لماذا ذهب 10 ملايين مستخدم إلى جوجل بلس في أسبوع؟

تكنولوجى



جوجل الموقع الأكثر شعبية على كوكب الأرض يشعر بالقلق من ثاني أكثر المواقع شعبية، وهو فيس بوك بالطبع، وإلا فلم لا تتوقف جوجل عن المحاولة مرارا وتكرارا لصنع شبكة إنترنت اجتماعية تنافس فيس بوك، بدءا من Orkut مرورا بـ Jaiku وWave وBuzz، حيث كانت تجرب أحدها فلا تفلح فتخرج بالذي يليه.

والآن تخرج علينا جوجل بأحدث مشاريعها لإنشاء شبكة إنترنت اجتماعية، وهو Google+ (جوجل بلس)، وهو أحدث مشاريع (نريد أن نكون فيس بوك) من جوجل، لكن الفرق هو أن المحاولة هذه المرة تبدو جيدة، فهو ليس مثل مشروعها المرتبك ويف أو مشروعها المتحدي للخصوصية بظ ، وما فعلته جوجل أن تركت مشروعها الجديد بلس يتسرب إلى العالم مثل الفيروس، فليس بإمكانك بعد أن تذهب وتنشئ حسابا، ولكن لا بد أن تتلقى دعوة من أحد الأشخاص الذي تلقى هو دعوة بدوره.

ورغم هذا، فإن بلس سجلت حوالي 10 ملايين مشترك خلال أسبوع واحد، ومن المتوقع أن يتضاعف العدد خلال أسبوعين. لسنا نتحدث بالطبع عن 750 مليون مشترك حاليا على فيس بوك، ولكن بلس كان له وقع مؤثر بالفعل. في البداية يبدو بلس مثل نسخة مكررة بخجل من فيس بوك، فمثلا هناك مكان لنشر أشيائك (أفكارك وحالتك وأخبارك) مثل حائط فيس بوك، وهناك صفحة لا تنتهي من تحديثات أصدقائك، بالإضافة إلى زر (+1)، وهو استنساخ من زر (لايك) الشهير من فيس بوك.

ولكن يوجد شيء مميز في بلس وهي الدوائر (Circles). على جوجل بلس تحتاج لتصنيف أصدقائك داخل دوائر تحمل أسماء تصنيفات مثل (أصدقاء، معارف، أقارب)، كما يمكنك صنع دوائر تحمل أسماء التصنيفات التي تريدها (مثل زملاء عمل، ناس لا أحبهم، إلخ)، فالأمر بغاية السهولة لصنع تلك الدوائر التي قد تكون صغيرة جدا لتحمل شخصا أو اثنين أو كبيرة جدا لتحمل عائلتك أو أفراد الشركة التي تعمل بها.

بلس يظهر لك مربعات تحمل معارفك، يأتي بهم إليك من حسابك على بريد جيميل أو غيرها من حسابات بريدك الأخرى إن أردت ذلك، وكل ما عليك هو أن تشد drag المربع إلى الدائرة المطلوبة ضمن الدوائر الظاهرة أمامك دون أن تحتاج إلى موافقة مسبقة منهم، ولحسن الحظ فإن أصدقائك لن يتم إخبارهم في أي دائرة وضعتهم، ولكن بإمكانهم رفضك ومنعك من رؤية ما يشاركونه لاحقا.

من الآن فصاعدا سيكون بإمكانك تحديد أي الدوائر بإمكانها رؤية ما تنشره على بلس؛ رابط إنترنت، صورة، أو أي شيء، وكذلك يمكنك بضغطة واحدة رؤية التحديثات الخاصة بدائرة معينة، وبذلك تحل جوجل إحدى تعقيدات الخصوصية التي التصقت بفيس بوك لسنوات، والتي تسببت في المشاكل والإحراج للملايين من مستخدمي فيس بوك وبعضهم من المشاهير.

جوجل بلس لديها بعض المزايا الأخرى، فهناك خاصية Sparks، والتي تتيح لك البحث عن أي موضوع تهتم به مثل ميدان التحرير أو النادي الأهلي وتضيفه لحسابك، بحيث تعرض لك جوجل على صفحتك أخبار ومقالات وملفات فيديو وغيرها من أحدث ما يرد على الإنترنت عن الموضوع الذي اخترته دون أن تبذل أي مجهود.

أما أكثر الخواص تميزاً عن فيس بوك هي خاصية hangouts، والتي تعتبر تقنياً أداة لمؤتمرات الفيديو، بحيث تسمح لعدد حتى 10 أشخاص بالتحدث معاً عبر الصوت والصورة في نفس اللحظة باستخدام كاميرات الويب الخاصة بهم، وهو ما يضفي مساحة أكثر اجتماعية على دردشة الفيديو بعد أن ظلت مقصورة على دردشة شخصين مثل خدمة Skype سكايب .

وبالرغم من المزايا السابقة فإن جوجل بلس لا زال في مرحلة التجريب وعدم الاستقرار، وكذلك لا تزال بعض الأسئلة المتعلقة بالخصوصية غير واضحة الإجابة، مثل ماذا لو شارك شخص من إحدى دوائري أشياء تخصني مع دوائره هو؟ وما الذي يحدث إن حذفت أشخاص من من دائرة، هل بإمكانهم رؤية ما شاركته معهم في الماضي؟ وغيرها من الأسئلة.

كذلك لا يوجد بعد رابط مع الشبكات الاجتماعية الأخرى فيس بوك وتويتر، لا تطبيقات ولا ألعاب، والمستخدمون أقرب للمحترفين والمهتمين منهم للمستخدمين العاديين. ولكن مهلاً فإن جوجل لا تزال تطلق على بلس لقب المشروع، فهي لا تزال تضيف وتزيل وتجرب. ورغم أن فيس بوك وتويتر هما حتى الآن الثنائي المسيطر على الشبكات الإجتماعية، لكن جوجل التي تقوم بعمل رائع خارج عالم الشبكات الاجتماعية، يمكنها أن تكون اللاعب المسيطر الثالث في هذا العالم، ليكون لدينا لاعبين اثنين، زائد واحد (+1).