طبق مجلة نيويوركر على أي باد يغري القراء

تكنولوجى


تخلت أشهر المجلات الاميركية عن المفهوم الشائع بتطبيقات تزيغ الحواس في تقديم المحتوى المتميز على الانترنت للمستخدم وفضلت تقديم طبقها الألكتروني على جهاز أي باد عبر خصائص تفاعلية ترتقي بطريقة تقديم النص مع وجود ملفات صوتية لشعراء يلقون أشعارهم، فيما تتضمن المقالات دعاوى قضائية معقدة أو تعتمد على التوثيق، تتيح للقراء فتح الملفات من خلال التطبيق.

وحظي موقع مجلة نيويوركر على جهاز اي باد بتفاعل متميز قياساً للامال المحبطة حول العائد المادي الذي تتوخاه الصحف الورقية في تقديم محتواها على الانترنت وعلى الاجهزة المحمولة.

ويبلغ عدد قراء المجلة على جهاز آي باد منذ الاشتراك الذي بات متاحا في الاشهر الاولى من عام 2011 مائة ألف، ويدفع 20 ألفا منهم اشتراكا قيمته 59.99 دولار سنوياً.

واستفاد أكثر من 75 ألف شخص من عرض المجلة الذي يتيح للمشتركين في الطبعة الورقية تحميل التطبيق مجانا.

ويشتري بضعة آلاف في المتوسط أعدادا مفردة من المجلة، التي أسسها عام 1925 روس هارولد وزوجته جين غرانت، مقابل 4.99 دولار أسبوعيا.

وعبر أندرو ليبسمان، نائب رئيس التحليل في كومسكور عن اعجابه بالارقام المعلنة وقال تبدو تلك الأرقام لي مرتفعة .

وأوضح في تصريح نقلته خدمة نيويورك تايمز وترجمته صحيفة الشرق الاوسط أن الأرقام أكثر إثارة للإعجاب لأن القراء دفعوا سعرا مرتفعا مقابل الاشتراك .

ويثير مستهل النجاح الالكتروني بالعائد المادي الضئيل لمجلة نيويوركر التي تصدرها دار النشر الاميركية كوندي ناست بعد اشهر من اغلاق اربع مجلات تابعة لها هي كوكي و غورمي و مودرن برايد و ايليغانت برايد أثر الازمة الاقتصادية المتصاعدة والانطلاق السريع الذي يحققه الانترنت في خدمة المستخدم على حساب القارئ.

واتخذت مجلة نيويوركر منذ عام 1990 منصة الكترونية لارشيفها لتقديم مواعد العدد الاسبوعي والمواد الارشيفية كاملة منذ عام 1925 عبر نصف مليون صفحة على اقراص مدمجة، كما تتوفر المجلة عبر أقراص صلبة صغيرة ترسل لمن يطلبها.

وقال ديفيد ريمنيك، رئيس تحرير المجلة لخدمة نيويورك تايمز الصحفية عندما دشنا هذا الموقع الإلكتروني، لم يكن المسؤولون التنفيذيون يحبذون ذلك لأنهم كانوا ينظرون حولهم ويتحسرون على الأموال الضائعة .

وتخيل ريمنيك والذي وجه المزيد من الموارد نحو المشروع الرقمي حدوث المزيد من ذلك.

وقال المهارة الكبرى التي يفترض بك كمحرر التمتع بها هي تغيير الثقافة بحيث يرغب الكتاب في مشاهدة شكل التنسيق المغاير تماما باعتباره جزءا مما يقومون به وما تقوم به مجلة (نيويوركر) .

وقالت باميلا مافي مكارثي، نائبة رئيس تحرير المجلة كان عمل تطبيق لا يركز إلا على القراءة أمرا مهما بالنسبة إلينا. كان هناك بعض المؤشرات التحذيرية، لكننا كنا حريصين للغاية. نفكر فيما إذا كانت إحدى الخصائص سوف تضيف أي قيمة للمجلة أم لا، إذا لم تضف أي قيمة فلا نقدمها .

وقال أندرو ليبسمان حتى يصبح جهاز آي باد وسيلة ناجحة للناشرين، لا يمكن الاعتماد على أرباح التوزيع فقط.

واضاف نائب رئيس التحليل في كومسكور هناك حاجة إلى حجم أكبر إذا كان ما تفعله هو بيع مساحات إعلانية. لكن عندما تحقق الأرباح من الاشتراكات، يصبح لعشرات الآلاف من المشتركين قيمة .

وقالت روبين ستينبرغ، نائبة الرئيس التنفيذي للاستثمار والتفعيل في ميديا فيست التي تعمل في مجال الإعلام، إن عدد مشتركي مجلة نيويوركر على جهاز آي باد البالغ 20 ألفا والـ75 ألفا الذين فعلوا التطبيق من خلال اشتراكهم في النسخ الورقية من المجلة، يمثل خطوة أولى كبيرة. لكنها أوضحت أن أنماط الاستخدام في حاجة إلى المزيد من الدراسة.

وتساءلت قائلة كم من الـ75 ألف مشترك يقرأ المجلة ويستخدم التطبيق أو يقوم بأي منهما؟ ، وأوضحت أن معرفة أنماط السلوك سوف تمنح المعلنين فرصة أكبر للقيام بالتجارب الصحيحة دون إهدار أموالهم.

وتاتي الخطوة المتقدمة للمجلة الاميركية بعد أشهر من اجتماع العقلية التجارية لامبراطور الاعلام روبيرت مردوخ مع العقلية التقنية لستيف جوبز المدير التنفيذي لشركة ابل، في اصدار صحيفة بمواصفات رقمية تحمّل على أجهزة أي باد التي انتجتها أبل وغزت فيها سوق الكمبيوترات الذكية منذ عام.

وتوزع الصحيفة الرقمية تلقائياعلى أجهزة أي باد الامر الذي يدفع الى تزأيد حصة ابل في السوق العالمية.

وتعود فكرة الصحيفة الرقمية الى مردوخ نفسه الذي اطلقها على ستيف جونز وبقيا يتفاوضان عليها في الاشهر الماضية قبل الاتفاق على اطلاقها.

ويرى المتابعون ان مردوخ يسعى في هذه الصحيفة الى تأكيد فكرته الداعية الى فرض رسوم على المحتوى المتميز المقدم على الانترنت وان المستخدمين على استعداد للدفع مقابل الحصول على هذه الخدمة.

ويعتقد مردوخ ان جهاز أي باد سيغير قواعد اللعبة الصحفية ويتوقع انه سيباع منه مع نهأية العام المقبل 40 مليون جهاز الامر الذي سيدفع وسائل الاعلام الورقية الى اعادة حساباتها.

وبدأت فكرة دفع مقابل لقراءة محتوى على الإنترنت التي قادتها شركة نيوزكورب تثبت أقدامها ببطء وإن كان بثقة، بوصفها نموذج الأعمال التالي في الإعلام الغربي.

وفي الآونة الأخيرة قررت مجموعات نشر تقليدية مثل التأيمز البريطانية و نيوزكورب و نيويورك تايمز و أكسل سبرينجر أن تخوض التجربة وتبدأ فرض رسوم مقابل الأخبار التي تنشر على الإنترنت مجازفة بتقليل حجم مستخدميها مقابل الحصول على مكاسب محتملة من خلال أيرادات الاشتراكات.