شاهد عيان لـ "الفجر": رغم الدعم الإنساني من العرب إلا أن حجم الكارثة لا يزال كبيرا

عربي ودولي

إعصار دانيال - أرشيفية
إعصار دانيال - أرشيفية

"في الحقيقة الوضع في مدينة درنة مأسوي بمعنى الكلمة وهو أمر لم يكن في الحسبان بالرغم من الإستعدات على مستوى الحكومة والجيش واللجان التي تم تشكيلها لهذا الغرض أي أن الاستعدادات كانت معقولة لمواجهة العاصفة لكن كمية الأمطار التي تساقط على الجبال المرتفعة والتي صبت في الوديان القديمة لم يكن في استطعتها استيعاب تلك الأمطار" هكذا بدأ حديث أحد المواطنيين الليبين من أبناء محافظة درنة المتضررة من إعصار دانيال الذي يعتبر الأشد في تاريخ البلاد.

وأضاف أحد أهالي درنة رفض ذكر اسمه في تصريحات خاصة لبوابة "الفجر"، أن كثرة الأمطار التى تساقطت بالقرب من مناطق السدود أدي إلى انفجار السدود والتي نتج عنها طوفان هدم أحياء كاملة خاصة التي تقع على ضفاف تلك الوديان وقذف بها السيل إلى البحر الأبيض المتوسط.

السبب وراء الإعصار


"عموما السبب الرئيسي في هذه الكارثة هو انفجار تلك السدود وهو أمر لم يكن متوقع لأنه كان في السابق تتم أعمال الصيانة الدورية كل عام في شهر أكتوبر وهذا لم يحدث منذ  2012بسبب عدم استقرار البلاد وحالة التشظي والحرب الأهلية والتدخل الأجنبي وتعدد الحكومات واحدة في غرب البلاد وأخري في شرقها وهشاشة الوضع الأمني وعدم وجود جيش واحد في البلاد" حسب مواطن ليبي من سكان منطقة درنة.

ليبيا

وتابع: "في اعتقادي أن كل الأسباب السابقة هى التي أدت إلى هذا الوضع المسأوى غير مسبوق في تاريخ هذه البلاد، والحل هو لكي تقوم الدولة لا بد من إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية وتوحيد المؤسسات العسكرية والمدنية لبناء جيش ولاؤه للوطن وجهاز شرطة وقضاء نزيه لنشر العدل".

وأكد شاهد عيان، أن الوضع الآن كارثي يفوق التصور أعداد الموتى بالالآف والمفقودين يقدرون بعشرات الألوف والبحر يقذف من حين لآخر على الشط جثث الموتى، مشيرا إلى أن جميع الليبيين بعد هذه المآساه يشددون على ضرورة توحيد الجهود وتناسي الخلافات لبناء الدولة التي شهدت منذ أكثر من عقد خلافات وانقسامات وصلت إلى حد الحروب ونتج عنه الانقسام السياسي في النهاية.


لملمة الشمل


"بالرغم من الدعم الذي قدمه بعض الأشقاء العرب إلا أن حجم الكارثة يتطلب الدعم الدولي والوقوف مع الشعب الليبي لتجاوز هذه المحنة والمشاركة في إعادة إعمار درنة وتطوير البنية التحتية بما في ذلك السدود" حسب شاهد عيان.

إعصار دانيال


وأكد شاهد العيان، على ضرورة عمل الليبيين لتناسي الخلافات وبناء دولتهم وعدم السماح للأجانب بالتدخل في الشأن الليبي.

عدد الضحايا مجهول

ضحايا الإعصار 


وحول متابعة تطورات دفن جثث الضحايا، أن العمل يجري على قدم وساق لدفن الموتى والذي يبلغ عددهم ألوف خشية من تفشي الأمراض والأوبئة، وذلك بمساعدة جهود فرق الإنقاذ التي أتت من عدد من الدول الشقيقة والصديقة لينصب المجهود كله لانتشال الجثث من تحت الأنقاض.
وحتى هذه اللحظة لم يتم التعرف على عدد الضحايا ولكن عملية دفن الموتى تتم بشكل جيد بفضل تضافر جهود الجميع لكن المشكلة الآن في الجثث الموجودة تحت الأنقاض ولن يتم انتشالها حتي الآن