مستشفيات غزة تحت القصف.. تحذيرات من كارثة صحية

عربي ودولي

بوابة الفجر

في كل جولة من جولات الصراع بين إسرائيل وقطاع غزة، يكون العبء الأكبر على القطاع الصحي، الذي يتحمل فوق طاقته وقدرته المحدودة في الأساس مئات القتلى وآلاف الجرحى الذين يتم نقل إلى مستشفيات ترزح تحت نير قذائف الطيران الإسرائيلي، ولكن هذه المرة تبدو المحنة أكبر حيث تواصل المشافي الطبية تقديم خدماتها وسط انقطاع للتيار الكهربائي عن القطاع المحاصر.


قصف متعمد

وأكدت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، الإثنين، أن الجيش الإسرائيلي يتعمد قصف المستشفيات واستهداف الطواقم الطبية في قطاع غزة.

وناشدت الكيلة، في بيان صحفي، المجتمع الدولي بالتحرك العاجل للجم العدوان على مراكز العلاج ومركبات وطواقم الإسعاف في قطاع غزة، مشددة على أن الاحتلال يتعمد قصف المستشفيات وسيارات الإسعاف وقتل وإصابة الطواقم ما يعد خرقا كبيرا وواضحا لكل القوانين والأعراف الدولية.

خسائر أولية للقطاع

قصفت القوات الإسرائيلية "مستشفى الإندونيسي" شمالي قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل أحد العاملين فيها وإصابة عدد من الموظفين والمواطنين، بالإضافة إلى تعطّل محطة الأوكسجين.
توقف مستشفى مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة عن العمل، نتيجة الاستهداف المتكرر له من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي، مما أدى لأضرار جسيمة في مرافقه، بالإضافة إلى عدم تمكن الأطقم الطبية من الوصول إليه، لكثافة القصف الإسرائيلي على المدينة.
تعرض مستشفى العيون الدولي في حي تل الهوى جنوب قطاع غزّة، إلى قصف مباشر، أدّى إلى خروجه عن الخدمة بعد تعرضه لأضرار جسيمة.
استهداف طائرات حربية، إحدى سيارات الإسعاف بشكل مباشر، أثناء نقلها جرحى أصيبوا في قصف الاحتلال على مناطق جباليا شمال قطاع غزّة.
لحقت أضرار بقسم الطوارئ في "مجمّع ناصر الطبي" بمدينة خان يونس جنوبي القطاع كما تم تدمير خمس مركبات إسعاف حكومية وأهلية.
تعرض 45 مهمة إسعاف لاستهداف من طائرات حربية إسرائيلية.
مقتل 5 من طواقم الإسعاف وإصابة العشرات.

ما قبل الكارثة

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، الدكتور أشرف القدرة، إن" "المستشفيات استخدمت كل الإمكانيات المتاحة لديها إلى حد الساعة، لكنها تواجه تحديات أخرى" أهمها منع الوقود من الدخول للقطاع فضلا عن قطع الكهرباء عن المستشفيات من قبل الإسرائيليين".

بدوره يقول الخبير الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقيب، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن القطاع الصحي يتأثر بشكل كبير جدا نتيجة انقطاع التيار الكهربائي بشكل كلي عن معظم المستشفيات، وبعض الوقود الموجود الآن لا يستطيع أن يكفي المستشفيات عدة أيام إن لم يكن أقل من ذلك، وهناك أيضا مشكلة في نقص المواد الطبية ونقص في مخزون الدماء نتيجة عدد الإصابات ونقص في الأسرة وثلاجات حفظ الموتى نتيجة زيادة الأعداد.

وأضاف الرقيب، أن هناك مأساة في عدد عربات الإسعاف التي تنقل الجرحى والتي عددها محدود ورغم ذلك تتعرض للقصف من الطيران الإسرائيلي، كما تم قصف مستشفى بيت حانون وإخراجها عن العمل، وهو ما يؤدي إلى زيادة الأمر سوء لأن عدد المستشفيات في القطاع محدود.

وحذر من حدوث كارثة خلال الساعات القادمة، فالأزمة معممة على كل المستشفيات وقد نجدها تخرج الواحدة تلو الأخرى عن العمل، وقد لا نجد علاج يقدم للمصابين والجرحى، وطالب الدول العربية بسرعة تقديم العون إلى المحتاجين في غزة، لأن المجتمع الدولي كشف زيفه بإعلان تعاطفه مع إسرائيل، وحتى الاتحاد الأوروبي أوقف مساعداته للشعب الفلسطيني.

قصف دون تمييز

بدوره قال المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، محمد أبو مصبح، لـ "سكاي نيوز عربية"، أن الوضع الصحي في القطاع أوشك على الانهيار في اليوم الثالث من القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة، ومنذ بدء القصف تم رصد انتهاكات إسرائيلية بحق الأطقم الطبية.

وأضاف أبو مصبح، أن القوات الإسرائيلية لا تفرق فيه قصفها وتستهدف منازل المدنيين ودور العبادة دون سابق إنذار أو تحذير، وهو ما يتسبب في زيادة حصيلة الضحايا التي ترتفع بشكل مستمر.