مفوض عام الأونروا: نعتمد على مصر من أجل رفع الحصار عن غزة

أخبار مصر


أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليبو جراندى أن الوكالة تعتمد على مصر من أجل مواصلة الضغط على إسرائيل لرفع الحصار عن قطاع غزة.

وقال فيليبو جراندى، إن زياراته لمصر تجرى بشكل دورى (مرتان سنويا) للتباحث مع المسئولين المصريين وفى الجامعة العربية باعتبار الجانبين شريكين مهمين للأونروا، حيث تعد مصر طرفا فى اللجنة الاستشارية للأونروا فضلا عما تقدمه من دعم هام للوكالة، وكذلك الجامعة العربية حيث إن القضايا المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين فى قلب اهتمامات الجامعة منذ عقود.

وأشار إلى أنه تلقى تأكيدات من جانب الأمين العام الجديد للجامعة الدكتور نبيل العربى بالاستمرار فى دعم الجامعة والدول العربية للأونروا والعمل على إيجاد تسوية فيما يتعلق بملف اللاجئين الفلسطينيين.

وأضاف، أنه أجرى خلال زيارته لمصر محادثات مع الجمعية المصرية للهلال الأحمر وأيضا مع الوكالات التابعة للأمم المتحدة العاملة فى مصر، منوها بأنه بحث أيضا علاقات الشراكة والتعاون بين الأونروا، ومصر بعد شهور من انطلاق عملية التحول السياسي التى تشهدها البلاد، حيث إن الحكومة المصرية تهتم حاليا فى المقام الأول بالقضايا الداخلية، ومع ذلك فقد بحثنا الوضع فى قطاع غزة الذى يظل له أولوية بالنسبة لمصر.

وشدد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليبو جراندى فى حديثه مع وكالة أنباء الشرق الأوسط، على أهمية المساعدات المباشرة التى تقدمها مصر للفلسطينيين فى قطاع غزة، ولا سيما من خلال الجمعية المصرية للهلال الأحمر الذى تتلقى عبره الأونروا دائما الكثير من المساعدات للفلسطينيين، وإن كان هذا الأمر يشهد العديد من الصعوبات خلال الاشهر الأخيرة، ليس فقط بسبب مرحلة التحول السياسي التى تشهدها مصر وإنما أيضا بسبب القيود التى فرضتها الحكومة المصرية على الصادرات من المواد الغذائية ومواد الإعاشة لأسباب استراتيجية، مما أثر ايضا على الصادرات من المنتجات الانسانية إلى غزة.

وأوضح أن الأونروا بحثت مع الصليب الأحمر المصرى سبل تجاوز هذه العقبات واستئناف تصدير هذه المنتجات بعد الحصول على موافقة الحكومة المصرية، معربا عن أمله أن يتم ذلك خلال الأسابيع المقبلة لتوزيع الدقيق والأرز وغيرهما من المنتجات الغذائية المصرية، وهذا الامر هام جدا لتجاوز مشكلة توزيع المنتجات الغذائية فى غزة.

واوضح فيليبو جراندى أن تصدير هذه المنتجات الغذائية المصرية لا يمر عبر معبر رفح المخصص للأفراد والأدوية، وإنما يتعين أن تصل المنتجات الغذائية من مصر إلى إسرائيل ثم إلى قطاع غزة، وبالتالى يتعين النظر فى إمكانية إيصال المنتجات الغذائية أيضا عبر رفح وذلك يتطلب الحصول على تصريح من السلطات الاسرائيلية التى تتحمل مسئولية هذا الامر.

وفيما يتعلق بالصعوبات المالية التى تواجهها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ، قال فيليبو جراندى : إن مصر تقوم بدور مهم لدى الجهات المانحة العربية من أجل حشد المساعدات للأونروا، ولكن لا تزال الوكالة تعانى من مشكلات فى التمويل، حيث تعانى حاليا الميزانية الاعتيادية للأونرا المخصصة للتعليم والصحة ومساعدة الفقراء والبرامج الاساسية، من عجز يصل إلى 40 مليون دولار قبل شهرين من نهاية العام الحالى.

وأضاف، أنه أجرى اتصالات مع العديد من العواصم ولا سيما العربية للمساعدة فى تسوية العجز فى موازنة الأونروا، ولا يزال ينتظر الردود، موضحا أنه طلب من مصر والجامعة العربية الاستمرار فى مساعدة الاونروا لدى الدول الصديقة.

وقال المسئول الدولى: الأونروا تنفذ برنامج لإعادة الإعمار فى قطاع غزة، ووضعه المالى سليم حيث يصل اجمالى تكلفته إلى 150 مليون دولار، تلقينا منها حتى الآن نسبة 30% وهذا أمر جيد. الجانب الأكبر من الأموال التى تلقيناها جاء من المانحين العرب وخاصة السعودية وبنك التنمية الاسلامى والإمارات والكويت.

ولفت إلى أن الأونروا تعانى أكثر فيما يتعلق بالميزانية الإنسانية وليس الميزانية الاعتيادية، حيث تدعم الميزانية الانسانية الأنشطة الملحمة من توزيع الاغذية فى غزة وبرنامج إيجاد فرص عمل عاجلة وإعطاء إموال لتوفير فرص عمل لمدد تتراوح ما بين 3 و 6 أشهر، ولكن البرنامج الإنسانى يمر بأزمة ربما نتيجة أن آثار الاجتياح الاسرائيلي لغزة قد مضى عليها نحو 3 أعوام ولم يعد هناك اهتمام إعلامى بها مما انعكس على تراجع التمويل.

وقال جراندى إنه على الرغم من التحسن الذى طرأ، فإن سكان غزة لا يزالون يعيشون فى أوضاع صعبة للغاية ويتعين مساعدتهم.

وأكد موقف الأونروا الثابت من أن المستوطنات الإسرائيلية غير مشروعة فى نظر القانون الدولى ولا يتعين أن تتواصل، لأن هذا الأمر غير مقبول ومحل إدانة، فالصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يقتصر فقط على الجانب السياسي، ولكن كل منزل تبنيه إسرائيل فى الضفة أو القدس الشرقية يقلص من اراضى الفلسطينيين ويمثل مزيد من العوائق أمام تنقلاتهم .. وهو الامر الذى له أثر سلبي على السكان الفلسطينيين.

وحول صفقة تبادل الجندى الاسرائيلي جلعاد شاليط مقابل أسرى فلسطينيين بوساطة مصرية، أعرب فيليبو جراندى عن أمله أن تسهم هذه العملية فى تحقيق التقارب بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني وأن تكون عاملًا للتشجيع على المضى قدمًا على طريق السلام.