ارتفاع المعدن الأصفر

بين توقعات الخبراء والمحللين.. كيف خرج الذهب عن السيطرة وكيف يظل البديل الآمن للاستثمار؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

كشف أمير رزق، عضو شعبة الذهب في اتحاد الغرف التجارية، عن توقعاته الدقيقة والمستنيرة حول مستقبل أسعار الذهب، بعد أن شهدت هذه السوق ارتفاعًا غير مسبوق، حيث تجاوز عيار 21 الـ3200 جنيه.

 أسعار الذهب جاءت نتيجة تداخل الأحداث العالمية

تتابع بوابة الفجر كل جديد حول أسعار الذهب وكيف وصل إلى هذا الحد الذي، خرج به عن السيطرة، فأثار ذلك توقعات المحللين والخبراء، حول مستقبل المعدن الأصفر داخل أرجاء مصر.

تداخل الأحداث العالمية

في حديثه خلال اتصال هاتفي مع الإعلامي شريف عامر في برنامج "يحدث في مصر" الذي يُبث على فضائية "إم بي سي مصر"، أوضح رزق أن توقعاته لاحتمال زيادة في أسعار الذهب جاءت نتيجة تداخل الأحداث العالمية التي لا تبشر بخير. وأشار إلى أن هناك طلبًا متزايدًا على الذهب، خاصة بعد عدم رفع البنك المركزي للفائدة، مما ساهم في زيادة الاقبال على شراء الذهب كبديل آمن للاستثمار.

وأكد رزق أن توقعاته تشير إلى احتمال زيادة إضافية تتراوح بين 300 إلى 500 جنيه خلال الأسبوعين القادمين، مشيرًا إلى أن عيار 21 قد يصل إلى مستويات تتراوح بين 3500 إلى 3800 جنيه، نتيجة للتقلبات في أسعار الذهب على الساحة العالمية.

كيف تداخلت أسباب الارتفاع فائدة البنك المركزي؟ 

وبشكل ملحوظ، قدم رزق تحليلًا دقيقًا لأسباب الارتفاع، حيث ألمح إلى الطلب المتزايد على الذهب نتيجة لعدم رفع الفائدة من قبل البنك المركزي، وربط هذا الأمر بانخراط الأفراد في شراء الذهب أو العقار كبديل للأموال الموجودة في البنوك.

في الختام، أشار رزق إلى أن حتى في حالة انتهاء الأحداث السياسية في مناطق معينة، يتوقع استمرار ارتفاع أسعار الذهب، مبررًا ذلك بالتوترات الجارية في السودان، حيث يصدر منطقة كبيرة من إنتاج الذهب العالمي من هذا البلد. وفي تناوله للتأثيرات الاقتصادية للصراعات، أكد أن حتى في حال توقف التداول في الذهب بسبب نقص المعروض، فإن الطلب سيظل قائمًا، مشددًا على أهمية التفهم العميق لأسباب التقلبات في هذا السوق الحيوية.

أسباب ارتفاع الذهب 

في مقابلة ملفتة مع هاني ميلاد، رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، تم الكشف خفايا الارتفاع الهائل الذي شهدته أسعار الذهب في السوق المحلي خلال هذه الفترة الزمنية الحالية.

وفي تصريحاته خلال مداخلته الهاتفية في برنامج الحدث اليوم  مساء الثلاثاء، أشار ميلاد إلى أن أسعار الذهب تعيش حالة فريدة من نوعها، خاصة فيما يتعلق بسعر جرام الذهب عيار 21، حيث قدم تفسيرًا شافيًا لعدة عوامل تسهم في عدم استقرار هذه الأسعار المذهلة.

أوضح ميلاد أن السبب وراء هذا التذبذب الكبير في أسعار الذهب يعود إلى الإقبال المتزايد للمصريين على الشراء بشكل هائل بهدف الاستثمار في هذا النوع من الأصول

فقد أوضح ميلاد أن السبب وراء هذا التذبذب الكبير في أسعار الذهب يعود إلى الإقبال المتزايد للمصريين على الشراء بشكل هائل بهدف الاستثمار في هذا النوع من الأصول، وهو السلوك الذي يؤدي بالضرورة إلى ارتفاع الأسعار.

ولكن هذا لم يكن العامل الوحيد، إذ ألمح إلى تأثيرات الحروب في منطقة الشرق الأوسط وتراجع قيمة الجنيه المصري أمام الدولار، مما زاد في تعقيد المشهد الاقتصادي.

وفي إضافة ملموسة، شدد ميلاد على أن القرار الحكومي بحظر نشر أسعار الذهب سيكون له تأثير كبير في تحقيق استقرار الأسعار في الفترة القادمة. وقال: "من الممكن أن يتجاوز سعر جرام العيار 21 حاجز الخمسة آلاف جنيه في المستقبل".

تلك التوقعات الغنية بالتفاصيل من هاني ميلاد تكشف عن تشعبات وتفاصيل مُلهِمة لمتابعي السوق والاستثمار، مما يجسد تحليلًا شاملًا لسياق الأحداث التي تؤثر في هذا القطاع المهم في اقتصاد مصر.

ولكنه يظل الجاذبية الأكبر للاستثمار

في مفاجأة مثيرة، كشف الخبير الاقتصادي الدكتور مصطفى بدرة عن تطوّرات الاستثمار في الذهب والبورصة خلال عام 2023، وكيف حققت هذه الأسواق مكاسب ملحوظة رغم التحديات الاقتصادية الحالية.

مصطفى بدرة

في لقاء مميز على برنامج "على مسئوليتي" مع الإعلامي أحمد موسى، الذي تم بثه عبر فضائية "صدى البلد"، أكد الدكتور بدرة أن استثمارات العام 2023 في الذهب ازدادت بنسبة تقدر بنحو 50%. وأشار إلى أن في سياق الاقتصاد العالمي المضطرب، لجأ الكثيرون إلى تنويع استثماراتهم، حيث اعتبر الذهب والدولار وحتى البورصة خياراتٍ آمنة.

وفيما يخص البورصة، أكد بدرة أنها سجلت زيادة بلغت 64% خلال العام الماضي، مما يظهر تحسنًا ملحوظًا في أداء هذا القطاع الحيوي. ولفت الانتباه إلى أن الاستثمار في الذهب حقق نجاحًا بنسبة 50%، مما يعكس جاذبيته كملاذ استثماري ذو قيمة متزايدة.