آلام الكلى.. إعلان صادق عن مشكلاتك الصحية
يتعرض الصائم خصوصا مع المناخ الحار الرطب لجو شبه صحراوي بجسده تتضافر فيه شدة الحرارة مع ندرة المياه فضلا عن احتوائه علي نسبة عالية من الأملاح مما يرفع نسبة الإصابة بالحصوات البولية
وتكون الأملاح وكما يقول الدكتور عرفة عبد الرحيم استشاري أمراض الكلي والمسالك إن الماء أساس الحياة وأكبر مكونات الجسم الحي, فإذا وجد الماء وجدت الحياة بشكلها المعروف ويتكون الماء من عنصرين هما الأيدروجين والأكسجين فالأيدروجين هو أغزر عناصر الكون كله ومنه تكون كل السدائم والنجوم في الكون كما أن النجوم ومن ضمنها الشمس ما هي إلا كتلة هائلة من الأيدروجين في حالة تفاعل،
وانفجار هيدروجيني دائم أما الأكسجين فهو اصل الحياة علي الكوكب حيث يستخدم لحرق المواد الغذائية الممتصة بالدم حتي تخرج الطاقة اللازمة للخلايا الحية للقيام بعملها والإنسان يحصل علي الماء عن طريق الشرب حيث يتبعه في الحال امتصاص ويبدأ مباشرة في الفم والبلعوم والمريء والمعدة والأمعاء حتي يتم تعويض النقص بسرعة دون أضرار علي الخلايا الحية أما فقدان الماء بنسبة قليلة فيعطي إحساسا خاصا بالجفاف في الحلق والبلعوم ورغبة شديدة في تناول الماء وهو ما نسميه بالعطش،
ويكون من أهم أسباب العطش الجفاف الذي يحدث في خلايا الجسم ويحدث العطش أيضا نتيجة لتناول الأطعمة الحريفة أو أثناء الحديث لفترات طويلة أو نتيجة لظروف نفسية كما يحدث العطش في بعض الأمراض حيث تزيد لزوجة الدم مثل السكر والفشل الكلوي, فالجسم يعتمد اعتمادا كليا علي الماء لأن مقاومته لفقدانه ضعيفة مقارنة بفقدان الطعام مثلا حيث يمكن احتمال فقدان الطعام لمدة أطول بكثير،
لذلك فإن الماء أصبح أهم مكونات الطبيعة لاستمرار الحياة وعندما تزيد درجات الحرارة ويفقد الجسم كمية من مياهه علي هيئة فقد من الغدد العرقية يزيد من تركيز الأملاح في البول وترسيبها يؤدي إلي أكثر من الأعراض المصاحبة لأمراض الجهاز البولي أهمية وهي أعراض المغص الكلوي ومغص الحالب حيث تتضح هذه الآلام عند الاختلال الوظيفي أو المرض العضوي من خلال نذير عالي الصوت إلا أنه في خضم الحياة كثيرا ما ينشغل المريض عن هذا النذير ويتناساه إما عن إهمال أو استخفاف.
يوضح د. عرفة أن آلام الكلي تتركز في أي من الجانبين من الظهر فيما بين الضلع الأخير والعمود الفقري علي شكل نوبات تقلصية حادة أو في أي شكل ألم أو وخز وقد يستقر الألم في مكان أو ينتشر إلي الأمام في الإناث أو في منطقة فوق العانة ونهاية مجري البول.
أما في الأطفال فمن النادر أن تكون هذه الأعراض حادة بل غالبا تكون غير واضحة المعالم وتنتشر بمساحة واسعة من البطن ويظهر علي الطفل عدم الارتياح والقلق الذي يكون مصاحبا ببكاء متقطع وتصاحب آلام الكلي أعراض أخري قد تكون من أهم مسبباتها زيادة نسبة الصديد في البول أو وجود دم أو ارتفاع تركيز بللورات الأملاح, حيث يشكو المريض من آلام حادة عند التبول تكون علي هيئة حرقان بالبول مع زيادة عدد مرات التبول.
وينصح الطبيب بضرورة الاهتمام بآلام البطن والجنب والكلي بوجه خاص إذ أنها تمثل إعلانا مبكرا صادقا لما يعتري أجهزة الجسم المختلفة من أمراض عضوية غالبا ما تكون في طورها الأول مما يسهل علاجها إذا عرفت مبكرا وأعطي لها العلاج المناسب
ويحذر من اللجوء إلي المسكنات والمهدئات بكثرة كما يجب أن يكون العلاج تحت رعاية طبيب كما يجب متابعة حالة المريض بشكل مستمر من خلال طبيبه كما ينصح بتناول السوائل بكثرة بحيث تصل إلي ثلاثة لترات باليوم فهذا هو العلاج الناجح للتخلص من حرارة الجو وقلة المياه بالجسم،
وكذلك الأشخاص الذين تعرضوا لنوبات من حصوات أو أعراض لمغص كلوي سابق مع تجنب عدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة والأماكن المزدحمة والفترة ما بين الإفطار والسحور كافية لتعويض الجسم ما فقده من سوائل لإذابة والتخلص من البلورات الملحية التي تكونت أثناء الصوم .