وفاء إسماعيل تكتب : انزل يادكتور جنزورى من برج العسكر ..

ركن القراء



يتزايد عدد المعتصمين أمام مقر مجلس الوزراء معلنين رفضهم تولى الدكتور كمال الجنزورى منصب رئيس الوزراء ، رفض المعتصمين للجنزورى مبرر خاصة ان الرجل تاريخه يشهد له انه كان جزء لايتجزأ من منظومة مبارك الفاسدة ( رغم اعتراف البعض ان الجنزورى لم يتهم بتهم فساد لا فى عهد مبارك ولا خارجه ) ، ولكن المصريين واضح انهم فقدوا الثقة بكل من ينتمى لمنظومة مبارك من قريب أو بعيد ..وانا أؤيدهم وألتمس لهم العذر ..فما رآه المصريون فى عهد مبارك ورجاله من ظلم وعدوان وشراسة لم يراه أى شعب من شعوب العالم .

نحن اليوم أمام مشكلة قد تؤدى الى مصادمات بين المعتصمين وبين العسكر خاصة إذا لجأ العسكر الى فض الاعتصام بالقوة كما حدث فى ميدان التحرير وشارع محمد محمود ، وحينها ستنفجر الأوضاع مرة آخرى وربما تكون المرة الأخيرة التى ستقلب فيها الطاولة على الجميع ( حكومة – مجلس عسكرى ) لو فكرت الداخلية فى استخدام القوة لفض الإعتصام مهما كانت مبرراتها من ان الاعتصام يعطل قيام المجلس بدوره ، فالجنزورى لم يتم اختياره من قبل المصريين ولا حتى تم استشارة هذا الشعب فيمن سيتولى منصب رئاسة الحكومة التى ستدير البلاد فى الفترة المقبلة ، وامر اخر هو ان المجلس العسكرى بإختياره الجنزورى وإصراره على الإعتماد على رجال مبارك دليل قاطع على تحدى المجلس لمطالب الثوار.

الجنزورى ربما يدفع ثمن تعنت المجلس وتجبره فى فرض رأيه ، لو أتبع خطى المجلس فى حل المشكلات ، وثورة 19 نوفمبر التى انفجرت فى ميدان التحرير خير دليل ، فلو كان المجلس العسكرى اوحكومة عصام شرف تملك ذرة من العقل او ذرة من النوايا الحسنة تجاه المعتصمين فى ميدان التحرير( معظمهم كانوامن المصابين فى يناير وأهالى الضحايا والشهداء ) لكان الامر تم حله ببساطة بنزول وزير الصحة أو حتى عصام شرف بنفسه الى ميدان التحرير والاستماع الى مطالب المعتصمين والاستجابة لها على الفور وهذا أقل ما يقدم الى هؤلاء ، ولكن الغباء السياسى والتعنت والغرور دفع بأهله الى استخدام القوة والاسلوب الوحشى الذى أدى الى مزيد من الضحايا ومزيد من الشهداء وفقدت حكومة شرف ثقة الشعب المصرى ، وفقد المجلس العسكرى مصداقيته و شرعية وجوده فى السلطة مهما أقسم البعض على تلك الشرعية ، فميدان التحرير يوم 25 نوفمبر اطاح بتلك الشرعية ودماء الشهداء مازالت معلقة فى رقاب المجلس ووزير داخليته

فهل سنرى نفس الأسلوب الغبى فى علاج مشكلة المعتصمين أمام مجلس الوزراء ؟ أم سنرى طريقة مختلفة فى التعامل مع مشاكلنا ؟ وهل سيستطيع الجنزورى فتح قنوات حوار بينه وبين المعتصمين أم سيترك الأمر برمته للداخلية تفض الاعتصام بطريقتها السادية لتفتح له الطريق أمام أبواب مجلس الوزراء فوق مزيد من الجثث التى ستشعل فتيل الثورة من جديد ؟

الجنزورى أمام أمتحان صعب نتائجه ربما تكشف لنا عن معدنه ، وعما اذا كان سيستمر فى ادارة البلاد أم سيزول قبل ان يجلس على مكتبه !! وزواله معناه ان الوضع سينفجر حتما فى وجه الكل .

نحن بالطبع لا نتمنى إنفجار الوضع على الأقل فى الفترة الحالية .. ولا نتمنى إلا الخير لمصر ..لذلك أتوجه بكلامى الى الدكتور كمال الجنزورى وأتمنى ان يصله وألخص رسالتى له فى التالى :

أولا / إنزل يا دكتور كمال من برج العسكر ..انزل الى هؤلاء المعتصمون وحاورهم وناقشهم واعطهم الثقة والامان بداية فى شخصك ثم فى برنامجك وخططك التى بها ستديرالبلاد وتنقذ بها مصر من أزماتها ، إنزل من برج العسكر الذى باعد المسافة بينه وبين شعب مقهور ومظلوم كان يأمل من بنى جلدته ان يشعروا به وبألآمه واذا بهم يتجاهلون هذا الشعب ويضربون بآماله وأحلامه عرض الحائط ، بينما يبذلون كل الجهد فى الطبطبة والعناية والرعاية لمخلوع خلعه شعبه ، شعب رفعهم فوق الأعناق وإذا بهم يدقون عنقه و يفقأون عينه وبسممون أنفاسه بغازاتهم السامة .

إنزل من برج العسكر الذى رفعهم درجات باعدت بينهم وبين الناس فتحولوا الى مارد قاتل لايرى ولا يشعر بمن تدوسه أقدامه ، أنزل من هذا البرج اللعين قبل ان تتحول الى نسخة من هذا المارد ، فأمامك فرصة تاريخية ليشهد لك الجميع بأنك بالفعل قادر على إنقاذ مصر والمصريين .

ثانيا / ضع فى إعتبارك ان هؤلاء المعتصمون ( قل عددهم أو زاد ) فهم شريحة عريضة من أبناء هذا الوطن لديها الإستعداد للتضحية بالغالى والنفيس من أجل التغيير للأفضل وتطهير البلاد من الفساد ، وإصرارهم وتحديهم لأوامر وطغيان العسكر لهو شرف لكل مصرى ، ومن واجبك قبل إصدار أى قرار وقبل الجلوس على كرسيك ان تستمع لهم ولمطالبهم التى حتما ستكون لصالح مصر وأهلها فهم لن يطلبوا شيئا لأنفسهم ، جميع مطالبهم للصالح العام ، فإن طلبوا تطهير الداخلية من العناصر الفاسدة ..فهو لمصر وشعبها ..وان طالبوك بمحاكمة القتلة .. فهو لمصر وشعبها .. وان طالبوك برعاية المصابين واسر الشهداء فهى نقطة سيسجلها لك التاريخ ، وان طالبوك بوضع حد أقصى للأجور فهو هدف من اهم أهداف الثورة لتحقيق العدالة الاجتماعية واذابة الفوارق بين الطبقات ؟.. فماهو الضرر من الاستماع الى تلك المطالب ؟ ألسنا أصحاب ثورة ويحق لنا ان نرسم خطوط مستقبلنا القادم ؟ أم ان الثورة يصنعها الفقراء ليجنى ثمارها العسكر ؟