النيابة : مبارك أقسم على رعاية الشعب وحنث عمدا بقسمه.. وكرس جهده للتوريث بالتزوير

أخبار مصر



قال المستشار مصطفى سليمان ممثل النيابة العامة: إن المصريين هبوا جميعا منذ 25 يناير وجاد البعض منهم بنفسه وضحوا بأرواحهم الطاهرة وسلامة أبدانهم من أجل الحرية والكرامة الإنسانية والثورة على الظلم وتحقيق العدالة الاجتماعية وإصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية وبداية عهد جديد من الديمقراطية والعدالة والحرية..

أما المتهمون فيتصدرهم الرئيس السابق مبارك، والذي شاءت له الأقدار تولي حكم مصر دون سعي منه، إلا انه رفض أن يترك الحكم بإرادته نزولا على إرادة الشعب حتى انتزاع منه انتزاعا .

واسترسل قائلا في إشارة إلى مبارك : رئيس وحاكم..أقسم على رعاية الشعب ومصالحه، غير انه حنث عمدا بقسمه، وأصبح يرعى مصالح أسرته وبطانته ومن حوله، خاصة في العقد الأخير من ولايته ، حيث استن سنة سيئة لم يستنها أي من سابقيه ، وهي توريث الحكم لنجله (جمال)..

فأفسد الحياة السياسية في مصر وزور إرادة الشعب، وعصف بكل شخصية اكتسبت درجة من الشعبية وأطاح به من موقعه حتى تخلو الساحة لنجله جمال ويتحقق مشروع التوريث.. رئيس منحه الشعب ثقته لمدة 30 عاما وهي فترة تزيد على فترة حكم الرئيسين السابقين جمال عبد الناصر وأنور السادات مجتمعة..فترة استغرقت نصف عمر الشيوخ، وأغلب عمر الشباب..فترة كانت كفيلة لتحقيق النهضة المجتمعية

الشاملة لو توافرت الأمانة والتقوى وانتهجت السياسة الحكيمة.. غير أنه (مبارك) خذل الشعب وآثر في العقد الأخير من ولايته مصالحه الشخصية ومصالح أسرته على مصالح الشعب المصري .

وأضاف المستشار سليمان : رئيس رغم احساسه بالملل من المسئولية (كما كان قد صرح سابقا) وتقدمه في العمر عاند الزمن وآثر البقاء في الحكم، وانسته شهوة السلطة طلبات شعبه.. فما كان من الشعب إلا أن يطيح به .. وأضاف: كان بوسعه أن يسلم الرئاسة لمن هو أفضل منه في العطاء..

لم يأخذ العبرة من حادث المنصة واغتيال سلفه الرئيس أنور السادات، لكنه لم يستجب إلى إرادة الشعب ولم يريح الشعب من شروره وأخطائه الرهيبة.. رئيس خضع لضغوط أسرته لتوريث الحكم لنجله.. فخضع وانصاع لقرينته التي كانت تريد أن تكون أم الرئيس بعد أن كانت قرينة الرئيس.. نسى (مبارك) أن شعب مصر ليس بالعبيد وأن مصر ليست تراثا أو عقارا يورث .. وأضاف : لم يستمع (مبارك) إلى صوت الشارع أو مطالبه..

وزور إرادة الأمة في الانتخابات التشريعية لمجلس الشعب، لتتعالى صيحات الملايين، فحق عليه قول الشاعر (رزقت ملكا لم تحسن سياسته وكل من لا يسوس الملك يخلعه).. رئيس لوث نفسه وماضيه الذي كان محل فخر، وكساه بالتعالي والظلم والاستبداد، فاستحق انتهاء مشواره من قصر الرئاسة إلى قفص الاتهام، ليحق عليه قول الشاعر أيضا (إذا جلت الذنوب وهالت فمن العدل أن يهول الجزاء) ..

نظام مبارك ترهل، وكرس الدولة لتوريث البلاد بالتزوير

وقال المستشار مصطفى سليمان المحامي العام الأول لنيابة استئناف القاهرة : إن نظام مبارك كان قد ترهل، حيث كرس الدولة لتوريث البلاد عبر إحكام سيطرة الحزب الوطني على مقاعد البرلمان بالتزوير، واحتكار السلطة التشريعي سعيا لإنجاح مشروع التوريث .. احتكر السلطة التنفيذية وأبقى على الفاسدين والعديد من الوزراء والمسئولين الفاشلين على نحو أدى إلى تفشي الفساد واحتماء الفاسدين بالنظام والسلطة.. تبنى سياسات اقتصادية أدت إلى ارتفاع الأسعار، وعدم شعور المواطنين بجدوى تلك السياسات التي خدمت الأغنياء وحدهم على حساب الفقراء والطبقة المتوسطة.. فازداد الأغنياء ثراء وازداد الفقراء فقرا، واتسعت الهوة بين الطبقات.. وفي ظل هذه السياسات حدث تقهقر فاق الحدود وتراجع وتخلف تعليمي غير مسبوق وفقدان مصر لمكانتها بين الأمم ..