مصادر أمريكية.. "بايدن" يضغط علي نتنياهو لشن هجوم من نوع جديد على غزة
يبدو أن إدارة الرئيس بايدن تضغط على نتنياهو من أجل إعادة التفكير في خططه لشن هجوم بري كبير في قطاع غزة، ودعت بدلًا من ذلك إلى عملية "جراحية" باستخدام الطائرات وقوات العمليات الخاصة لتنفيذ غارات دقيقة وموجهة للأهداف والبنية التحتية عالية القيمة لحركة حماس، وفقًا لخمسة مسؤولين أمريكيين مطلعين على المناقشات.
ووفقًا للمسؤولون الذين طالبوا بعدم الكشف هويتهم لمناقشة المسائل الدبلوماسية الحساسة، إن مسؤولي الإدارة أصبحوا قلقين للغاية بشأن التداعيات المحتملة لهجوم بري كامل، ويشككون بشكل متزايد في أن ذلك سيحقق هدف إسرائيل المعلن المتمثل في القضاء على حماس.
وقال أحد المسؤولين إنهم قلقون أيضًا من أن ذلك قد يعرقل المفاوضات للإفراج عما يقرب من 200 رهينة، خاصة أن الدبلوماسيين يعتقدون أنهم حققوا تقدمًا كبيرًا في الأيام الأخيرة لتحرير عدد منهم، ومن المحتمل أن يكون من بينهم بعض الأمريكيين.
مسؤولو إدارة بايدن “قلقون” من عواقب الغزو البري:
أما عن المسؤولون بإدارة الرئيس بايدن فهم يشعرون بالقلق أيضًا من أن الغزو البري قد يؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا بين المدنيين الفلسطينيين وكذلك الجنود الإسرائيليين، مما قد يؤدي إلى تصعيد كبير للأعمال العدائية في المنطقة.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن العمليات الموجهة ستكون أكثر ملاءمة لمفاوضات الرهائن، وأقل احتمالًا لعرقلة تسليم المساعدات الإنسانية، وأقل فتكًا على المدنيين من الجانبين، وأقل احتمالًا لإثارة حرب أوسع في المنطقة.
وفي الوقت الذي يشعر فيه العديد من الإسرائيليين بالغضب والحزن إزاء هجمات 7 أكتوبر التي شنتها حماس، كانت هناك ضغوط شعبية كبيرة على المسؤولين الإسرائيليين لحملهم على القيام بتوغل بري كاسح داخل غزة.
وقال مسؤولون إسرائيليون يوم الجمعة، إنهم قاموا بتوسيع العمليات البرية، لكن نطاق أو طبيعة التوسع غير واضحة.
وفي العلن، أشار الرئيس بايدن وكبار مسؤوليه إلى دعمهم لهجوم بري مخطط له إذا خلصت إسرائيل إلى أن هذا هو أفضل تحرك لها، في حين أضافوا أنهم يطرحون "أسئلة صعبة" حول الفكرة.
وتمثل النصيحة الخاصة خروجًا مهمًا عن الموقف العام للإدارة، وهي تحول واضح عن موقف الإدارة في الأيام التي تلت هجوم حماس مباشرة داخل إسرائيل.
ويقول المسؤولون إن تغيير موقف الإدارة أمر لا لبس فيه ومتعمد. "لقد تحولوا بوضوح من العبارة الأولية" نحن ندعمك وسنفعل ما تريد" إلى "تحتاج حقًا إلى إعادة التفكير في استراتيجيتك". وهم يفعلون ذلك بطريقة حذرة.
وعلى الرغم من تحذيراتهم الخاصة، فإن المسؤولين الأميركيين ليس لديهم ثقة كبيرة في أن إسرائيل سوف تتراجع عن عزمها على شن هجوم بري واسع النطاق. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تتمتع بنفوذ كبير على إسرائيل باعتبارها أكبر داعم عسكري وسياسي واقتصادي لها، فإن المسؤولين الأميركيين لم يهددوا بسحب الدعم أو فرض أي عواقب عليها إذا مضت قدمًا في خططها الخاصة.
بل على العكس من ذلك، تعمل إدارة بايدن على تزويد إسرائيل بحزمة أمنية جديدة بقيمة 14 مليار دولار لتجديد صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية وذخائرها ولتوفير تمويل عسكري إضافي.