وسط تحركات دولية.. هل يدفع الحوثي ثمن القرصنة على الملاحة الدولية؟

تقارير وحوارات

مسلّحان حوثيان يتطلعان
مسلّحان حوثيان يتطلعان إلى السفينة المقرصنة

نفذت مليشيات الحوثي في 3 ديسمبر 2023، 4 هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد 3 سفن في البحر الأحمر وهي "نمبر 9"، "أم في سوفي"، "يونيتي إكسبلور"، وهذه الأخيرة مملوكة لبريطانيا.

 

◄ تصعيد حوثي 


في تصعيد حوثي جديد، أطلقت المليشيات الانقلابية، صاروخ كروز، على سفينة تجارية في البحر الأحمر، مما أدى إلى اشتعال النيران فيها.

وقال مسؤول دفاعي أمريكي، إن سفينة البحرية الأمريكية ماسون في مكان الحادث لتقديم المساعدة، مشيرًا إلى أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.


بدوره، قال مكتب التجارة البحري البريطاني في تغريدة عبر حسابه بمنصة إكس تويتر سابقا يوم الثلاثاء، إنه تلقى تقريرا عن كيان يعلن نفسه على أنه من البحرية اليمنية ويأمر سفينة بتغيير مسارها إلى ميناء يمني.


وفي حديثه للصحفيين من الهجوم الأخير، قال الجنرال باتريك رايدر، كبير المتحدثين باسم البنتاغون: نحن مستمرون في أخذ هذا الأمر على محمل الجد ونواصل التشاور مع الحلفاء والشركاء حول العالم بشأن تشكيل قوة عمل بحرية لمعالجة هذا الأمر.


وهذه هي المرة الثانية خلال أسبوعين التي تجد فيها سفينة البحرية الأمريكية ميسون في قلب الصواريخ الحوثية؛ ففي 27 نوفمبر، سقط صاروخان باليستيان أطلقا من اليمن في البحر الأحمر بالقرب من المدمرة يو إس إس ميسون، فيما كانت السفينة الحربية تنهي استجابتها لنداء استغاثة من M/V Central Park، وهي سفينة تجارية تعرضت هي نفسها لهجوم من مجموعة من المسلحين الذين حاولوا الصعود على متنها.

 

يأتي الهجوم على “ستريندا” بعد أيام من إعلان فرنسا أن إحدى فرقاطاتها في البحر الأحمر أسقطت طائرتين مسيرتين للحوثيين كانتا تحلقان باتجاهها.


وهاجم الحوثيون بشكل متكرر السفن في البحر الأحمر وأطلقوا صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل. وكانت هناك عدة حالات اضطرت فيها السفن البحرية الأمريكية أيضًا إلى إسقاط طائرات الحوثيين دون طيار وصواريخهم.


وتعبيرًا عن غضب بلادها من التصعيد الحوثي، أكدت الحكومة البريطانية،  أن هجمات المليشيات على الشحن الدولي واستيلاءهم غير القانوني على سفينة غلاكسي ليدر تقوض أمن اليمن.

 

وقالت سفيرة بريطانيا لدى اليمن عبدة شريف، إن هجمات الحوثيين تقوض أمن اليمن، وخاصة الأمن الغذائي في اليمن، حيث يتم استيراد 80% من المواد الغذائية عبر موانئ البحر الأحمر.

 

وأشارت إلى أن التهديدات الحوثية المستمرة للشحن التجاري الدولي ستؤدي في النهاية إلى تقييد توافر الغذاء، لأن الشحن التجاري لن يخاطر بسُفُنِهِ وطاقمه، وقد بدأت تكاليف التأمين على الشحن في الارتفاع وستؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وزيادة الاحتياجات الإنسانية.

 

وأكدت الدبلوماسية البريطانية التزام بلادها «حماية سلامة الشحن في المنطقة، والمطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن السفينة غالاكسي وطاقمها من قبل مليشيات الحوثي.

 

بدورها، دعت وزارة الخارجية الفرنسية، إلى تجنّب أي تصعيد إقليمي بعدما أسقطت فرقاطة فرنسية في البحر الأحمر طائرتين مسيرتين انطلقتا من شمال اليمن الخاضع لسيطرة المتمردين الحوثيين.

 

وقالت الخارجية الفرنسية في بيان: ندين كل الاعتداءات على حرية الملاحة»، مؤكدةً أنها تتابع «من كثب تطور الوضع في البحر الأحمر وفي منطقة مضيق باب المندب.

 

لم يكتفِ الحوثيون بحربهم العسكرية المدمرة على اليمنيين، ولكنهم شنوا حربا اقتصادية خلال 2023 على موانئ وموارد الحكومة اليمنية؛ بهدف الانقضاض عليها.

 

◄أضرار اقتصادية بسبب مليشيات الحوثي

 

الضرر الاقتصادي الذي اقترفه الحوثيون بالحكومة اليمنية خلال 2023 أكدته الحكومة اليمنية عبر تقرير اقتصادي موسع، صادر قبل أيام، أشارت فيه إلى أن التصعيد العسكري للميليشيا الحوثية منذ أواخر العام 2022 "باستهدافها الموانئ النفطية وحربها الاقتصادية على الواردات من المناطق المحررة، خلف ركودا في صادرات النفط وانخفاض العائدات الجمركية بسبب تراجع حركة الملاحة الدولية في ميناء عدن لصالح ميناء الحديدة.


الأمر الذي تسبب في تدهور متسارع للأوضاع الاقتصادية وفرض مزيدا من التحديات على الحكومة الشرعية التي حاولت تجاوزها بتقليل أوجه الإنفاق، وفرضت تحديات أكبر على الحكومة اليمنية بشأن استمرار وتعزيز الخدمات العامة الأساسية.


ومع حلول العام 2023، تصاعدت حدة الحرب الاقتصادية الحوثية على الحكومة الشرعية، مستفيدة من تخفيف القيود على ميناء الحديدة في إطار الجهود الدولية لإحلال السلام.

 

وبالتالي تفاقمت الصعوبات المالية للحكومة المعترف بها والتي باتت عاجزة عن الإيفاء بأبسط التزاماتها المتمثلة في دفع مرتبات موظفي القطاع العام، قبل أن تتدخل المملكة العربية السعودية وتقدم لها دعمًا ماليا بـ 1.2 مليار دولار لتغطية عجز الموازنة ودفع مرتبات الموظفين، حسب ما ذكره التقرير الاقتصادي الموسع.

 

مراقبون اقتصاديون يمنيون أشاروا إلى أن مليشيات الحوثي دائما ما تضاعف الرسوم الجمركية في مراكزها المستحدثة بشكل متكرر على البضائع القادمة من ميناء عدن، وكافة الإجراءات تأتي بقرارات حوثية غير معلنة.

 

يذكر أن مليشيات الحوثي الإرهابية صعدت مؤخرا هجماتها البرية والمدفعية والجوية بالطيران المسير ضد الأعيان المدنية وفي جبهات القتال ما يعيد الأوضاع إلى المربع صفر ويهدد بإشعال الحرب مجددًا وفق خبراء.