تحرك القادة الاوروبيين يتواصل لايجاد حل لازمة منطقة اليورو

الاقتصاد



يتواصل تحرك القادة الاوروبيين الاربعاء لايجاد حل لازمة منطقة اليورو مع لقاء بين نيكولا ساركوزي وكريستين لاغارد في باريس وقمة مصغرة المانية ايطالية في برلين في حين تصدر المانيا اشارات اقتصادية مثيرة للقلق.

وبدات المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد لقاء مع الرئيس ساركوزي حول الوضع الاقتصادي الدولي والوضع في منطقة اليورو التي تغرق في ازمة ديونها اكثر من اي وقت مضى.

واستمر اللقاء ثلاثة ارباع الساعة في قصر الاليزيه. وتناول البحث ايضا الوضع في اليونان.

ولم تدل وزيرة الاقتصاد الفرنسية السابقة باي تصريح في ختام لقائها مع ساركوزي. ثم تناولت الغداء مع رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون في مقر رئاسة الوزراء لحوالى ساعة وخرجت ايضا من دون اي تصريح.

والتقت لاغارد ايضا خلفها في وزارة الاقتصاد فرانسوا باروان.

وكانت لاغارد التقت الثلاثاء في برلين المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ووزير ماليتها فولفغانغ شويبل ووزير الاقتصاد فيليب روسلر في حين يلوح في الافق اتفاق حول الغاء قسم من الديون اليونانية من قبل المصارف الخاصة.

ويتوقع ان يوافق صندوق النقد الدولي والمفوضية الاوروبية والبنك المركزي الاوروبي، وهي الجهات الدائنة لليونان، على تسديد شريحة جديدة من المساعدة المالية المقررة لاثينا لتفادي تخلفها عن السداد.

وقال مصدر مقرب من الملف منذ ان اتفق الاتحاد الاوروبي والمصارف مبدئيا في تشرين الاول/اكتوبر، تدهور الوضع الاقتصادي في اليونان . واضاف المصدر هذا يمكن ان تكون له تداعيات على القدرة على تسديد الديون اليونانية في تلميح الى انه قد يتبين ان المطلوب هو الغاء قسم من ديون المصارف اعلى من نسبة ال50% التي تحددت في الخريف.

وبشكل أعم، فان لاغارد ستبحث مع القادة الاوروبيين الذين سيعقدون قمتهم في الثلاثين من كانون الثاني/يناير، في وسائل احتواء ازمة الديون التي يهدد انتشارها ايطاليا.

واعتبر نيكولا ساركوزي وانغيلا ميركل اللذان اجتمعا الاثنين ان الوضع متوتر للغاية .

وكان يتوقع ان تعقد المستشارة من جانبها مؤتمرا صحافيا عند الساعة 13,00 (12,00 ت غ) مع رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي الذي زار باريس الاسبوع الماضي.

وقبل هذا اللقاء في برلين، رفع مونتي اللهجة.

واعرب عن الاسف بحسب ما جاء في صحيفة داي فلت الالمانية قائلا رغم التضحيات، لا يبدي الاتحاد الاوروبي اي التفاتة .

وقال محذرا اذا لم ير الايطاليون في مستقبل قريب نتائج ملموسة جراء استعدادهم للتوفير والاصلاح، نتوقع ولادة حركة احتجاج ضد الانضمام لاوروبا في ايطاليا، وستكون موجهة ايضا ضد المانيا التي تعتبر صاحبة فكرة عدم التساهل داخل الاتحاد الاوروبي، وضد البنك المركزي الاوروبي .

ووصفت مجلة در شبيغل الالمانية الواسعة الانتشار الاربعاء ماريو مونتي على انه الضيف الناكر للجميل الذي يشكل مع الرئيس الفرنسي جبهة مشتركة ضد المستشارة وهوسها في التقشف.

وربما حصل الثنائي الفرنسي الايطالي على بعض النتائج: فبحسب اخر صيغة لمشروع معاهدة الانضباط المالي التي حصلت عليها وكالة فرانس برس، فان صلاحية فرض العقوبات لدى محكمة العدل والمفوضية الاوروبية كانت محدودة. خصوصا وانه استنادا الى مطلب ايطالي، لم يعد واردا ايضا تطبيق العقوبات المالية الجديدة شبه التلقائية ضد الدول عندما تتدهور الديون العامة مقارنة بالعتبة القصوى المتمثلة في 60% من اجمالي الناتج الداخلي. وتمثل الديون الايطالية حوالى 120% من اجمالي ناتجها الداخلي.

وقد يقدم ماريو مونتي لانغيلا ميركل نتائج سياسة تقليص المديونية الايطالية: تراجع العجز في الموازنة الى 2,7% من اجمالي الناتج الداخلي في الفصل الثالث من 2011، وهو ادنى مستوى له منذ نهاية 2008.

وتعلن المانيا نتيجة اخرى اكثر اهمية مع عجز يصل الى 1% العام الماضي.

لكن اول اقتصاد في منطقة اليورو يصدر ايضا اشارات مثيرة للقلق: فهو وان سجل نموا قويا من 3% في 2011، فان المحرك الاوروبي توقف في نهاية العام، وتراجع اجمالي الناتج الداخلي الالماني بواقع 0,25% في الفصل الاخير من العام.

وهذا ما سوف يدل على عودة منطقة اليورو الى الانكماش بعدما لم يسجل الفصل الثالث 2011 سوى نمو من 0,1%، بحسب ارقام يوروستات التي تمت مراجعتها الاربعاء الى الانخفاض.

وتنفست الاسواق المالية الاوروبية الصعداء الاربعاء غداة قفزة قياسية واضحة. وكانت باريس سجلت زيادة طفيفة ظهرا وفرانكفورت تراجعا طفيفا.