بوتين وحزبه يتلقيان ضربة قوية في الانتخابات الروسية

عربي ودولي


موسكو (رويترز) - وجه الناخبون الروس ضربة قوية للحزب الحاكم بزعامة رئيس الوزراء فلاديمير بوتين يوم الاحد من خلال تقليص اغلبيته في البرلمان في انتخابات اظهرت تزايد الاستياء من هيمنته على البلاد في الوقت الذي يستعد فيه لاستعادة منصب الرئيس .

واظهرت نتائج لم تكتمل مواجهة حزب روسيا المتحدة بزعامة بوتين صعوبة حتى في الفوز بخمسين في المئة من الاصوات مقابل اكثر من 64 في المئة قبل اربع سنوات. وقالت احزاب المعارضة انه حتى هذه النتيجة ضخمها التلاعب .

وعلى الرغم من انه مازال من المرجح فوز بوتين في انتخابات الرئاسة التي تجري في مارس اذار فان نتيجة الانتخابات التي جرت يوم الاحد قد تقوض سلطة الرجل الذي حكم البلاد لمدة 12 عاما تقريبا بمزيج من السياسات الامنية المتشددة والفطنة السياسية وحب الظهور ولكنه واجه صيحات استهجان بعد مباراة في الجودو في الشهر الماضي .

وحصل حزب روسيا المتحدة على 49.94 في المئة من الاصوات بعد فرز الاصوات في 70 في المئة من مراكز الاقتراع لانتخابات مجلس الدوما او المجلس الادنى للبرلمان.

وقال فلاديمير ريجكوف وهو زعيم معارض ليبرالي منع من ترشيح نفسه ان هذه الانتخابات غير مسبوقة لانها اجريت على خلفية انهيار في الثقة في بوتين و(الرئيس ديمتري) ميدفيديف والحزب الحاكم.

اعتقد ان انتخابات مارس (الرئاسية)ستتحول الى ازمة سياسية اكبر واحباط وخيبة امل مع مزيد من البذاءة والاستياء وحتى تصويت احتجاجي اكبر.

وترك بوتين بصمة في استعادة النظام في بلد عاني من عشر سنوات من الفوضى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. وتحرك بوتين بسرعة لسحق تمرد انفصالي في منطقة الشيشان المسلمة الجنوبية واسترد سيطرة الكرملين على مناطق كانت صعبة المراس واشرف على انتعاش اقتصادي.

واحتفظ بوتين بصورة الرجل الصارم بالقيام بأعمال جريئة مثل ركوب فرس وهو عاري الصدر وتعقب نمور وقيادة طائرة مقاتلة . ولكن الشعب سئم من هذا السلوك الغريب وتراجعت شعبيته رغم انها مازالت مرتفعة.

ويشير ناخبون كثيرون ملوا من الفساد المستشري الى حزب روسيا المتحدة بوصفه حزب المحتالين واللصوص ويشعرون باستياء من الهوة الكبيرة بين الاغنياء والفقراء. ويخشى البعض من ان احتمال ان تكون عودة بوتين الى الرئاسة بداية ركود اقتصادي وسياسي.

وتولى ميدفيديف الرئاسة في 2008 بعد اضطرار بوتين للابتعاد بعد ان قضى فترتين متعاقبتين وهو اقصى ما يسمح به الدستور.

وظهر بوتين وميدفيديف لفترة وجيزة في اجتماع عقد في المقر الرئيسي لحزب روسيا المتحدة.

وقال ميدفيديف ان حزب روسيا المتحدة مستعد لتكوين تحالفات بشأن قضايا معينة لضمان الحصول على تأييد لاجازة القوانين. وكان حزب روسيا المتحدة يسيطر من قبل على اغلبية الثلثين مما يسمح له بتغيير الدستور دون دعم من المعارضة.

وقال بوتين (59 عاما) ان هذه نتيجة مثلى تعكس الوضع الحقيقي في البلاد.

بناء على هذه النتيجة نستطيع ضمان النمو المستقر لبلدنا.

ولكن لا يوجد ما يشجع بشكل يذكر بالنسبة لرجل هيمن على الحياة السياسية في روسيا منذ ان اصبح قائما بأعمال الرئيس عندما استقال بوريس يلتسين في نهاية 1999 وانتخب رئيسا للبلاد بعد ذلك بأشهر.

وربما يكون طريق عودته الى الرئاسة اكثر تعقيدا قليلا الان مع تزايد العلامات على ان الناخبين يشعرون بانهم تعرضوا للخداع بسبب قراره بتبادل المناصب مع ميدفيديف العام المقبل ويشعرون بقلق من احتمال بقاء رجل واحد على قمة السلطة لاكثر من عشر سنوات اخرى.

وقال المحلل السياسي اندريه بيونتكوفسكي انها بداية النهاية.

انها (النتيجة) تظهر فقد الحزب وزعماء البلاد مكانتهم.

واظهرت النتائج الجزئية الى انه بعد مرور 20 عاما على انهيار الاتحاد السوفيتي كان الشيوعيون هم المستفيدون الرئيسيون مع زيادة اصواتهم الى المثلين تقريبا الى نحو 20 في المئة .

وقال برلماني شيوعي روسيا لديها واقع سياسي جديد حتى اذا اعادوا كتابة كل شيء.

وادلى ناخبون كثيرون بأصواتهم لصالح الحزب الشيوعي احتجاجا على حزب روسيا المتحدة اكثر من تأييدهم للمثل الشيوعية لان بعض الروس يعتبرون هذا الحزب قوة المعارضة الوحيدة الموثوق بها.