الشرطة التركية تعتقل 120 شخصا في تحقيق بشأن تمرد كردي

عربي ودولي


اسطنبول (رويترز) - قال مسؤولو أمن ان الشرطة التركية اعتقلت أكثر من 120 شخصا في أنحاء تركيا يوم الثلاثاء في اطار تحقيق في علاقات مزعومة بين نشطين أكراد ومقاتلين انفصاليين.

وتجري بالفعل محاكمة مئات بينهم رؤساء بلديات منتخبون في اتهامات بوجود علاقات مع حزب العمال الكردستاني في اطار قضية بدأت قبل عامين أذكت توترات في جنوب شرق تركيا الذي يغلب الاكراد على سكانه.

وأدى تصاعد أعمال العنف من جانب حزب العمال الكردستاني في الاشهر الاخيرة الى ضربات جوية وهجمات بالمدفعية على قواعد المتمردين في جبال شمال العراق.

وشنت الشرطة هجمات متزامنة عند الفجر في اسطنبول والاقاليم الواقعة في جنوب شرق البلاد شملت مدينة دياربكر حيث تم اعتقال 40 شخصا بينهم نائب زعيم الحزب السياسي الكردي الرئيسي وعدد من رؤساء البلديات.

وقالت المصادر ان 80 شخصا اخرين اعتقلوا في مدينة اسطنبول أكبر مدن تركيا. وامتنعت شرطة اسطنبول عن التعليق.

وذكرت تقارير اعلامية ان نحو 20 شخصا اعتقلوا أيضا في اقليم غازي عنتاب بجنوب شرق البلاد بينهم الرئيس المحلي لحزب السلام والديمقراطية الكردي.

وقالت جولتان كيساناك الزعيمة المشاركة لحزب السلام والديمقراطية الكردي لنواب الحزب في أول اجتماع لهم بالبرلمان منذ انهاء مقاطعتهم له مطلع الاسبوع حين استيقظنا صباح اليوم واجهنا ابادة جماعية سياسية مجددا.

وأضافت شرطة حزب العدالة والتنمية (الحاكم) طاردت الاكراد. الشعب لن يركع حتى لو اعتقل عشرة الاف شخص.

ويتركز التحقيق على منظمة تدعى اتحاد الجاليات الكردية أسسها حزب العمال الكردستاني في عام 2005 بهدف انشاء نظام سياسي كردي حسبما ذكرت لائحة الاتهام التي صدرت في عام 2009 .

وتجري محاكمة نحو 150 سياسيا ونشطا في دياربكر حيث بنيت قاعة محكمة ضخمة خصيصا لذلك. وتجري محاكمات مماثلة في مدن اخرى في انحاء تركيا.

ويراقب الاتحاد الاوروبي الذي تسعى تركيا للانضمام لعضويته عن كثب هذه الحالات واثارها بالنسبة لحقوق الانسان.

وأدى نواب حزب السلام والديمقراطية الكردي بالبرلمان اليمين الدستورية مطلع الاسبوع الحالي منهين مقاطعة بشأن أحكام قضائية تمنع بعض مرشحي الحزب الذين انتخبوا وسجنوا في قضايا خاصة بمنظمة اتحاد الجاليات الكردية من شغل مقاعدهم البرلمانية.

وانتقد صلاح الدين ديمرتاس الزعيم المشارك لحزب السلام والديمقراطية الاعتقالات ايضا في تصريحات للصحفيين قائلا ان كان ذلك هو اتحاد الجاليات الكردية فلا بد أنني الرئيس العام لاتحاد الجاليات الكردية لان كل المعتقلين زملاء من حزب السلام والديمقراطية.

ويمثل تجدد العنف انتكاسة اخرى لمبادرة أطلقتها الحكومة في السنوات الاخيرة لتعزيز حقوق الاقلية الكردية التي تشكل ما يصل الى 15 مليون نسمة من سكان تركيا البالغ 74 مليون نسمة.

ويهدف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي حقق فوزا ثالثا في الانتخابات البرلمانية في يونيو حزيران الى تحقيق توافق حزبي بشأن دستور جديد يحل محل الدستور الذي أعد بعد انقلاب عسكري في عام 1980 .

وقتل أكثر من 40 ألف شخص في الصراع بين حزب العمال الكردستاني والدولة منذ بدء التمرد المسلح في عام 1984.

ويحتجز عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني في سجن بجزيرة امرالي جنوبي اسطنبول منذ عام 1999. وأجرى مسؤولو مخابرات محادثات مع اوجلان في السنوات الاخيرة في مسعى لانهاء الصراع لكن المحادثات توقفت.

وتعتزم جماعات كردية تنظيم مسيرة مطلع الاسبوع المقبل الى جمليك على ساحل بحر مرمرة قرب جزيرة امرالي تأييدا للزعيم السجين.