بعد حضور الشماسات القداس الإلهي.. ما دور المرأة في الكنيسة؟

أقباط وكنائس

كنيسة
كنيسة

شهد الوسط الكنسي في خلال الفترة الأخيرة حالة من الجدل بعد تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، بعض الصور الفوتغرافية التي يظهر فيها حضور بعض الشماسات ومشاركتهم بالقداس الإلهي خلال مؤتمر لأسرة ثانوي بنات إحدى الكنائس التابعة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتواصلت “الفجر” مع بعض نشطاء الكنيسة والكهنة لمعرفة آراءاهم بين مؤيد ومعارض.
وعلق القمص دانيال داود كاهن كنيسة مارمرقس ومارجرجس بسوهاج، غير مسموح للمرأة أن تقوم بدور الكاهن ولا دور الشماس في ممارسة الليتورجيا  “للقداس الإلهي”.
وتابع في تصريحات خاصة إلى "الفجر" أن ما نراه في هذه الصورة مخالف لتعاليم الكنيسة القبطية الارثوذكسية وقونينها، وليس هذا تقليل من شأن المرأة وإنما لكل شخص له دوره،  فمثلّا أجهزة الجسم لكل جهاز له دور عظيم ومتناغم مع كل الاجهزة وله قيمته وأهميته.. فداخل الكنيسة الكاهن له  دوره  والشمامسة لها أدوراها وللشعب ايضا له دوره،  ولا غنى عن أي دور والكل يكمل بعض وبالتالي لا يتعدي احدهما  مسألة الكاهن كنسيا.
وأكمل، ما دام قام الأب أرسانيوس بتقديم الاعتذار، فهو عالج الأمور تجنب البلبلة، ولكن إن تكرر الأمر أكيد سيكون في مساءلة أمام الجهات المختصة بالكنيسة على دور الآخر كأجهزة الجسم والأمور تتم بنظام.

وقال دياكون ديسقوروس، والمعروف باسم الباحث العقيدي مينا أسعد في تصريحات للفجر: "لا يوجد في الكنيسة الأرثوذكسية كهنوت للمرأة، ولا يجوز للمرأة أو حتى الرجال الغير حاصلين على درجة شموسية أن يقوموا بخدمة في القداس. ما حدث كان استهانة واضحة بالمقدسات والقوانين الكنسية وتجاوزًا فيه."

وأكمل: "وطبعًا، مرفوض تمامًا دخول الفتيات الهيكل أو أداء أي خدمة تقوم بها الشمامسة الرجال في الهيكل. ولكن يوجد في كنيستنا لائحة المكرسات وهم (التاسونات) ويرتدون زيًا موحدًا رمادي اللون مع غطاء للشعر، وبيكونوا بتولات ومكرسات للخدمة. ويوجد طقس تكريس لهم وضعه المجمع المقدس وأكد أنه دون وضع يد لأن وضع اليد الكهنوت ممنوع تمامًا."

وأضاف: "اخواتنا التاسونات لهم رتب ومسميات منها الدياكون. وهنا كلمة دياكون تعني شماسة كما في ذكرها بولس الرسول. واخواتنا التاسونات المكرسات لم يقوموا بخدمة الشموسية للرجال ولم يدخلوا الهيكل. مهامهم محددة بدقة في الخدمة بعيدًا عن خدمة الرجال، ويتم تركيزهم بشكل رئيسي على خدمات السيدات وخدمات أخرى في الأنشطة الكنسية، مثل اخواتنا التاسونات في أسقفيات الشباب وعدة أيبراشيات أخرى."

وعلق: "أن اعتذار الأب ارسانيوس، عن غير اقتناع للهروب من الموقف، لا يجوز لكاهن شيخ أن يقع في خطأ يخالف الطقس والقوانين الكنسية. ولو كان هناك أمناء على التسليم الكنسي، الوضع الطبيعي أن تكون هناك عقوبة معلنة كما تنص قوانين الآباء. من أخطأ في العلن يجازى في العلن."

وقال الاستاذ كمال زاخر الكاتب والمفكر القبطى ومؤسس التيار العلماني في الكنيسة: "خدمة المرأة في الكنيسة محل جدل بين مؤيد ومعارض، شأنها شأن كثير من القضايا الخلافية، حيث يختلط الديني بالمجتمعي وكثيرا ما يتم بينهما تبادل التأثير والتوجيه."

وتابع: "في تصريحات خاصة للفجر، أن تصرف الكاهن واعتذاره اللاحق كلاهما قناعة فردية، وليست قرارًا كنسيًا. وما أبديه من رأي يلقى رأيا شخصيًا. لذلك، القول الفصل هو رأي مجمع أساقفتها في إطار إعادة صياغة الأمور محل الجدل. ويبقى أن رفض خدمة المرأة داخل الهيكل مرده إلى عادات المجتمع بالأكثر، واستنادًا إلى موقف القديس بولس الرسول في بعض نصوصه، أو تأسيسًا على ما استقر في عبادات العهد القديم، والاقتراب من هذه القضية يحتاج إلى إعادة فحص منظومة التعليم الكنسي بوعي وهدوء وتجرد."

وقال مصدر كنسي مطلع في تصريحات خاصة: "قام الأب ارسانيوس بصلاة القداس الإلهي خلال مؤتمر بنات ثانوي

داخل الكنيسة، ولعدم تواجد شمامسة رجال قامت الخادمات بمشاركة الأب الكاهن خارج الهيكل. وهذا مسموح به في الكنيسة لأن مثلهم مثل الشعب يقوم بصلوات القداس. ومكتوب في كتاب الخدمة الكنسية "كتيب بترتيبات الصلاة" أن الشعب يشمل رجالًا وسيدات. واعتذار الأب ارسانيوس هنا لعدم البلبلة والكنيسة لا تتبنى كهنوت المرأة."