شهر رمضان فى أفريقيا .. عادات وتقاليد ومذاق مختلف

إسلاميات



شهر رمضان فى أفريقيا .. عادات وتقاليد ومذاق مختلف

يواصل المسلمون فى شتى أنحاء العالم الاحتفال بشهر رمضان المبارك الذى له مذاق خاص لدى الشعوب الأفريقية المسلمة التى لها طقوس وتقاليد وعادات تميزها عن باقى شعوب العالم بالرغم من المشاكل والنزاعات التى تعانى منها هذه الشعوب.

وبالإضافة إلى الفوائد الروحانية والمادية لشهر رمضان المبارك بالنسبة لجميع المسلمين فإن له أيضا قيمته الخاصة فى حياة الأفارقة اليومية ..

جزر القمر

فى جزر القمر يستعد المسلمون لاستقبال شهر رمضان بدءا من شهر شعبان حيث يعدون المساجد فيشعلون مصابيحها ويعمرونها بالصلاة وقراءة القرآن الكريم خلال الشهر المبارك فتكثر حلقات الذكر وتلاوة القرآن الكريم كما تكثرالصدقات وأعمال الخير .. ومنذ الليلة الأولى من الشهر الكريم يخرج السكان حاملين المشاعل ويتجهون بها إلى السواحل ويضربون بالطبول إعلانا بقدوم رمضان وذلك حتى السحور.

وطوال أيام الشهر الكريم يتحول شعب جزر القمر إلى أسرة واحدة يجمعها نداء الآذان بالصلاة وخاصة مع آذان المغرب حيث يخرج أبناء الجزر من كل مكان متجهين إلى المساجد لأداء الصلاة ليبدأوا بعدها تناول الإفطار الذى يتكون عادة من وجبة خفيفة تختلف من منطقة إلى آخرى وتبقى وجبة الثريد من أهم الأطعمة الرئيسية على مائدة الإفطار ومائدة السحور بالإضافة إلى اللحوم والفواكه والحمضيات.

أما المشروبات فتشمل بصفة أساسية الأناناس وبعض الفواكه الأخرى .. وبالنسبة لوجبة السحور فيتناولون فيها الأرز مع اللبن والخضروات بالإضافة إلى أقداح الشاى الذى يحرصون على شربه فى وجبة السحور.

وبعد تناول وجبة الإفطار يستعدون للذهاب لأداء صلاة العشاء والتراويح وعقب الصلاة يجتمع أبناء القرية أو الحى شبابا وشيوخا فى حلقات يستمعون فيها إلى بعض الدروس والمحاضرات الدينية والتى عادة ما تدور حول فضائل الشهر الكريم وآداب الصوم .. بالإضافة إلى محاضرات دينية تقام يوميا بعد صلاة العصر طوال الشهر الكريم.

جنوب افريقيا

أما رمضان فى جنوب أفريقيا التى تتميز بالاختلاف العرقى الكبير من هنود وماليزيين وأندونيسيين وأفارقة تتنوع مظاهر الاحتفال بهذا الشهر المبارك من حيث تباين الأطعمة حيث يكثر الهنود المسلمون من استعمال التوابل الحارة فى إعداد الوجبات والمشروبات الهندية مثل الجانجوى والحريرة كنوع من العودة للجذور والحنين إلى الماضى.

نيجيريا

ويحتفل مسلمو نيجيريا الذين يشكلون أكثر من 80 \% من السكان بتجديد كل شىء فى المنازل وتقام الحفلات الجماعية لدى القبائل الكبرى مثل الجوريا و الأمالا و الأيباما الذين يتبعون المذهب المالكى .. ولا يمتهن شخصية المسحراتى المتميزة فردا واحدا وإنما تتولى مجموعة تسمى فرق الإيقاظ بإيقاظ الناس لتناول وجبة السحور التى تسمى التو وهى عبارة عن صلصة الأرز والخضار والعصيدة ثم اللبن والشاى.

النيجر

وفى دولة مثل النيجر (98\% من سكانها مسلمون) يتميز شهر رمضان بتلاوة القرآن فى المساجد بعد صلاة التراويح بالإضافة إلى الاستماع إلى التفسير والوعظ . وتتم صلاة التراويح فى كل قرية صغيرة أو كبيرة وبعد ذلك يواصلون تلاوة القرآن والصلاة فى البيوت إلى وقت السحور.

ومن العادات التى تميز شهر رمضان فى النيجر إيقاظ الصائمين بالقرع على الطبول قبل وقت السحور والتى يقوم بها المسحراتى الذى يطلق عليه فى النيجر (ميتاداموتانيه) . وبعد الإمساك تقل حركات الناس لتتواصل فى البيوت حيث يستمعون إلى الوعظ من الإذاعات المحلية المختلفة.

أما قبل موعد الإفطار يتم توزيع الطعام فى المساجد حيث يتم تمويل هذه الأطعمة من قبل بعض أثرياء القرية أو التجار.

وبالنسبة لليلة العيد تتميز باستعدادات صلاة العيد حيث يلبس الناس ملابس تقليدية فاخرة وخاصة عند الأطفال الذين يتزينون بأحسن ملابسهم ، ثم بعد الصلاة يزورون الأهالى والأقارب ويأتى لهم هدية المال تسمى بركا دا سالا أى هدية العيد . ومن خصائص العيد أيضا أن الأمهات تطبخن فى ليلة العيد لتكريم المهنئين بالعيد وضيافة الزوار من الأهالى ، وتتبادل الأسر توزيع الأطعمة بين الأهالى والجوار للاحتفال بيوم العيد.