اوباما : الأمم المتحدة ستدعم الشعوب لتحقيق الديمقراطية

عربي ودولي


أعرب الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن أمله فى نشر السلام فى زمن انتشرت فيه الحروب ، مشيرا إلى ان الحروب زادت حدتها منذ بداية القرن العشرين لظهور الأسلحة التى كانت سببا في موت العديد من البشر .

وقال أوباما خلال كلمته بمناسبة افتتاح اجتماعات الدورة السنوية السادسة والستين للجمعية العامة للامم المتحدة ـ ان الهدف الرئيسي من تأسيس الامم المتحدة كان فض المنازعات التى أدت إلى قيام الحروب، مشيدا بجهود الرئيس الأمريكى السابق فرانكلين روزفلت لتأسيس الامم المتحدة.

وأبلغ أوباما الأمم المتحدة ،اليوم الأربعاء، بأن الفلسطينيين يستحقون دولة، لكن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال المحادثات مع إسرائيل

وأضاف أوباما أن هدف القادة الذين سعوا لتأسيس تلك المنظمة تحقيق السلام الدائم والشامل فى جميع أنحاء العالم، مؤكدا ضرورة إقامة السلام على أساس ومبدأ العدالة والكرامه والحرية والتوصل إلى حلول الوسط والقواسم المشتركة.

وتابع الرئيس الأمريكي بقول أنه بالرغم من أننا نكره الحروب ، لكننا لا نتمكن من تفادى الحروب إلا بمساهمة عدد كبير من دول العالم ، مشيرا إلى ان جميع البشر ينشدون السلام، وجميع الشعوب تطالب المنظمة الدولية بالحيلولة دون قيام حرب عالمية ثالثة.

وقال إنه بالرغم من كراهيتنا للحرب، لكن هناك إرهاصات تعرضنا للخطر ، مؤكدا على وجود العديد من الاطراف التى تتربص بالولايات المتحدة وترغب فى الحاق الشر بها ومنها أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة عندما كانوا طلقاء.

وأضاف الرئيس الأمريكى أن العام الجارى شهد طفرة غير عادية، حيث تحركت أمم فى المضي قدما نحو المطالبة بالسلام والأمن ويطالبون بحقوقهم فى العيش بحرية وكرامة، ومن أبرز الأمثلة على ذلك تحقيق رغبة وإصرار جنوب السودان لنيل استقلالها.

وتابع أوباما بقوله إنه منذ عام واحد شهدت كوت ديفوار انتخابات رئاسية، وعندما رفض الرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو قبول النتائج والتخلى عن الحكم، وقف أمامه العالم كله، وباتت كوت ديفوار الآن تعيش فى ظل حكم من اختارته ليقودها.

ومضى أوباما بعد ذلك إلى الحديث عن الربيع العربى بدءا من ثورة الشعب التونسى ضد الرئيس زين العابدين بن على، مما أطلق شرارة الثورات الشعبية بعد أن أبرزت قوة التظاهر السلمي وكسرت حاجز الخوف من الحكام، وتونس الآن على أعتاب انتخابات ستقربهم خطوة نحو الديمقراطية التى يستحقونها.

وواصل اوباما الحديث مشيرا إلى أنه منذ عام واحد أيضا كانت مصر تعيش فى ظل حكم رئيس ظل فى منصبه لثلاثين عاما، ولكن الشعب نجح فى إسقاطه خلال 18 يوما فقط بعد أن جذب انتباه العالم إلى ميدان التحرير الذى شارك فيه المصريون بجميع طوائفهم وتوجهاتهم مسلمين ومسيحيين، لينتقل التغيير من مصر إلى العالم العربى.

وأضاف أنه منذ عام أيضا كان يحكم ليبيا أقدم ديكتاتور فى العالم وقد واجه شعبها الشجاع القنابل والرصاص الذي كان يقتل به الديكتاتور شعبه كأنهم جرذان وبالرغم من ذلك أصر الليبيون على أن ينالوا حريتهم، ووقف العالم بجانبهم من خلال الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، وانتهى حكم القذافى فى ستة أشهر بعد 42 عاما من الحكم، وهكذا ينبغى للمجتمع الدولى أن يعمل وتتكاتف الأمم .

وأكد الرئيس الأمريكي أن مجلس الامن قرر اتخاذ جميع الاجراءات والقرارات اللازمة لمنع وقوع مذابح ضد المدنيين ، مشيرا الى حظر الطيران الذي شاركت في تنفيذه عدة دول عربية لمنع طيران القذافي من قصف المدنيين.

وأشار الى ان الشعب الليبي تمكن من الحصول على حريته خلال ستة أشهر - من القذافي الذي حكم ليبيا لمدة 42 عاما- وسط النيران والقذائف وتمكنوا من الحصول على حريتهم من طرابلس الى بنغازي ومصراتة.

وقال أن هذا العام يعتبر تاريخيا ، فقد انتهى نظام القذافي ورئيس ساحل العاج الأسبق لوران جباجبو وبن علي ومبارك وتم القضاء على أسامة بن لادن وعقيدة العنف التي كان ينتهجها. وشدد الرئيس الامريكي على أن الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة ستسعيان دائما للحفاظ على هوية وحرية الأشخاص حول العالم دون تمييز بين هويتهم او ديانتهم وضمان حقوقهم ، مشيرا الى ان معيار نجاح الولايات المتحدة هو أن يعيش الاشخاص حول العالم في حرية مستدامة وامان ، واكد ان الامم المتحدة واعضاءها يجب عليهم ان يمضوا قدما في تأكيد مطالب الشعوب والعمل على ارساء مبادئ العدل وعدم التمييز بين شخص وآخر وفقا للدين او العرق او الهوية .

ومضى أوباما قائلا أن القوة الآن اصبحت بيد الشعوب بمساعدة التكنولوجيا وبيد الشباب الذي اصبح لديه الشجاعة والقوة ليقف في وجه كل ديكتاتور.

وقال أن إيران ترفض الإعتراف بحقوق شعبها وكذلك سوريا التي تقوم بقتل وتعذيب شعبها ، مشيرا الى قتل الالاف من السوريين في شهر رمضان بالاضافة الى نزوح الآلاف عبر الحدود السورية ، مشيرا الى ان الشعب السوري اظهر قوة وصلابة لتحقيق العدالة.

وأكد ان الولايات المتحدة ستقف بجانب الشعب السوري وليس قيادته ، مشيرا الى أن واشنطن فرضت عقوبات قوية على قادة سوريا ، وقال ان الولايات المتحدة تؤيد انتقال السلطة استجابة لمطالب الشعب السوري.

وشدد على وجود تكاتف جميع القوى وتوحيد الأصوات والوقوف بجانب الشعب السوري ، مؤكدا انه يجب الاستجابة لمطالب التغيير التي تنادي بها المنطقة.

ولفت إلى أن الشعب اليمني الذي يحتشد بالآلاف يوميا في الميادين بما في ذلك الأطفال والنساء ، مشيرا إلى أنه يوجد من ضحوا بأرواحهم من أجل الإطاحة بالنظام الفاسد.

وعن العراق قال أوباما في نهاية هذا العام سوف تنتهي العمليات العسكرية في العراق وستكون لدينا علاقات متكافئة مع العراق حكومة وشعبًا، وسوف ندعم الحكومة العراقية في خطواتها لتحقيق الأمن.

وأضاف أوباما أن الولايات المتحدة بدأت الآن مرحلة انتقالية في أفغانستان يتم بموجبها سحب القوات الأمريكية وإحلال القوات الأفغانية بدلا منها وهذا أمر مهم لسيادة العراق وأفغانستان.