ياسين الخطيب يكتب: حب الامتلاك مشاعر مزيفة

مقالات الرأي

ياسين الخطيب
ياسين الخطيب

مع اقتراب عيد الحب وامتلاء الأجواء بين المرتبطين والمخطوبين بالحب والهداية الحمراء  والخروجات العاطفية، توجد مجموعة صغيرة ممن يمتلكون حب الامتلاك لشخص ما، وهنا لا أقصد جنس معين بل حب الامتلاك نلقاه في الجنسين (الذكر- والأنثى) وقد مريت بهذه المرحلة من حب الامتلاك مع شخصية ما، وجدت أنه لا يريد أن أتحدث مع أحد سوى غيره، ولا أذهب مكان غير الذي يحبه، وصل الأمر أنه كان لا يريد ان أتناول أي طعام غير الطعام الذي يحبه.

رأت هذه الشخصية تلغي رأيي تدريجيا وتفرض رأيها الشخصي دون أن يأخذ بعين الاعتبار لما  اقترحه من رأى يساعدني كما ساعده، يشير ذلك إلى سلوك أو نمط عاطفي يتميز بالرغبة القوية في السيطرة على الآخرين وامتلاكهم، وفي الوقت نفسه، يكون تعبير الحب والاهتمام مجرد وسيلة لتحقيق أهداف شخصية أو للحصول على مكاسب شخصية.

ورأيت أن حب الامتلاك هي مشاعر مزيفة لأنه يحاول هذا الشخص الذي يعاني من هذا الأسلوب باستغلال الآخرين لصالح رضا الذات دون أي اهتمام حقيقي بمشاعرهم أو رغبات الطرف الآخر.

قد يكون لحب الامتلاك مشاعر مزيفة تأثيرات سلبية على العلاقات الشخصية، عندما يكتشف الشخص الآخر أنه تم استغلاله أو أن الحب الذي تلقاه كان مزيفا، فإنه قد يشعر بالخيانة والألم. يمكن أن يتسبب ذلك في تدهور الثقة والاحترام بين الأفراد وتدمير العلاقات.

كما أن حب الامتلاك مشاعر هو من الشخصيات النرجسية التي تكون حب الأنا هو رقم واحد لهم وهو حب مزيفة يعكس ضعف في النضج العاطفي للشخص. 

فالشخص الناضج عاطفيا يتعامل مع الآخرين بمصداقية واحترام ويعترف بحقوقهم ومشاعرهم الحقيقية، بينما الشخص الذي يعاني من حب الامتلاك مشاعره مزيفة ويفتقر القدرة على التعاطف والتفاهم العاطفي، ويعتبر الآخرون مجرد أدوات لتحقيق مصالحه الشخصية.

حب الامتلاك هو سلوك سلبي يستند إلى الرغبة في السيطرة على الآخرين، ويتضمن هذا السلوك استخدام الخداع والتلاعب لجعل الآخرين يعتقدون أن هناك اهتماما وحبا حقيقيا، عندما في الواقع لا يوجد، بشكل عام، يجب أن نتذكر أن الحب الحقيقي والعلاقات الناجحة تقوم على الصدق والثقة والاحترام المتبادل.