سيناء في "عيون" مصر دائما..

اتحاد القبائل العربية.. حماية وبناء وتعمير

تقارير وحوارات

اتحاد القبائل العربية
اتحاد القبائل العربية

-اختيار الرئيس السيسي رئيسا شرفيا ومدينة باسمه في أرض شهدت دحر الإرهاب 

-إعلان تأسيس اتحاد القبائل العربية من أرض سيناء في الذكرى الـ42 لتحريرها من الاحتلال رسالة مصرية للعالم

-العرجاني: انتهت حربنا علي الإرهاب وبدأت حربنا ضد الأراضي الصحراوية وكلنا في "ضهر الرئيس عبدالفتاح السيسي"

-الشيخ عبدالله جهامة: القبائل قدمت 520 شهيدا في الحرب علي الإرهاب وندرك نعمة الأمن والأمان

 

لا تحتاج القبائل العربية إلى برهان لتأكيد ولائها الكامل للدولة المصرية، فمواقفها التي سجلها التاريخ تشهد علي ذلك، ولعل مؤتمر الحسنة الذي أقيم في 31 أكتوبر لعام 1968، الذي دعا إليه موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلي، بحضور المشايخ والعواقل لإعلان تدويل سيناء، شاهدا على ذلك، ففي هذا المؤتمر صدمت المفاجأة رموز الاحتلال، وعقدت ألسنتهم، وحيرت عقولهم، حينما وقف الشيخ سالم الهرش، شيخ مشايخ سيناء، قائلا بشكل قاطع وبما لا يدع مجالا للشك، إن سيناء مصرية، وستظل مصرية، ولمن يريد الحديث فليتكلم مع زعيم مصر وقائدها جمال عبدالناصر، وهو صوت أبناء سيناء.

أبطال ومواقف

 والحقيقة أن موقف القبائل العربية لم يتغير منذ 1967 مرورا بانتصار أكتوبر المجيد 1973 واسترداد كامل الأرض، غير أن أبناء قبائل سيناء كان لهم دورا كبيرا ومهما مع القوات المسلحة، في محاربة العناصر الإرهابية التي حاولت أن تستوطن في سيناء عام 2011 وهو تعاون لم يكن جديدا فسيناء مستهدفة عبر التاريخ من أعداء مصر وقبائل سيناء كانت دائما كتفا بكتف مع قواتنا المسلحة في الدفاع عنها.

وربما لم ينس القارئ البيان الذي أصدره اتحاد قبائل سيناء في عام 2015 ليؤكد فيه علي مساندته للقوات المسلحة والدولة المصرية في حربها على الجماعات الإرهابية في شمال سيناء، علاوة علي تعهد قبائل سيناء بقتال التنظيمات الإرهابية الخاصة بداعش، وأجناد مصر وغيرها، بالتنسيق مع الجيش والشرطة، وحنذاك اجتمع شيوخ وقيادات 30 قبيلة وعائلة من أهالي سيناء في منطقة السر والقوارير وسط سيناء للتشاور حول وضع آلية مواجهة العناصر الإرهابية واتفقت القبائل على تكوين مجموعتين من شبابها، تقوم المجموعة الأولى بجمع معلومات موثقة عن العناصر الإرهابية وأماكن تواجدهم ومخابئهم السرية ورصد مناطق الأنفاق غير الشرعية التي تستخدمها المنظمات الإرهابية في تحركاتها.

أما المجموعة الثانية فتتكون من مجموعة من شباب القبائل المتطوعة لمشاركة القوات المسلحة في الحملات العسكرية على بؤر الإرهاب وعناصره، لتحديد الأشخاص والمناطق المستهدفة.

توقيت مثالي

وفي الوقت الذي حاول فيه العالم الضغط علي مصر، وتنفيذ خطة توطين الفلسطينيين في سيناء وهو الأمر الذي رفضته الدولة المصرية وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي عن ذلك الرفض بشكل قاطع، دشنت مصر المؤتمر التأسيسي لاتحاد القبائل العربية، بعد حوار ومشاورات بين رموز القبائل العربية بمختلف محافظات الجمهورية، في مدينة "السيسي" الجديدة في رفح بمحافظة شمال سيناء.

وقال الكاتب الصحفي والإعلامي مصطفى بكري، المتحدث الرسمي باسم اتحاد القبائل العربية، إن الاتحاد تأسس انطلاقًا من المسئولية المجتمعية والوطنية وإدراكًا للتحديات التي تواجه الوطن في مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، وتأكيدًا على الدور التاريخي للقبائل في دعم الوطن، ومؤسساته، مشيرًا إلى أن إعلان تأسيس اتحاد القبائل العربية يأتي من أرض سيناء في الذكرى الـ42 لتحريرها من الاحتلال.

مؤكدا أن دور القبائل العربية يسجله التاريخ بأحرف من نور خلف القيادة السياسية للدولة، وأن بطولات هؤلاء الرجال سواء الشهداء منهم أو الأحياء ستظل مثل وقدوة، مشيرًا إلى أن اتحاد قبائل سيناء الذي تأسس عام 2016، لدعم الدولة ومؤسساتها الوطنية في مواجهة الإرهاب والذي ضم أكثر من 30 قبيلة من القبائل الكبرى على أرض سيناء.

وبحسب تصريح للشيخ عبدالله جهامة، رئيس جمعية مجاهدي سيناء وأحد قيادات اتحاد القبائل العربية على هامش تدشين المؤتمر التأسيسي لاتحاد القبائل العربية، فإن أبناء سيناء قدموا أكثر من 520 شهيدًا في مواجهة الإرهاب، وأنهم يولون كل الدعم للدولة المصرية وللرئيس عبدالفتاح السيسي، خصوصًا في ظل التنمية الشاملة غير المسبوقة التي تعيشها «أرض الفيروز» في عهده، مؤكدا أن أبناء سيناء عاشوا فترة انفلات أمني عصيبة، ووقفوا خلف الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقوات إنفاذ القانون من القوات المسلحة والشرطة المدنية حتى عاد الأمن والأمان لكل ربوع سيناء، وأنهم يدركون تمامًا نعمة الأمن والأمان والاستقرار، والمشروعات التنموية التي تعود بالخير على جموع المصريين.

ومن جهته أضاف مصطفى بكري أن تأسيس اتحاد القبائل العربية هو تلبية لنداء قبائل عديدة في محافظات عديدة رغبت في التجمع في كيان تنظيمي يدعم وحداتها ويمثل إطارًا تنظيميًا واسعًا معبرًا على مئات القبائل في إطار وطني يدعم الدولة ووحدتها ومؤسساتها.

وشدد على أن هناك حالة إجماع وطني من أبناء قبائل سيناء وباقي محافظات الجمهورية على تأسيس اتحاد القبائل العربية، في إطار إيمانهم بضرورة حشد قوة الدولة الشاملة التي تستهدف الكيان الوطني والهادفة إلى نشر الفوضى وتفتيت الكيانات في عالمنا العربي.

وأكد أن الاتحاد يتبنى القضايا الوطنية والتواصل مع مختلف القبائل والرموز العربية دعمًا للدولة وقائدها الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي يسعى بكل حكمة وتواصل لحماية الامة العربية، مؤكدًا دعم القبائل العربية لموقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم نحو سيناء، فضلًا عن العدوان الإسرائيلي، وضرورة إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.

وقال إن المشايخ والعواقل والرموز الوطنية والاجتماعية توافقوا على أن يكون الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيسًا شرفيًا لاتحاد القبائل العربية، وهنا احتشد أبناء القبائل ليحيوا الرئيس السيسي، ويهتفوا بـ«تحيا مصر».

ومن المقرر أن يبدأ الاتحاد خلال الفترة القادمة تحركات جماهيرية فاعلة للتواصل مع أبناء القبائل للاتفاق على العمل الوطني والتنظيمي في المرحلة المقبلة، واستيفاء كل الاستحقاقات التي ستقررها القيادة.

لم ينته حديث مصطفي بكري عند هذا الحد، بينما أضاف أنه بناءً على رغبة أبناء سيناء، تقرر تحديد منطقة هامة من منطقة العجراء، وإطلاق اسم (مدينة السيسي) عليها، وهي مدينة تهدف لتكون من مدن الجيل الرابع من حيث الخدمات والرقمنة والنهضة وذلك في لمسة وفاء من أبناء سيناء بإمكاناتهم، ومن اتحاد القبائل العربية، للقائد الذي وضع سيناء على الخريطة التنموية للمرة الأولى في تاريخها، بعد تطهيرها من الإرهاب والتأمر.

وأكد أنه تم الاتفاق على اختيار ابن سيناء الشيخ إبراهيم العرجاني، رئيسًا لاتحاد القبائل العربية، تقديرًا لدوره الوطني والاجتماعي، كما تم الاتفاق على اختيار أحمد رسلان، ابن محافظة مطروح نائبًا للرئيس، واللواء أحمد ضيف صقر، ابن محافظة سوهاج، نائبًا للرئيس، كما سيتم اختيار نائب ثالث بعد التشاور في الفترة المقبلة، واختيار مصطفى بكري، متحدثًا رسميًا باسم الاتحاد.

العرجاني.. رئيسا للاتحاد

ولد المهندس إبراهيم العرجاني في عام 1971، بمدينة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء وهو أبرز أفراد قبيلة الترابين، ويمتلك عدة شركات ضمن مجموعة العرجاني على رأسها "أبناء سيناء"، التي تهدف لتوفير أفضل الخدمات بأعلى جودة في مجالات التصدير والاستيراد، وخدمات النقل وإدارة المحاجر وتأجير المعدات، والخدمات اللوجيستية، واستصلاح الأراضي الزراعية والبناء، ويعمل بها نحو 35 ألف مهندس وعامل في 28 موقعا في أنحاء الجمهورية، وشركة " مصر سيناء" التي شاركت في العديد من المشروعات التي نتج عنها استصلاح 1500 فدان ببلبيس، و500 فدان بمدينة السادات (وادي النطرون)، وشركة "هلا السياحية" لتسهيل السفر بين مصر وفلسطين وتسهيل وثائق السفر وتسهيلات الإقامة.

وعلى هامش تدشين المؤتمر التأسيسي لاتحاد القبائل العربية حرص رئيس الاتحاد المهندس إبراهيم العرجاني على توجيه الشكر والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، مؤكدًا أن القبائل العربية اختارت قرية «العجراء»، والتي كانت من معاقل التنظيمات الإرهابية والتكفيرية سابقًا في شبه جزيرة سيناء، لاستضافة مؤتمر تأسيس اتحاد القبائل العربية، لتأكيد نجاح الدولة المصرية وكل مؤسساتها في القضاء على الإرهاب نهائيًا في شبه جزيرة سيناء، وأن أول خطوة لاتحاد القبائل العربية ستكون إنشاء مدينة جديدة على أحدث طراز في شبه جزيرة سيناء، تحمل اسم «مدينة السيسي الجديدة» في مدينة العجراء، لتكون إحدى مدن الجيل الرابع الجديدة.

وتعهد المهندس إبراهيم العرجاني ببناء مدينة جديدة نموذجية في سيناء، بما تحتويه من منازل ومنشآت خدمية وغيرها من المنشآت، مؤكدا أن القبائل العربية من رفح إلى السلوم إلى الصعيد إلى محافظات البحر الأحمر، على قلب رجل واحد دعمًا للدولة المصرية، مشددًا على وجود أكثر من 38 مليون مصري ومصرية على قلب رجلًا واحد «في ضهر» الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وتعهد «العرجاني»، بأن يعمل اتحاد القبائل العربية بالتعاون مع مختلف جهات الدولة ومؤسساتها في تنمية مشروعات قومية وتنموية، مضيفًا: «نحن جميعًا يد واحدة من أجل مصر».

وأشاد رئيس اتحاد القبائل العربية، بحجم التنمية والمشروعات غير المسبوقة التي تنفذها الدولة المصرية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، مضيفًا: «مش مجاملة.. بقولها بكل وضوح وبقولها للجميع، أن ما يحدث في سيناء من تنمية وعمران، محصلش قبل كدا من أي رئيس قبل كدا، ولا هيحصل مع أي رئيس تاني».

الحرب على الصحراء

وعن التعاون بين القبائل السيناوية والقوات المسلحة المصرية الباسلة، قال «العرجاني»: «إحنا واحد.. كل واحد فينا يفتخر بدعمه ومساندته لرجال القوات المسلحة المصرية الباسلة، ووقوفنا إلى جوارهم حتى قضينا على الإرهاب تمامًا، وسنواصل دعم الدولة المصرية ومؤسساتها في التنمية والأمن والأمان والاستقرار».

وتابع: «الإرهاب خلص، وحربنا حاليًا ضد الأراضي الصحراوية، وكيف نصنع مدن جديدة، وكيف نوفر أكبر عدد من فرص العمل من أهالينا، وإنشاء مصانع ومدن جديدة وتنمية».

واختتم المهندس إبراهيم العرجاني تصريحاته، موجهًا رسالة إلى أبناء سيناء واتحاد القبائل العربية وشباب اتحاد قبائل سيناء، أننا كلنا يد واحدة، وسنقف «كتف بكتف بعضنا، وكتف في كتف الدولة المصرية بجميع مؤسساتها».

القبائل العربية

تحدثنا في السطور سالفة الذكر عن بطولات أبناء قبائل سيناء، لكننا لم نذكر بعد أسماء أبرز القبائل، وعلي رأسها قبيلة "الترابين" وهي من أكبر القبائل إنتشارا في شبه جزيرة سيناء، و"السواركة" وهي من أكبر قبائل سيناء وتسكن ضواحي العريش وتمتد حتى منطقة الشيخ زويد، وقبيلة "المساعيد"، وهي فرع من قبيلة الأحيوات التي تسكن وسط سيناء، وقبيلتي "السماعنة والسعديين" علاوة على قبائل " العيايده والرميلات والبياضية والعقايلة والدواغرة والرياشات". 

وعلى هامش تدشين المؤتمر التأسيسي لاتحاد القبائل العربية، قال الشيخ عبدالله جهامة، رئيس جمعية مجاهدي سيناء وأحد قيادات اتحاد القبائل العربية، إن هناك أكثر من 28 مليون مصري ومصرية في كل محافظات الجمهورية، يقفون خلف الرئيس عبدالفتاح السيسي، ويدعمونه، وسيواصلون دعم الدولة المصرية وكل مؤسساتها تحت لواء اتحاد القبائل العربية.

مؤكدا أن شبه جزيرة سيناء تحتفل هذا العام بعيد تحرير سيناء، للمرة الثانية في السنوات الأخيرة، بعد عودة الأمن والأمان والاستقرار، لافتًا إلى عدم تمكنهم من إحياء احتفالية تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي وقت تواجد الإرهاب الغاشم على الأراضي السيناوية.

أما الشيخ عارف أبو عكر، شيخ قبيلة العكور ببئر العبد في وسط سيناء، فقال إن جميع القبائل العربية في مختلف محافظات الجمهورية تقف خلف القيادة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي، وأن اتحاد القبائل العربية، من شأنه أن يزيد من التنسيق والتواصل بين ملايين من أبناء القبائل العربية دعمًا للدولة، فكل مواطن سيناوي يدعم الدولة المصرية ومؤسساتها، نظرًا لجهودها الكبيرة في عودة الأمن والأمان والاستقرار، وانطلاق المشروعات القومية العملاقة غير المسبوقة لتنمية «أرض الفيروز».

وأشار شيخ قبيلة العكور، إلى أن المواطن السيناوي عاني من إهمال كبير على مدار العصور المختلفة، وأنه لم يرى تنمية أو أمان أو أمان أو استقرار مثلما شاهده المواطن السيناوي في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكدًا وجود اهتمام كبير بمشروعات البنية التحتية في كل ربوع سيناء، مثل تحسين خدمات المياه والصرف الصحي والكهرباء وغيرها.