تعثر المفاوضات بين الجيش والدعم السريع.. آخر تطورات الأوضاع في السودان

تقارير وحوارات

السودان
السودان

 

تعثرت المفاوضات بين الجيش السوداني بزعامة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع، والتي انطلقت في جدة في 29 أكتوبر الماضي واستمرت لمدة شهر تقريبًا، تم الإعلان عن تعليق مؤقت لها.


تعليق المفاوضات

فالوسطاء الذين يديرون هذه المحادثات بين الأطراف قرروا تعليق التفاوض مع النية في استئنافه في وقت لاحق لم يُحدد بعد.

سبب عدم التوصل لحل

ويعود سبب التعثر إلى مطالبة الجيش بخروج قوات الدعم السريع من منازل المواطنين في العاصمة الخرطوم.

ومن ناحية أخرى، طالبت قوات الدعم، التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، بإنشاء نقاط تمركز لقواتها في العاصمة بعد مغادرتها لمنازل المدنيين التي سيطرت عليها.

بالإضافة إلى تعثر وصول المساعدات إلى مناطق النزاع، فبينما وصلت بعض المساعدات إلى الخرطوم، إلا أنها لم تصل إلى دارفور وكردفان.

كما فشل الجانبان في وقف الحملات والتصعيد الإعلامي، وهي خطوات من بين الإجراءات المقررة لاستعادة الثقة والتي اتفق عليها سابقًا لتسهيل التوصل إلى تفاهم وحلول.

من بين إجراءات بناء الثقة التي تمت مناقشتها خلال جولات المفاوضات السابقة كان تشكيل لجنة مشتركة بين الجيش والدعم السريع، والقبض على الهاربين من السجون، إلا أن أيًا من هذه الإجراءات لم يُنفذ بعد.

قائد الجيش يهدد المبعوث الأممي

كما قام القائد العسكري السوداني، عبد الفتاح البرهان، بتهديد المبعوث الجديد للأمم المتحدة إلى السودان بمصير مماثل لرئيس بعثة الأمم المتحدة للانتقال، الذي انتهت مهمته يوم الجمعة الماضي بقرار من مجلس الأمن.

وأثناء وجوده في مدينة مدني وسط السودان، وبحضور مجموعة من الجنود والضباط، أعرب البرهان عن رغبته في أن يكون المبعوث المقبل محايدًا وغير متحيز لأي فئة أو مجموعة، وإلا فإنه سيواجه مصيرًا مشابهًا لفولكر بيرتس، الذي تولى رئاسة يونيتامس منذ بداية عام 2021 وواجه معارضة قوية من جماعة الإخوان التي حكمت السودان منذ عام 1989 حتى إطاحتها في أبريل 2019.

والجدير بالذكر أنه مع مرور ثمانية أشهر على بدء الحرب في السودان، تتفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية، حيث فقد أكثر من 10 ألف شخص حياتهم، وأجبر ما يقرب من 7 ملايين شخص على ترك منازلهم، حيث نزح نحو 4.5 مليون شخص إلى مناطق داخلية أكثر أمانًا، بينما لجأ الباقون إلى الدول المجاورة.

وعلى الرغم من الجهود الدولية والإقليمية المبذولة لإيجاد حل لهذه الأزمة، إلا أن نطاق الصراع يتسع يومًا بعد يوم، حيث تمتد قوات الدعم السريع لتسيطر على أكثر من 80% من مناطق العاصمة، وتتواجد في نحو 90% من إقليم دارفور، الذي يعتبر أكبر الأقاليم في البلاد ويسكنه نحو 6 ملايين شخص.