أينشتاين ينقذ أينشتاين : نظرية النسبية العامة تحاول انقاذ نظرية النسبية الخاصة

منوعات


يرى عالم الفيزياء النظرية كارلو كونتالدى الباحث فى معهد بحوث الفيزياء فى كندا أن الباحثين لم يراعوا تأثير الجاذبية على الساعات التى قاست السرعات الاكبر من الضوء فى التجربة التى أجريت مؤخرا وأطلقت فيها جسيمات النيوترينو الاصغر من الذرة من معمل فى سويسرا الى معمل فى إيطاليا.وكان قد ظهر فى تلك التجربة أن سرعة النيوترينو أكبر من سرعة الضوء مما يعنى هدم أحد أركان نظرية النسبية الخاصة لأينشتاين الذى قرر أنه لايمكن لأى جسم فى

الكون أن يتجاوز سرعة الضوء.

وذكرت صحيفة /إلباييس/ الاسبانية فى موقعها على الانترنت أن كونتالدى أوضح فى تعليق له أن الباحثين لم يراعوا فى تلك التجربة تأثير الجاذبية التى تفاوتت قوتها فى نقطة الانطلاق وفى المسافة التى قطعتها جسيمات النيوترينو وطولها 730 كيلومترا. واستند كونتالدى فى ذلك الى نظرية النسبية العامة لأينشتاين والتى تتحدث عن تأثير الجاذبية الارضية على الساعات.وكان الباحثون فى مرصد جسيمات النيوترينو /أوبرا/ فى إيطاليا قد أعلنوا منذ حوالى أسبوعين هذه النتيجة المثيرة عن انطلاق النيوترينو بسرعة أكبر من سرعة الضوء ، وهى نتيجة اذا اتضح أنها حقيقية فانها ستهدم إحدى ركائز نظرية النسبية

الخاصة لأينشتاين والتى تنص على استحالة تجاوز سرعة الضوء بأى حال من الاحوال.وقد عكف باحثون فى الفيزياء فى شتى أنحاء العالم على بحث جوانب تلك التجربة للكشف عن أى خطأ محتمل فيها. ونشر فى هذا الموضوع 20 مقالا بينها مقال كتبه شيلدون جلاشو الفائز بجائزة نوبل.


وأوضح كونتالدى ،من جانبه، أن الباحثين فى العملية أوبرا لم يراعوا فى حساباتهم الاختلافات الطفيفة بين قوة الجاذبية فى جنيف وهو المكان الذى أطلقت منه جسيمات النيوترينو وبين قوتها فى المكان الذى وصلت اليه فى جران ساسو فى إيطاليا

حيث تفاوتت سرعة بندول الساعة هنا وهناك حسب نظرية النسبية العامة التى تحقق من صحتها الباحثون من قبل مرارا وتكرارا.ولكن بعض الباحثين يرون أن تأثير الجاذبية فى التجربة /اوبرا/ كان طفيفا للغاية.

وكانت التجربة /أوبرا/ قد أظهرت أن جسيمات النيوترينو قطعت مسافة 730 كيلومترا بسرعة أكبر من سرعة الضوء بمقدار 60 نانو ثانية . والنانو ثانية تعادل جزءا على ألف مليون جزء من الثانية. وأما سرعة الضوء فى الفراغ فهى 300 ألف كيلومتر فى الثانية.

وأشار كونتالدى الى أن الباحثين لو وضعوا فى الحساب مسألة تأثير الجاذبية على الساعات وقياس الزمن فى العملية /أوبرا/ فان ذلك كان يمكن أن يؤدى الى نتيجة طبيعية وهى أن جسيمات النيوترينو الاصغر من الذرة لم تتجاوز فى انطلاقها سرعة الضوء فى الفراغ.