حزب جنوبي يحذر من حرب اهلية بسبب توترات الحدود بالسودان

عربي ودولي


قال الحزب الحاكم في جنوب السودان يوم الاحد ان حربا أهلية شاملة قد تندلع في حالة فشل المحادثات الرامية لنزع فتيل التوترات على طول الحدود التي ستقسم شطري السودان عندما ينفصل الجنوب الاسبوع القادم.

ومن المقرر أن يعلن جنوب السودان استقلاله في التاسع من يوليو تموز بعد أن صوت الجنوبيون لصالح الانفصال في استفتاء نص عليه اتفاق للسلام ابرم عام 2005 وأنهى عقودا من الحرب الاهلية مع الشمال.

وشابت اشتباكات في ولاية جنوب كردفان بين جيش الشمال وجماعات مسلحة مرتبطة بالجنوب الاستعدادات للانقسام. وولاية جنوب كردفان المجاورة لجنوب السودان هي المنتج الرئيسي للنفط في الشمال.

وقال أعضاء بارزون في الحركة الشعبية لتحرير السودان للصحفيين يوم الاحد انه يوجد الان خطر يتمثل في امكانية انتشار القتال في منطقتين شماليتين أخريين متاخمتين للجنوب وهما النيل الازرق ودارفور.

وكانت جنوب كردفان والنيل الازرق ساحتي قتال رئيسيتين في الحرب الاهلية الماضية وبهما مجموعات كبيرة ممن ساندوا الجنوب وكثير منهم يخشون استهدافهم بعد الانفصال.

ودارفور مسرح لحركة تمرد منفصلة ضد الخرطوم.

وتوجه رئيس جنوب السودان سلفا كير والرئيس السوداني عمر حسن البشير -الذي سيحكم اعتبارا من يوم السبت الجزء الشمالي فقط من السودان- الى العاصمة الاثيوبية اديس ابابا يوم الاحد لاجراء محادثات حول سلسلة من القضايا التي لم تحل قبل الانفصال بما في ذلك العنف على الحدود.

وتوصل كلا الجانبين الاسبوع الماضي الى اتفاق اطار يدعو لوقف اطلاق النار في جنوب كردفان. لكن الشكوك احاطت بهذا الاتفاق حين قال البشير يوم الجمعة ان القوات الشمالية ستواصل حملتها في الولاية واصفا مسؤولا بارزا في الحركة الشعبية لتحرير السودان هناك بأنه مجرم .

وقال ياسر عرمان رئيس فرع الحركة الشعبية بشمال السودان في الخرطوم انه اذا اصرت الاطراف التي تعارض اتفاق الاطار على اجهاضه فسيؤدي هذا الى اندلاع حرب تمتد من النيل الازرق الى دارفور.

وقال مالك عقار حاكم ولاية النيل الازرق وهو من الحركة الشعبية لتحرير السودان ان الوضع في ولاية النيل الازرق متوتر جدا مضيفا أنه في حالة قيام جيش الشمال بنزع سلاح قواتنا فسوف يكون هناك موقف مماثل للوضع في جنوب كردفان وسوف تندلع حرب منسقة بالتأكيد. ومضى قائلا انه اذا اندلعت حرب فان كل الاطراف سوف تبحث عن حلفاء.

وتوجه كل من عرمان وعقار في وقت لاحق الى اديس ابابا للمشاركة في المحادثات التي يتوسط فيها الاتحاد الافريقي.

وقالت الحركة الشعبية لتحرير السودان ان قتالا اندلع في جنوب كردفان بعد ان حاول الشمال نزع سلاح مقاتلين محليين. ويقول الجيش الشمالي انه يحاول وقف محاولة لاطلاق انتفاضة.

وتصاعدت التوترات السياسية قبل اسبوع من انفصال الجنوب. وسيتعين على كلا الجانبين الاتفاق على سلسلة من القضايا قبل الانفصال بما في ذلك ادارة عائدات النفط وترسيم اجزاء متنازع عليها من الحدود بين الشمال والجنوب.

وعانى السودان لزمن طويل من حركات التمرد في شرق البلاد وغربه وجنوبه بقيادة جماعات اغضبها ما تقول انه الهيمنة السياسية والاقتصادية لنخبة شمالية صغيرة.

ومن المقرر ان يصبح الجزء الشمالي من الحركة الشعبية لتحرير السودان حزبا معارضا في الشمال بعد الانفصال.


رويترز