قصة إنسانية حقيقية تروي حياة طفل نشأ وسط تجار المخدرات بكرداسة

حوادث

طفل
طفل

وقف أمام وكيل النيابة، وهو مازال طفلا متهما مع عصابة الكيف بالاتجار في المواد المخدرة، كان شاهد على تحديات حياته القاسية، علي الرغم من أنه لم يختر بيئته، إلّا أن القدر وضعه في عائلة تمارس تداول المخدرات كواقع لم يكن في تحكمه.

" أحمد. ت. ا" طالب صاحب 17 عاما من عمره، أحيل لمحكمة الجنايات المختصة بدائرة محكمة استئناف القاهرة، بعد أن وجهت إليه تهمة الاتجار في المواد المخدرة، وفي السطور التالية سنعرض أقوال الطفل التي حصل عليها موقع “الفجر” من تحقيقات النيابة العامة.

س:  ما قولك فيما هو منسوب إليك من إنك متهم بإحراز مادة بيج اللون يشتبه في كونها لجوهر الهيروين المخدر بقصد الاتجار في غير الأحوال المصرح بها قانونًا ؟

ج / أنا عاوز احكي لحضرتك كل حاجة.

س: ما هي الأقوال التي ترغب في الإدلاء بها؟

ج/ أنا عاوز اعترف باللي حصل مع رؤوف والبودرة اللي ببيعها.
 

س: ما هي ظروف نشأتك؟

ج/ أنا أمي اسمها زينب محمد وأبويا اللي أنا مكتوب علي اسمه في شهادة الميلاد ده مش أبويا الحقيقي، أنا أبويا الحقيقي اتجوز أمي عرفي وسابها لما حملت فيا علشان هو كان من عيلة كبيرة، وجدي أبو أبويا مرضيش يخليه يكتب على أمي ومن بعدها أمي اتجوزت اللي اسمه أيمن عز الدين وده هو اللي رباني هو وأمي.
 

س: منذ متى وأنت تقوم بالاتجار في المواد المخدرة؟

ج: أنا أول مرة بعت فيها بودرة كانت من نحو سنتين في ۲۰۲۱ لما اشتغلت مع / محمد مجدي عبود واداني ٥٠ كيس بودرة أطلع بيهم وكنت ببيع الكيس علي ٢٥٠ جنيه.

س:  ما هي تفصيلات إقرارك ؟

ج/ أنا عيني فتحت على الدنيا من صغري علشان كنت بسيب البيت من وأنا عندي ٨ سنين، وكنت بروح أقعد تحت كوبري الجيزة ساعتها مكنتش بشرب حاجة، بس كنت عيل صغير معرفش حاجة قاعد بتفرج علي اللي رايح واللي جاي وأفضل نايم في الشارع، لحد ما جوز أمي دور عليا ورجعني البيت، وكنت بمشي مع العيال المتسولين وبسببهم اتعرفت على الشمامين والمتسولين وولاد الشوارع وعرفت شكل الحكومة ودخلتهم وطريقتهم.

واستكمل الطفل: لما بقي عندي 10 سنين جوز أمي اتحبس وطلع وأنا عندي 12 سنة واتحبس تاني وأنا عندي 15 سنة، ولسه مطلعش لحد دلوقتي وجوز أمي كنت بشوفه بيجيب حشيش ويشرب كثير في البيت، وتامر اللي أنا مكتوب على اسمه ده مش ابويا، وامي ادته فلوس علشان يكتبني باسمه وأنا علشان كده كنت بمشي وبسيب البيت، علشان لما بفتكر الموضوع ده بحس إن أمي جات عليا جامد، وإني لو اتكتبلي أعيش مع أبويا كان زمان بقي حالي غير الحال، ولما جوز أمي اتحبس أنا زعقت مع أمي، واشتغلت سواق توك توك في منطقة كفر حكيم، علشان كان ليا صحاب هناك. 
 

وذكر المتهم: بعدها اشتغلت مع واحد اسمه "طارق. ع. ا" واشتغلت معاه وكنت باخد 300 جنيه في الأسبوع بجيب ب 100 جنيه حشيش و200 جنيه فرتكتها على مصاريفي، وبداية معرفتي برؤوف كانت علشان رؤوف وأخوه محمد بيقعدوا مع طارق علطول علشان كانوا أصحاب، وأنا كنت عارف إن رؤوف وأخوه محمد شغالين في البودرة، ومرة في مرة لقيت طارق يقولي، أن "محمد. م." محتاج حد يطلع شغل البودرة ويساعده فيه، وأنا وافقت قلت يطلعلي منها قرشين وادوني ٥٠٠ جنيه في اليوم، وفضلت مع طارق 4 سنين، وبعد كده سبته لأن فلوسه كانت قليلة وكان يضربني ويعاملني وحش.

وقال المتهم: فضلت نحو ٦ أو ٧ شهور أشتغل على تكاتك بتاعت ناس من كفر حكيم، كنت بطلع سواق على التوك توك وبدي لصاحب التوك توك ١٤٠ جنيه في اليوم واحطله بنزين، بس طارق عبد الفتاح كان لسه حاططني في دماغه، وكان بيمنع أصحاب التوك توك يدوني المكن بتاعهم أطلع عليه، علشان بالنسباله أنا كنز محدش غيري يقبل يطلع يشتغل بالفلوس اللي باخدها، ولما منع عني صحاب التكاتك أنا مبقاش ليا شغلة ولا معايا قرش. 
 

واستكمل: وفي يوم طلعت قعدت في الغيطان ورؤوف ساعتها كان بيقف مطرح دولاب الغائرة علشان الغائرة الحكومة كانت كل شوية تاخد منهم حد، والدولاب ده كان على طريق المحور دخلة ابو عبدالله المنصوري، ورؤوف ساعتها قابلني واتكلم معايا وحكيتله ظروفي، عرض عليا أشتغل معاه وأنا قلتله، رؤوف ساعتها كان بيقف بيع في الدولاب مع أحمد عماد مانجا اللي ممسوك معانا وواحد اسمه محمد كامل علوة. 
 

وذكر: رؤوف إما بدأ يمسك مطرح الدولاب الغائرة، كان نظامه لما يخش يوقف العربية ويطلع الشغل ويضرب نار الآلي من باب فرض السيطرة، وكان شغال معاه واحد اسمه محمد حلاوة بيخليه يقف علي أول المدق من الناحية الطريق بندقية خرطوش علشان يراقب الجو، وكان الاتفاق ما بينهم اللي يحرس المدق وأي حد غريب يضرب عليه نار، وكان يعرفه لأن رؤوف لما كان بيكلم الزبون كان بيقوله يسيب عربيته بره ويخشى المدق على رجله، فأي حد راكب عربية أو توك توك محمد حلاوة كان بيشك فيه وممكن يضرب عليه نار ورؤوف مع الوقت إداني أمان أكثر وبدأ يمسكني شغل اكثر لحد ما اتقبض علينا.