ساكسو بنك: هدوء يثبت النشاط السلعي بعد الارتفاع الأخير

الاقتصاد


في تقريره الاسبوعي عن أسواق السلع، أشار تقرير ساكسو بنك الة انه أسبوعٌ خيّم عليه الهدوء في أسواق السلع التي شهدت ارتفاعات مدوية مع بداية شهر يوليو. ومع اقتراب عطلة الصيف من ذروتها، يمكن القول بأن مستوى نشاط السلع كان ضعيفاً نسبياً في العديد من الدول، وخصوصاً مع توجه الأنظار إلى أزمة الديون السيادية في أوروبا والولايات المتحدة . وفي يوم الخميس الماضي توصل زعماء الإتحاد الأوروبي إلى اتفاق يطمحون من خلاله إلى وضع حد نهائي للأزمة ومنعها من الامتداد إلى إيطاليا وإسبانيا.

وفي ذات الوقت، تضاعفت الآمال في الولايات المتحدة حول قدرة السياسيين على كسر حالة الجمود والوصول إلى اتفاق بما يتعلق بكيفية رفع سقف الديون قبل حلول الموعد النهائي في 2 أغسطس. من المؤكد أن الفشل في التوصل إلى اتفاق سيكون له عواقب وخيمة وخصوصاً إذا ما تعثرت الحكومة في أداء التزاماتها.

بطء في السلع يقابله نشاط في سوق الأسهم

حظيت أسواق الأسهم المنتشرة على جانبي المحيط الأطلسي بأسبوع جيد، حيث ساهم الاعتقاد السائد ما بين المستثمرين بحتمية إيجاد حل مناسب لمشاكل الديون في تحفيز بعض عمليات الشراء مصحوبة بأرباح وصلت إلى نسب فاقت المتوقع من عمالقة قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة، ومنها Apple التي واصلت مراكمة الاحتياطيات والأرباح النقدية بمستويات من شأنها إثارة غيرة الحكومات.

وبعد أن استعاد مؤشر طومسون رويترز/ جيفريز سي آر بي نصف الخسائر التي عصفت به في السابق، وذلك خلال فترة التصحيح الممتدة من مايو لغاية يونيو، استقر منحنى المؤشر الأسبوع الماضي على ثبات، ويُعزى ذلك إلى انخفاض النشاط عبر مختلف السلع، باستثناء السكر والبن، حيث لم تسلم أيضاً السلع المرتبطة ارتباطاً قوياً بالدولار من تلك الأجواء، بعد فشلها في الحصول على الدعم من الدولار الذي أمضى أسبوعاً هزيلاً في مواجهة سلة من العملات الأخرى.

النفط الخام واختابر المقاومة

ارتفع خام غرب تكساس الوسيط مرة أخرى، حيث اتجه منحناه نحو أسبوع رابع من المكاسب، متلقياً الدعم من ضعف الدولار، مما أدى إلى تهدئة المخاوف بشأن أزمة الديون وعدم تمديد فترة الإفراج عن مخزون النفط الاستراتيجي من جانب الوكالة الدولية للطاقة. وقد أعلنت وكالة الطاقة الدولية في 23 يونيو عن قيامها بالإفراج عن 60 مليون برميل من احتياطي النفط بهدف تعويض بعض النقص الناتج عن فقدان الصادرات الليبية. وسوف يبدأ إمداد السوق بتلك الكمية قريباً، مصحوبة ببعض المؤشرات حول زيادة الإنتاج من قبل اوبك وسوف يساعد البطء العام في النشاط الاقتصادي في تخفيف المصاعب والمعوقات.

وقد تباطأ استهلاك الصين من النفط في يونيو ليصل إلى 9 ملايين برميل يومياً، وهي الزيادة السنوية الأبطأ منذ عام 2009. وقد يشير التباطؤ إلى أن التحركات الحالية من قبل البنك المركزي بهدف توجيه الاقتصاد نحو الهبوط بسلام قد أثبتت نجاحاً. وتمر حالياً بعض الاقتصادات المتقدمة بفترة من تباطؤ النمو، ولهذا فإن الطلب من الصين في الأشهر المقبلة سوف يحمل أهمية كبيرة بالنسبة للنمو المستقبلي في أسعار النفط.

وقد عاود سعر خام غرب تكساس الوسيط ومزيج برنت على حد سواء التداول عند أعلى المستويات الواقعة ضمن النطاق الذي تمكن كل منهما من تحقيقه خلال الفترة السابقة، مع بعض المقاومة من جانب خام غرب تكساس الوسيط الذي تمكن من الوصول إلى حد المائة دولار، بينما جاهد مزيج برنت ليحافظ على حد يبلغ 120 دولار. وقد تم تضييق الفارق ما بين النوعين في حدود قلت عن 20 دولار، وخصوصاً مع هبوط مستويات المخزون في كوشينغ وخفض إنتاج خام غرب تكساس الوسيط في نايمكس إلى أدنى مستوياتهما منذ سبعة أشهر.

وقد أظهرت الفترة الممتدة من أغسطس إلى شهر نوفمبر على مدى العقد الماضي مستويات منخفضة إلى معدومة من العوائد، وخصوصاً مع هبوط معدلات الطلب بعد وصول تلك المعدلات خلال فصل الصيف إلى ذروتها. إن ظهور أية علامات على عودة النشاط الاقتصادي بعد توقف قد يؤدي إلى مزيد من الارتفاع في الأسعار، وذلك نظراً لانخفاض مستويات الطاقة الإنتاجية الفائضة الذي صاحبه سحب الإنتاج الليبي من السوق.

المعادن الثمينة تلتقط أنفاسها

تراجع سعر الذهب والفضة مع حلول عطلة الأسبوع، مع توصل الزعماء الأوروبيين إلى اتفاق لإنقاذ أصغر دول الاتحاد الأوروبي من التعثر. ومع وصول أسعار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة بفعل أزمة الديون الأوروبية، تحمل المبادرات المعلنة يوم الخميس معها خطر تقليل نسب التعرض للمخاطر من جانب المستثمرين. ويقتصر نشاط الفضة في نطاق يتراوح ما بين 38-41 دولار، في حين سوف يبحث الذهب عن الدعم في اتجاه الرقم القياسي المحقق سابقاً والبالغ 1,577.50.

ولم تتغير النظرة العامة السائدة حول ارتفاع الأسعار خلال الأشهر المقبلة، إلا أن الارتفاعات الجديدة في أسعار الذهب التي شهدها العامان الأخيران كانت دائماً متبوعة بفترة من التعديلات الطفيفة على الأسعار، ويبدو أن هذا السيناريو هو الأكثر احتمالاً للظهور مرة أخرى. أما الأمر الوحيد الذي من شأنه تغيير التوقعات على المدى القريب فهو فشل حكومة الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق حول رفع سقف الديون، والذي قد يؤدي أيضاً إلى إصابة الدولار بمزيد من الضعف.

تبقى النسبة بين سعري الذهب والفضة محصورةً في نطاق 39,5 – 44,5 مع فشل المحاولات المبذولة لدفع الفضة نحو مستوى أعلى ودفع النسبة نحو مستوى أدنى في هذا الأسبوع. ولم ينس المستثمرون المتطلعون للعودة مرة أخرى إلى الفضة التقلب الحاد وانهيار السوق الذي شهده شهر أبريل، ونتيجة لذلك فهم حالياً يديرون صفقات التعرض للمخاطر بكل عناية وحذر .


موجة الحر تدعم محصولي الذرة وفول الصويا

كانت موجة الحر التي اجتاحت أجزاء كبيرة من الولايات المتحدة العامل المحفز لارتفاع أسعار الذرة وفول الصويا. ويتوقع أن تخف موجة الحر تلك خلال الأسبوع القادم، مما يساعد على استقرار الأسعار. وقد قارب سعر فول الصويا أعلى مستوياته خلال العام حيث تتلقى أسعاره الدعم من حرارة الطقس وضعف الدولار ومبيعات الصادرات التي فاقت الحد المتوقع.

وفي الوقت نفسه، لا يزال سعر القمح محصوراً في الطرف الأدنى من نطاق الأسعار لعام 2011، وذلك مع زيادة المنافسة على المناقصات الدولية التي تشير بدورها إلى امدادات وفيرة في الأشهر المقبلة. و قد رفعت روسيا من توقعاتها حول كميات الحبوب المنوي تصديرها بواقع 3 ملايين طن إلى 18 مليون طن، حيث من المتوقع أن يصل محصول هذا العام إلى 90 مليون طن، بمستوى يزيد عن الـ 85 مليون طن التي تم تحقيقها في السابق.

عودة أسعار السكر إلى الارتفاع بما يفوق 30 سنتاً

استمرت موجة ارتفاع أسعار السكر التي وصلت إلى ما نسبته 50 بالمائة خلال الأشهر القليلة الماضية مسيرتها هذا الأسبوع بعد أن شهدت بعض الهدوء. وقد واصل المنحنى ارتفاعه مدعوماً بتوقعات حول انخفاض الإنتاج الزراعي في البرازيل. وخلُص تقرير نُشر هذا الأسبوع إلى أن البرازيل، وهي أكبر منتج للسكر في العالم ، تبالغ في تقدير كمية السكر التي ستنتجها هذا العام. يعزى ذلك إلى كبر عمر المحصول ومعدل هطول الأمطار الذي قل عن المتوقع وما صاحبه من صقيع مبكر، مما أدى إلى خفض المحصول وتردي جودة الإنتاج.

بلغ معدل سعر السكر خلال ما يقارب الشهر أعلى مستوياته منذ 30 عاماً مع عودة الارتفاع إلى معدل 36 بالمائة في فبراير قبل أن يتبع ذلك تعديل حاد على الأسعار، إلا أن السكر قد شهد مجدداً موجة الارتفاع السائدة حالياً والتي أعادته إلى مستوى 30 بالمائة. وتعتمد القدرة على تسليم الكميات المحددة في العقود الآجلة خلال شهر أكتوبر بالأساس على الامدادات من البرازيل، وخصوصاً أن الحصاد في نصف الكرة الشمالي يصل السوق عادةً في وقت متأخر من العام.

القهوة وهبوط للشهر الخامس على التوالي

استقر في الطرف الآخر من مقياس الأداء محصول القهوة الذي فقد ما يقارب 7 بالمائة خلال الأسبوع، محققاً انخفاضاً استمر خمسة أشهر ونصف على التوالي. وقد ساهمت درجات الحرارة التي فاقت قليلاً متوسط درجات الحرارة في البرازيل التي تعد أكبر منتج في العالم للقهوة عالية الجودة في الحد من أي احتمال لحدوث ضرر من الصقيع هذا الموسم. وحسب ما يثبته تاريخ هذا المحصول، فإن المخزون المنخفض من القهوة سوف يترك الأسعار عرضة للتغير نحو الاتجاه الصعودي في حال ساءت الأحوال الجوية في المنطقة.

نشاط قوي للمعادن الأساسية رغم تعدد العقبات

رغم استمرار التباطؤ في النمو الاقتصادي الذي شهدته الاقتصادات الناشئة والمتقدمة، فقد حققت الأسواق أداء قوياً في قطاع معقدات المعادن الأساسية على مدى الشهر الماضي. وخلال هذا الوقت، عاد المؤشر المركب، وهو المؤشر وزني للمعادن الأساسية الستة، إلى مستوى ستة بالمائة خلال هذه الفترة.

وبرزت هذه القوة في الأداء رغم عوامل عديدة تقودنا نحو منعطف آخر مثل التباطؤ الاقتصادي لا سيما بعد التباطؤ الذي عانى منه النشاط الاقتصادي في الصين خلال النصف الأول من العام. وتبرز أهمية ذلك إذ تستهلك الصين ما يقرب من 40 بالمائة من إجمالي إنتاج المعادن الأساسية. ويتوقف استمرار الأداء القوي في الأشهر المقبلة على الصين بصورة كبيرة. وقد حد الموقف الذي تبنته سياسة الصين من مستوى الطلب بسبب صعوبة الوصول إلى التسهيلات الائتمانية مما أدى إلى الحد بشكل كبير على مستويات الطلب في القطاعات الأساسية، مثل قطاع المساكن الاجتماعية التي تحتوي على ملايين الوحدات قيد البناء خلال الثمانية عشر شهراً المقبلة.

مباشر