع به مخرج الفيلم "كريستوفر نولان".

الخطأ التاريخي رصده عدد من مستخدمي منصة "إكس"، تويتر سابقا، حينما كشفوا عن  وجود تناقض بين أحداث الفيلم والعلم الأمريكى يتعلق بالفترة التاريخية التي تدور بها أحداث الفيلم.

و يتمثل الخطأ التاريخي فى المشهد الذى يظهر فيه بطل الفيلم "كيليان مورفي"، فبينما كان "مورفي"، محاطًا بحشد يلوح بالأعلام الأمريكية، ويعود إلى عام 1945، ظهر علم أمريكى يحمل 50 نجمة، وتاريخيا كان العلم الأمريكى فى هذه الحقبة يحمل 48 نجمة فقط.

 

اليابان عن العمل "ذنبكم غير مفغور"

ويتحدث الفيلم، دون حرق للأحداث عن المشروع الذي عرف خلال فترة الحرب العالمية الثانية في الولايات المتحدة الأمريكية باسم "مشروع مانهاتن"، والذي كان الغرض منه صناعة أول قنبلة نووية في العالم.

هذا المشروع كان المشرف الأول عليه بطل القصة في الفيلم، عالم الفيزياء النظرية روبرت أوبنهايمر الذي كان رئيسا للمشروع والذي جسده في الفيلم "كيليان مورفي".

ضحايا هيروشيما وناجازاكي

أظهر الفيلم كيف نجح "أوبنهايمر" في  في إدارة أخطر فريق علمي يجتمع على مشروع موحد عرفه العالم، حتى تمكن بنجاح من إنتاج مجموعة من القنابل النووية. 

كان من ضمن مجموعة القنابل التي نجح هذا الفريق العلمي في صناعتها، قنبلتان، هما اللتان تم إلقائهما علي مدن اليابان، هيروشيما ونجازاكي، ويعتبر العلماء والسياسيون من أنحاء العالم ممن شهدوا هذه الكارثة الإنسانية أنها بوابة الجحيم التي تمهد لوقوع يوم الدينونة.

وتنتهي أحداث الفيلم، بعد إبهار المشاهدين بالآداء التمثيلي الفذ والسرد الاستثنائي الدقيق، بنقل شعور "أوبنهايمر" بالندم على ما اقترفت يداه.

ضحايا هيروشيما وناجازاكي

 هذا الشعور الذي أكدت مصادر عدة منها "بيزنس انسايدر" على أنه انتاب "أوبنهايمر" في الحقيقة، وأن الفيزيائي الأمريكي دخل في مرحلة اكتئاب طويلة الأمد حين قرأ تقارير نتائج انفجار القنبلتين في هيروشيما ونجازاكي.

ورغم ذلك،  أوصلت دولة اليابان لصناع الفيلم السينمائي والمجتمع الغربي بقرار منع عرضه، أنه وإن كان هناك نوع من أنواع إثارة التعاطف بشكل مباشر مع شخصية "أوبنهايمر" فإنه لن يتحقق، وأن  ندم الفيزيائي "أوبنهايمر" يظل بلا قيمة وأسفه يظل بلا جدوى، وأن ذنب العالم الأمريكي لن يغتفر.

ورفض اليابان لعرض الفيلم في صالات العرض السينمائية بها، يرجع حسب ما ذكرت بعض المصادر، لتوجس الحكومة اليابانية منإاثارة المشاعر السلبية لدى مواطنيها، بتذكر الفاجعة الإنسانية بقصف مدينتي هيروشيما وناجازاكي، فقد قتلت القنابل ما يصل إلى 140،000 شخص في هيروشيما، و80،000 في ناغازاكي بحلول نهاية سنة  1945.

تنبؤات ترشيحات للأوسكار

وبحسب توقعات مجلةVariety ، فإن فيلم Oppenheimer للمخرج كريستوفر نولان، سيترشح ضمن 12 فئة في حفل الأوسكار لعام 2024.

جائزة أفضل فيلم

Best Director

Best Actor - Cillian Murphy

Best Supporting Actor - Robert Downey Jr

Best Supporting Actress - Emily Blunt

روبرت داوني جونيور

Best Cinematography

Best Production Design

Best Adapted Screenplay

Best Original Score

Best Sound

Best Film Editing

Best Visual Effects