"بوتشيني في دمشق" غناء أوبرالي لسوريين وإيطاليين في "الأوبرا السورية"


بوتشيني في دمشق عنوان لحفل كبير أقيم الأربعاء في دار الأوبرا السورية بمشاركة موسيقيين ومغني أوبرا سوريين وإيطاليين.. مختارات من أعمال أوبرالية للموسيقار الإيطالي شملت أعماله العباءة و توراندوت و أوبرا البوهيمية و أوبرا السيدة فراشة و أوبرا توسكا .

وإذا كانت عبارة بوتشيني في دمشق توحي بعلاقة خاصة للموسيقي الإيطالي العالمي بدمشق، فإن المايسترو ناهل الحلبي، الذي قاد الحفل، قال لوكالة فرانس برس ان جاكومو بوتشيني واحد من المبدعين الذين يحبهم الجمهور السوري والعربي لأنهم نقلوا الواقعية إلى الموسيقى. ولكن بوتشيني في النهاية مؤلف عالمي نتحدث عنه كما نتحدث عن جبران وسواه من مبدعي العالم .

ولفت الحلبي إلى أن العنوان هو عزف على نول +المايسترو يعود إلى لبيت+ الذي وضعته مدينته لوكا . وشرح حكاية هذه المدينة قائلا أهل المدينة، مدينة بوتشيني، يلومون أنفسهم إذ لم يعترفوا حق الاعتراف بهذا الموسيقي العظيم. فأعادوا ترميم منزله ومكان ولادته والأماكن التي درس فيها، من أجل تكريم ولو متأخر للمايسترو بوتشيني .

لكن، لا شك أن هناك أسباب تجعل الموسيقار العالمي محبوبا وأكثر حظوة في الشرق. ومن بينها أنه شاعر العواطف الحارة كما جرى وصفه دائما وموسيقي العاطفة الذي كان مولعا بالشرق، كما يظهر في عمليه الكبيرين السيدة فراشة التي تدور أحداثها في اليابان و توراندوت المقتبسة من واحدة من حكايات ألف ليلة وليلة وتحكي عن الصين.

ولعل هذه المميزات هي ما جعله الأكثر شيوعا بين الموسيقيين الكبار بحسب نقاد الموسيقى، كما جعل موسيقاه الأقرب إلى عامة الجمهور. وفي الوقت نفسه يصعب أن يجد المرء أحد مواطني بوتشيني لم يحفظ حفنة من ألحانه.

وبحسب دليل عروض الأوبرا السورية فإن من حسن حظ السوريين أنهم استمعوا وشاهدوا العمل الأوبرالي توراندوت حين قدمتها فرقة صينية العام الفائت. إلى ذلك، لطالما استمع السوريون إلى أعمال بوتشيني في غير مناسبة، من أبرزها العمل الكوميدي +جاني سكيكي+ الذي أنتج لدار الأوبرا السورية .

في الحفل الدمشقي غنت لبانة قنطار (سوبرانو) وفابيو أندريوتي (تينور) وستيفانو ميو (باريتون) وسيلفانا فرولي (سوبرانو). واللافت أن الأغاني قدمت مع قدر من التمثيل خصوصا بحضور ثنائيات. ويبدو أن ذلك جاء نتيجة لورشة عمل للغناء الأوبرالي أنهته سيلفانا فرولي مع المغنين السوريين.

ويمكن القول إن سيلفانا كانت نجمة الحفل الدمشقي بحق، وقد سلبت ألباب الحضور بأداء شفاف وغناء مؤثر. وهي أدت أغنيات من قبيل نعم، يلقبونني ميمي من أوبرا البوهيمية ، و سنرى بيوم جميل من أوبرا السيدة فراشة و أي عينين تقارنان بعينيك؟ من أوبرا توسكا بالاشتراك مع فابيو أندريوتي، كما غنت عشائي المسكين انقطع من الأوبرا نفسها مع ستيفانو ميو.

أما ناسون دارما الأغنية الأشهر من أعمال بوتشيني والتي كادت تتحول إلى لحن شعبي واسع الانتشار خصوصا بعدما أداها بافاروتي في إحدى افتتاحيات كأس العالم لكرة القدم، فقد غناها هنا باقتدار فابيو أندريوتي.