حسن كامل يوسف : اللحمة هى الحل

ركن القراء



تشهد مصر خلال الأيام الحالية مرحلة الدعاية الانتخابية لانتخابات البرلمان القادم في نوفمبر الجاري ، ومن الملاحظ أن الدعاية الانتخابية الحالية تختلف كثيراً عن الدعاية الانتخابية في الانتخابات المنصرمة إذ ركزت الأحزاب السياسية المصرية على كسب أصوات الفقراء من الشعب المصري كما تركزت دعاية المرشحين في الأحياء الشعبية ، وأكثر ما يميزها في رأى هو التحرك بأشكال مختلفة وليس تعليق لافتات فحسب .

منذ بدأ فتح باب الدعاية الانتخابية في 2 نوفمبر الجاري فقد راودتني فكرة التجول في مناطق مختلفة من القاهرة لمشاهدة أشكال الدعاية سواء من لافتات أو تحركات أو غيرها من الأشكال الدعائية ، ولقد تركزت اهتماماتي داخل المناطق الشعبية والفقيرة والتي تعانى من الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار ، وقد لاحظنا استخدام المرافق والمساجد واستغلالها في الدعاية الانتخابية ، كذلك ظاهرة تمزيق لافتات المرشحين من الفلول والخطابات المحرضة والرافضة للأخر .

حقيقة لا أخفيكم القول فقد انتابني شعور بالخوف مما قد لاحظت في الأيام القليلة المنصرمة ، ارجو ان تكون ملاحظتي غير صحيحة ، فقد لاحظت أن المنافسة على أصوات الفقراء تنحصر في حزبي الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين وحزب النور السلفي ، حيث أنهم قد استغلوا قدوم عيد الأضحى في فترة الدعاية الانتخابية وقاموا باستغلال المساجد للترويج للحزب الخاص لكلا منهما ، وهو أمر مرفوض بالمرة ، كما قاموا بتوزيع اللحوم على الفقراء بشكل كبير في هذه المناطق ، وقد قاموا بعمل منافذ بيع منتشرة في جميع الأنحاء لبيع السلع الغذائية بسعر مخفض ، ومما لا شك فيه وكلنا يعرف أن الفئة الفقيرة نسبتها عالية داخل مصر مما يعد مؤشرا على نتيجة الانتخابات .

من ناحية أخرى فقد قامت الأحزاب الليبرالية واليسارية بالدعاية الانتخابية عن طريق برامجهم الانتخابية والتي احتوت على وعود بتطهير البلاد من الفساد والفاسدين وتحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على البطالة وهو أمر يصلح أن تخاطب به الفئة المثقفة والواعية وهى فئة اقل بكثير من الفئة الفقيرة التي تشكل تقريبا نصف سكان مصر والتي تقوم باستهدافها الأحزاب الإسلامية.

كما تقوم بعض ائتلافات الثورة بتوعية المواطنين بالنظام الانتخابي عن طريق الانترنت ومواقعه الاجتماعية مثل الفيسبوك وتويتر .

وهناك نموذج دعائي غريب ظهر في السويس بترشح احد شهداء الثورة ، حيث قام احد المرشحين بتعليق لافتة مكتوب عليها من شهداء الثورة

ومن هنا ومن استعراضنا لطريقة الأحزاب الإسلامية في الدعاية الانتخابية مقارنة بما تقوم به الأحزاب الليبرالية واليسارية يتضح لكم ما يجول بخاطري من تخوف إذ أن ذلك سوف يؤدى إلى انقسامات في المجتمع المصري ، وينذر بان هذا الشتاء سوف يكون حامى الوطيس بين الفئتين.

وأخيرا فان من يتحرك كثيرا سوف يكسب كثيرا في الانتخابات المقبلة ، حيث ان المواطن المصري قد مل الوعود والشعارات فى الانتخابات المنصرمة ، وان ازدياد اقبال المواطنين على الادلاء باصواتهم حتما سوف يقلل من مخاوفى .