ترحيب بريطاني بكاميرون بعد رفضه معاهدة اوروبية لحل ازمة اليورو

الاقتصاد


استقبل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استقبال الابطال من جانب نواب حزبه غير انه واجه السبت اسئلة تتعلق برفضه معاهدة جديدة للاتحاد الاوروبي تهدف لحل الازمة التي تجتازها بلدان منطقة اليورو.

واجرى كاميرون مأدبة عشاء حضرها عدد من النواب المحافظين مساء الجمعة في منزله الريفي بعد عودته من قمة في بروكسل اتخذ فيها خطوة تاريخية بإجهاضه للمعاهدة، حسبما صرح مكتب رئاسة الوزراء لفرانس برس.

وجاء رفض كاميرون للمعاهدة المخطط لها ليفشل المسعى الذي مثلته للتعامل مع ازمة بلدان اليورو، غير ان بقية بلدان الاتحاد الاوروبي الستة والعشرين تبدو مصرة على الانضمام الى معاهدة مالية جديدة اقترحتها فرنسا والمانيا للتعامل مع الازمة، ما يترك بريطانيا خارج اللعبة.

ورفض وزير المالية البريطاني جورج اوزبورن ما قيل من ان بريطانيا ستفقد بعد استخدام كاميرون للفيتو نفوذها داخل الاتحاد الاوروبي، حيث قال انه تعين على كاميرون حماية مصالح بريطانيا وخاصة صناعتها المالية.

وقال اوزبورن لراديو بي بي سي السبت لقد حمينا الخدمات المالية البريطانية وشركات التصنيع، التي تحتاج لمواصلة بيع منتجاتها في اوروبا، بمواجهة تطوير الاندماج في منطقة اليورو بما يترك تداعيات تؤثر على البلدان الاعضاء في الاتحاد الاوروبي والتي لا تنضوي ضمن منطقة اليورو .

واضاف ليس القصد من ذلك ترك حركة التعامل في سيتي اوف لندن (بؤرة التعاملات المالية البريطانية) خارج النطاق التنظيمي، بل المقصود هو الاخذ بالتنظيمات المناسبة بالنسبة لبؤرة مالية ضخمة للغاية تتجاوز بكثير اي مركز مالي في فرنسا او ألمانيا او اي بلد اخر في الاتحاد الاوروبي .

وقالت رئاسة الوزراء البريطانية ان نوابا محافظين عقدوا اجتماعا سبق التحضير له في وقت متأخر الجمعة في المقر الريفي لرئيس الوزراء غربي لندن، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وقالت التقارير الاعلامية ان نحو 30 نائبا شربوا نخب نجاح كاميرون خلال المأدبة.

ونقلت بي بي سي عن آندرو روزيندل النائب البارز المعارض للمزيد من الاندماج ضمن المؤسسات الاوروبية قوله ان مزاج الاجتماع كان ايجابيا لاقصى درجة . وكان روزيندل قد حث كاميرون في البرلمان الاسبوع الماضي على اظهار الروح البريطانية الصلبة خلال قمة بروكسل.

غير ان مايكل هيزلتاين المسؤول الحكومي السابق المحافظ، الذي كان من الشخصيات الرئيسية في ظل رئاسة وزراء مارغريت تاتشر خلال الثمانيات، حذر المتشككين ازاء اوروبا من العمل على اخراج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.

وقال انه تعين على كاميرون استخدام الفيتو بسبب الوضع السياسي في الداخل، حيث ما كان ليتمكن من تمرير اي معاهدة برلمانيا بينما مازال مطروحا ان يواجه استفتاء في بلاده حول اوروبا.

ولكن هيزلتاين اضاف قائلا لقد قال انه يريد حماية المصالح المالية البريطانية، غير انه ما من سبيل لحماية تلك المصالح بالهرولة بعيدا عن اوروبا باتجاه الجانب الاخر من الاطلسي اي التكامل اكثر مع الولايات المتحدة.

كما برزت توتر مع بعض نواب الحزب الليبرالي الديموقراطي، الشريك الاصغر في الائتلاف الحاكم مع المحافظين، حيث حذر بعض منهم من ان الفيتو البريطاني قد يؤدي الى اوروبا تسير بسرعتين تكون بريطانيا متخلفة عن الركب فيها.

واثنت الصحف المتوجسة من النهج الاوروبي على قرار كاميرون، حيث وصفت صحيفة ديلي ميل واسعة الانتشار قرار رئيس الوزراء بأنه مثل لحظة وضعت فيها بريطانيا اولا .

وتصدرت صحيفة الصن الشعبية المملوكة للملياردير روبرت موردوك صورة لكاميرون في زي وينستن تشرتشل زعيم بريطانيا إبان الحرب وعليها عنوان رئيس الوزراء الصلد يدافع عن بريطانيا! .

غير ان صحفا اخرى حذرت من ان لندن باتت الان معزولة بشكل خطر، فقد قالت صحيفة الاندبندنت في عنوانها الاتحاد الاوروبي يترك بريطانيا ، بينما قالت الغارديان الاكثر ميلا منها لليسار كاميرون يقطع الحبال عن القارب البريطاني متهما إياه بعدم التصرف لما فيه صالح الاقتصاد استرضاء منه للمعادين لاوروبا.

كما انتقدت صحيفة فاينانشال تايمز ومطبوعة الايكونوميست قرار رئيس الوزراء حيث قالتا انه قد يؤدي الى خسارة السيتي لتعاملات تجارية لصالح غرماء باليورو في فرانكفورت وباريس.

وصرح لايونيل باربر رئيس تحرير فاينانشال تايمز انه بلغه ان الليبراليين الديموقراطيين قالوا لزملائهم المحافظين في الائتلاف انه سيتعين عليهم اعادة التفاوض مع الاتحاد الاوروبي.

ونقلت بي بي سي عن باربر قوله ليس واضحا لي ان رئيس الوزراء كسب شيئا .

وتابع المشكلة الان هي اننا صرنا بمفردنا، ومن ثم اعتقد انك ستجدنا نعود مرة اخرى خلال شهرين او ثلاثة الى طاولة المفاوضات .