صلة الارحام فى رمضان ..

إسلاميات



صلة الارحام في شهر رمضان تعتبر من الضروريات التي ينبغي على المسلمين القيام بها ، تأكيداً لقول الرسول الكريم بالاستمرار في صلة الاقارب نظراً لكونها خطوة حقيقية في ازالة الخلافات وتوطيد الاواصر ودعم الاخوة بين المسلمين .

وقد شرع الاسلام الحنيف صلة الاقارب والارحام وحث عليها ورغب فيها ، وحذر من قطيعة الرحم والهجران لهم ، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في اثره فليصل رحمه .

وعن ابي هريرة - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : تعلموا من انسابكم ، ما تصلون به ارحامكم ، فان صلة الرحم محبة في الأهل ، مثراة في المال ، ونسأة في الأثر .

وعن عليّ رضي الله عنه قال : عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال من سره ان يمد في عمره ، ويوسع له في رزقه ، ويدفع عنه ميتة السوء ، فليتق الله وليصل رحمه .

فهذه الاحاديث تؤكد صلة الرحم ، وتوجب الاحيان اليهم ، والعطف عليهم ، كما تفيد ان صلة الرحم من الاعمال الجليلة ، التي يحبها الله عز وجل ، فيوسع له في رزقه ويمد له في عمره ويدفع عنه ميتة السوء ، بمعنى يميته على الايمان ويختم له بخاتمة السعادة الابدية .

جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : اي الاعمال احب الى الله ؟ قال : الايمان بالله ، قال : ثم ماذا ؟ قال : صلة الرحم ، قال : اي الاعمال ابغض الى الله ؟ قال : الاشراك بالله ثم قطيعة الرحم .

ويجدر بالانسان المسلم ان يغض الطرف عن هفوات الاخرين وان يعفو عن زلاتهم ، وفي هذا الشهر الكريم ينبغي على الانسان ان يزيد من استفغاره ، قال تعالى : ( وَاسْتَغْفًرً اللَّهَ إًنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحًيمًا (106) النساء.

وقال تعالى : (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلًمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفًرً اللَّهَ يَجًدً اللَّهَ غَفُورًا رَحًيمًا (110) النساء .


عن انس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( والذي نفسي بيده - او قال : والذي نفس محمد بيده - لو اخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والارض ، ثم استغفرتم الله عز وجل ، لغفر لكم ، والذي نفس محمد بيده ، لو لم تخطئوا لجاء الله عز وجل بقوم يخطئون ثم يستغفرون الله فيغفر لهم ) وفي صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لولا انكم تذنبون لخلق الله خلقاً يذنبون فيغفر لهم .

ففي هذه الصلات الاخوية تقرب العبد الى ربه بالاعمال الصالحة والعطف على المحتاجين ، وصلة الارحام ، وقد امتن الله على عباده المؤمنين بالجزاء الوفير فجعل الحسنة بعشر أمثالها ، أما في شهر رمضان فجعل الحسنة بسبعمائة ضعف ، والله يضاعف لمن يشاء .

وشهر رمضان هو شهر نزول القرآن من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا ، في ليلة القدر التي فضل الله العبادة فيها على عبادة ألف شهر ، وقد نزل الوحي على سيدنا محمد وهو في غار حراء في شهر رمضان ، بأول آيات القرآن وهو قوله تعالى : (اقْرَأْ بًاسْمً رَبًّكَ الَّذًي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإًنْسَانَ مًنْ عَلَقْ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذًي عَلَّمَ بًالْقَلَمً (4) عَلَّمَ الْإًنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) العلق .

اما الغاية من الصيام فهي تقوى الله تعالى ، يقول الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذًينَ آمَنُوا كُتًبَ عَلَيْكُمُ الصًّيَامُ كَمَا كُتًبَ عَلَى الَّذًينَ مًنْ قَبْلًكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) سورة البقرة .

وتقوى الله هي الخوف والخشية منه سبحانه ، متى خاف الانسان من الله وخشيه فانه يقبل على طاعته ، ويتجنب معصيته ، ويفعل كل ما يستطيع من الصالحات والخيرات له وللمؤمنين ، فالتقوى اذن مجمع الفضائل وروح الايمان .

ومن آداب الصيام : الاكثار من ذكر الله تعالى ، وتلاوة القرآن الكريم ، وقيام لياليه بصلاة التراويح ، وعدم الفحش في القول ، والبعد عن الغيبة والنميمة والكذب والغش . يقول عليه الصلاة والسلام : رب صائم ليس له من صيامه الا الجوع والعطش .