هل ضغط أُسر الرهائن الإسرائيليين سيؤدي إلى هدنة بين الاحتلال وحماس؟.. سياسيون يجيبون

الفجر السياسي

الأقصى
الأقصى

قال عدد من النواب والسياسيين إن القوات الإسرائيلية مستمرة في حربها ضد حركة حماس في قطاع غزة، دون الالتزام بالقوانين الدولية أو احترام المواثيق الدولية مؤكدين أن إسرائيل أصبحت تواجه ضغوطًا كبيرة من أسر الرهائن المحتجزين لدى حماس، مما أدى إلى دعوات لوقف إطلاق النار من أجل إجراء عملية تبادل الأسرى، ويمكن أن يؤدي هذا الوضع إلى وجود هدنة تليها عملية سلام بين الطرفين.

 

اللواء يحيى الكدواني: احتجاز الرهائن لدى حماس يمثل قيمة هائلة

اللواء يحيى الكدواني 

في هذا السياق، قال اللواء يحيى الكدواني، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب، إن إسرائيل تتجاوز وتخالف القانون الدولي من خلال ارتكاب انتهاكات مستمرة تجاه الشعب الفلسطيني، بما في ذلك فرض حصار تام وارتكاب جرائم قتل بحق المدنيين الأبرياء، مؤكدًا أن مصر ترفض بشكل قاطع فكرة تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.


وأوضح "الكدواني" في تصريح خاص لـ "الفجر" أن حركة حماس تعتبر ورقة الرهائن الذين تحتجزهم ذات قيمة هائلة، مشيرًا إلى أن هناك ضغطًا كبيرًا يأتي من أهالي الإسرائيليين الذين يطالبون بتحرير أقاربهم المحتجزين لدى حماس، وفي مواجهة هذه التعقيدات، يعتبر الأمر أمرًا صعبًا للغاية، حيث تتطلب المعادلة تحرير جميع المحتجزين من قبل السلطات الإسرائيلية، وهو أمر يضع ضغوطًا إضافية على التفاوض وحل الأزمة.

 

وأشار عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب إلى تصاعد الأوضاع بين إسرائيل وحماس، لذلك تسعى الجهود المصرية المبذولة لايجاد حلًا لتهدئة التوترات وحماية حقوق الشعب الفلسطيني، ووقف إطلاق النار بكل السبل الممكنة، مع التركيز على مصلحة الشعب الفلسطيني في الأراضي، وفيما يأتي يتعين على وقف إطلاق النار أن يُمهد الطريق لحلًا شاملًا يتضمن حل الدولتين والحفاظ على تراب الشعب الفلسطيني.

 

عقد مؤتمر للسلام

وتوقع اللواء يحيى الكدواني، عقد مؤتمر للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، نظرًا لأن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر بشكل مستدام، خاصة وأن الفلسطينيين لن يستسلموا، وبالتالي لن يكون هناك سلام دائم في إسرائيل إلا من خلال حل الدولتين، وتلبية مطالب الفلسطينيين، وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على كامل الأراضي الفلسطينية.


وأكد عضو لجنة الدفاع والأمن القومي، أن معاهدة السلام ستكون مفروضه على السلطات الإسرائيلية، حيث تعاني إسرائيل من خسائر يومية في المعدات والأرواح والإصابات، وهذه الخسائر تُشكل عبئًا كبيرًا على المجتمع الإسرائيلي، بالإضافة إلى الضغط الشديد الذي يواجهه "نتنياهو" من الشعب الإسرائيلي وأسر الرهائن المحتجزين لدى حماس.


وأوضح أن هناك بعض المواطنين في بعض الأحزاب الإسرائيلية يرفضون الاستمرار في هذه العملية نتيجة فشلها وعدم تحقيق أي نتائج مستهدفة بالنسبة لـ "نتنياهو"، بالإضافة إلى أن المجتمع الدولي يُبدي تغيرًا كبيرًا في موقفه، حيث تنتفض أصوات تطالب بوقف الدعم العسكري غير المحدود من قبل الولايات المتحدة للسلطات الإسرائيلية.

 

نادية حلمي: الجيش الإسرائيلي فشل في تحرير بقية الرهائن

الدكتورة نادية حلمي 

من جانبها قالت الدكتورة نادية حلمي، أستاذة العلوم السياسية والخبيرة في الشؤون الآسيوية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" رفض جميع الدعوات الدولية التي تطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة حتى يتم إعادة جميع الرهائن الذين احتجزتهم حركة حماس خلال هجومها في السابع من أكتوبر.


وأشارت حلمي، في تصريح خاص لـ "الفجر"، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" وجه خطابًا إلى الأطقم الجوية والقوات البرية في قاعدة رامون الجوية بجنوب إسرائيل، أكد فيه أنه لن يتم النظر في وقف إطلاق النار إلا بعد عودة جميع الرهائن الذين احتجزتهم حركة حماس خلال هجومها في السابع من أكتوبر.

 

وتابعت: من جهة أخرى، رفعت حركة حماس شروطها، مؤكدة أنها لن تشارك في أي مفاوضات بشأن تبادل الأسرى إلا بعد تحقيق وقف نهائي لإطلاق النار وانسحاب إسرائيل من جميع مناطق قطاع غزة. وأكدت أنها قد أبلغت الوسطاء بوضوح حيال موقفها بهذا الصدد.


وأشارت إلى أن هناك تباينًا واضحًا بين مواقف إسرائيل وحركة حماس، حيث يتمثل رئيس الوزراء "نتنياهو" في تمسكه بمواصلة الحملة العسكرية، وفي الوقت نفسه يواجه ضغوطًا كبيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي لتغيير موقفه، ويعتبر "نتنياهو" أن اللحظة الحالية قد تكون فرصة فريدة لإقناع المجتمع الدولي بأن إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة لم يعد ممكنًا نهائيًا بعد الأحداث التي جرت في أعقاب الهجوم في السابع من أكتوبر.

 

وتطرقت إلى أن حركة حماس ترى أن ورقة الرهائن تمثل قيمة كبيرة وتعمل جاهدة لتحقيق مكاسب من هذا الجانب، محاولةً تفويت الفرصة على رئيس الوزراء "نتنياهو" وترغب في أن يظهر كخاسر في هذه الحرب، تأكيدًا لرفضها دخول أي مفاوضات، تشدد حماس على ضرورة أن تتفق إسرائيل على إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ووقف الحرب بشكل نهائي للنظر في أي مسألة متعلقة بالأسرى، حيث يستند موقف حماس الصارم إلى صمود مقاتليها وعلى الخسائر التي تكبدتها القوات الإسرائيلية خلال فترة التصعيد التي استمرت لأكثر من شهرين.


وأكدت أستاذة العلوم السياسية، أن الجيش الإسرائيلي فشل في تحرير بقية الرهائن، وفي الحقيقة، قتل ثلاثة منهم عن طريق الخطأ أثناء طلبهم المساعدة، وحتى الآن لم تتمكن إسرائيل من القضاء على مقاتلي القسام بل رأت حماس أن القوات الإسرائيلية تتكبد خسائر في الأرواح والعتاد بشكل متزايد مع استمرار القتال، وترى أن الرأي العام الإسرائيلي والدولي سيضغطان في نهاية المطاف على "نتنياهو" لوقف الحرب.

 

نتنياهو" لم يعد لديه أي خيار

وتابعت: وقد قدمت حماس عرضًا لتل أبيب يتضمن إطلاق سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين، بما في ذلك الذين يحملون جنسيات أجنبية، مقابل هدنة لعدة أيام وإدخال الوقود والغذاء إلى غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.


وأوضحت أن "نتنياهو" لم يعد لديه أي خيار، إذ يسعى جاهدًا لتخفيف الضغط الذي يتعرض له من قبل أهالي الرهائن ولتهدئة حدة الاستياء في المجتمع الإسرائيلي، حيث تشهد الساحة الداخلية نقاشًا حادًا حول جدوى الحرب الحالية، حيث لم تحقق الحملة العسكرية الأهداف المرجوة بتحرير الرهائن أو القضاء على حماس، مما يثير جدلًا وتوترًا متزايدًا.

 

تتزايد الضغوط الدولية المطالبة بتحقيق هدنة جديدة

واستكملت: وتتسارع الضغوط على "نتنياهو" من العواصم الغربية المؤيدة لإسرائيل، نتيجةً للأزمات الإنسانية الناجمة عن الهجمات الإسرائيلية في مناطق القطاع، وتفاقم معاناة الفلسطينيين بشكل غير مسبوق. إلى جانب ذلك، تتزايد الضغوط الدولية المطالبة بتحقيق هدنة جديدة فورية ومستدامة في النزاع بين إسرائيل وحماس، حيث يواجه "نتنياهو" تحديات متزايدة في سبيل التوفيق بين الضغوط الداخلية والخارجية وتحقيق تطلعات جميع الأطراف.

 

واختتمت الدكتورة نادية حلمي، كما جاء تأكيد مجلس الحرب الإسرائيلى، على أنه سيعمل فى الوقت الحالى على إعداد القدرات التي ستمكنه من التحقق من أن حماس لن تنتهك وقف إطلاق النار، بما في ذلك التحقق من عدم خروج مقاتلي الحركة من الأنفاق، وتأكيدهم على أنه ستتم مهاجمة أي تهديد يتم إكتشافه حتى أثناء وقف إطلاق النار.