ايران تدعو فريقا من وكالة الطاقة الذرية لزيارتها

عربي ودولي


فيينا (رويترز) - قال مبعوث ايراني يوم الثلاثاء ان إيران دعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارتها وإجراء محادثات فيما يشير الى ان طهران ستكون مُستعدة للتعامل مع مخاوف بشأن طموحاتها النووية.

تأتي هذه اللفتة التصالحية في حين تواجه ايران تشديد العقوبات بشأن برنامجها النووي الذي تقول انه مخصص لتوليد الطاقة للاغراض السلمية لكن اعدائها يشتبهون في انه يهدف الى تطوير أسلحة نووية.

ويميل دبلوماسيون غربيون الى النظر الى هذه الدعوات على انها محاولات من جانب ايران لكسب الوقت وتخفيف الضغوط الدولية دون ان تذعن لمطالب الامم المتحدة لتقييد نشاطها النووي الذي يمكن ان يستخدم في صنع قنابل ذرية.

وقال علي اصغر سلطانية سفير ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية متحدثا لرويترز ان طهران بعثت في التاسع من ديسمبر كانون الاول خطابا الى المدير العام للوكالة يوكيا أمانو الذي اصدر الشهر الماضي تقريرا اشار الى وجود ارتباطات عسكرية لبرنامج ايران النووي.

وقال سلطانية ان الرسالة جددت دعوة ايرانية من اكتوبر تشرين الاول لفريق من مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية للسفر الى ايران بينهم كبير المفتشين هيرمان ناكيرتس.

واضاف سلطانية أجريت ايضا مناقشات مع مسؤولي الوكالة ونحن نخطط للزيارة.

وأوضح أمانو ان أي زيارة جديدة لطهران من جانب مسؤولين كبار من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب ان تتناول المخاوف المتنامية بشأن الاهداف العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الذي تقول ايران انه سلمي تماما.

وعندما سُئل ان كانت ايران ستكون مستعدة لبحث مثل هذه القضايا قال سلطانية سنبحث أي قضايا ونعمل على تبديد أي غموض وحل القضية.

وقال ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعطت ردا ايجابيا على الدعوة. ولم يصدر تعليق فوري من الوكالة.

وكان دبلوماسي غربي كبير قال في وقت سابق ان عرض ايران اجراء محادثات لم يشمل اي وعود بأن تغطي المناقشات قضايا اثيرت في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الصادر في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني الذي اشار الى ان ايران تعمل على تطوير وسائل لصنع اسلحة نووية.

وقال الدبلوماسي الايرانيون وجهوا الدعوة فيما يبدو الى مسؤولي الوكالة لكن من الواضح ان العرض مجرد جزء من جهود هواة لجذب الاهتمام. وأضاف انه لا يوجد التزام بشأن مناقشة قضايا جوهرية ... نفس الرواية القديمة

وقال دبلوماسي آخر مقره فيينا انه تجري اتصالات بين وكالة الطاقة الذرية وطهران بشأن زيارة محتملة يمكن ان تجري في اوائل العام القادم. وأضاف انه اذا تم الاتفاق فقد تكون هناك أخبار طيبة .

وانتهزت دول غربية تقرير الوكالة الشهر الماضي لتصعيد العقوبات الاقتصادية ضد الجمهورية الاسلامية.

وفي أحدث تحرك من هذا القبيل قالت وزارة الخزانة الامريكية اليوم الثلاثاء انها ستوسع العقوبات لتشمل عشر شركات شحن وشركات واجهة وفردا واحدا مقره مالطا على صلة بشركة الشحن الايرانية.

وفي روما اجتمع دبلوماسيون من مجموعة يطلق عليها مجموعة الدول المتفقة في الرأي لبحث اتخاذ مزيد من الخطوات العقابية ضد ايران وقد يبحث الاجتماع افكارا تتراوح حول حظر محتمل للنفط من جانب الاتحاد الاوروبي ضد ايران.

وفشلت زيارات سابقة قام بها مسؤولون من الوكالة الدولية في تحقيق تقدم مهم نحو حل نزاع مستمر منذ فترة طويلة بشأن البرنامج النووي الايراني الذي يحمل امكانية اثارة صراع أوسع نطاقا في الشرق الاوسط.

وحصل ناكيرتس رئيس عمليات التفتيش على الضمانات النووية بالوكالة الدولية للطاقة الذرية في انحاء العالم على تصريح نادر بدخول منشأة لتطوير اجهزة تخصيب اليورانيوم المتقدمة عندما قام بزيارة في اغسطس اب.

لكن لم يتحقق تقدم واضح بشأن الموضوع العسكري.

وكتب رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية فريدون عباسي دواني الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اكتوبر تشرين الاول يقترح ان يقوم وفد من الوكالة برئاسة ناكيرتس بزيارة أخرى لايران.

لكن رد ايران الغاضب على تقرير الوكالة ألقى بشكوك على تلك الخطط. وقال سلطانية الشهر الماضي ان كل شيء فسد بسبب وثيقة وكالة الامم المتحدة التي قدمت تفاصيل لم يسبق لها مثيل بشأن مزاعم عن جوانب عسكرية مشتبه بها.

وقال يوم الثلاثاء ان ايران تظهر حسن نية من خلال تجديد الدعوة. والهدف سيكون العمل على تبديد أي غموض بهدف حل القضايا والانتهاء من هذه العملية التي ليس لها نهاية.

وقال دبلوماسي غربي اخر في فيينا ان امانو ربما يوافق على ارسال مسؤوليه الى طهران من اجل ان يناقشوا تحديدا المخاوف العسكرية. وقال المبعوث لا اعتقد انهم يريدون اجراء محادثات بشأن المحادثات.