بعد أعمال العنف..إعلان حظر التجول فى مدينتين تونسيتين

عربي ودولي



أعلنت السلطات التونسية أمس الجمعة حظر التجول في مدينة سبيطلة بمحافظة القصرين (وسط غرب) ومدينة دوز في محافظة قبلي (جنوب)، وذلك بعد أعمال عنف شهدتها المدينتان مساء الخميس وصباح الجمعة، وأسفرت عن قتلى وعشرات الجرحى.

وقالت وزارة الداخلية التونسية في بيان صحفى إن الحظر يستمر في المدينتين المذكورتين من الساعة السابعة مساء إلى الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم وزارة الداخلية محمد هشام المؤدب قوله إن شبانا أغلقوا مساء الخميس إحدى الطرق في مدينة سبيطلة وارتكبوا أعمال سلب، فعمدت القوى الأمنية إلى التدخل، ورشقها الشبان بالحجارة، كما أطلق الجيش أعيرة نارية للتحذير.

وقال المؤدب نقلا عن أسرة الفتاة سوسن السويدي -17 عاما- التي قتلت في هذه الأحداث إنها أصيبت بالرصاص في رأسها، وأضاف أن الأسرة ترفض نقل ابنتها إلى المستشفى لتحديد الأسباب الفعلية لوفاتها، وبعد وفاة الفتاة، أحرق بعض السكان مركزا للشرطة وثلاث حافلات ومحطة للسكك الحديدية، وأوضح المتحدث نفسه أنهم خربوا كذلك قسم الطوارئ في مستشفى سبيطلة المحلي.

وردت وزارة الدفاع التونسية بإن مجموعة من المعتدين تضم ألف شخص رشقوا دورية مشتركة من الشرطة والجيش بالحجارة والزجاجات الحارقة، مما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بجروح بليغة ، وأن المعتدين قطعوا إحدى الطرقات بإطارات مطاطية مشتعلة، ونهبوا عابري السبيل ومحل مجوهرات ومخزن لبيع مواد البناء، أما السكان فقد قالوا إن فتاة قتلت عندما أطلق الجيش طلقات تحذيرية.

غير أن بعض سكان سبيطلة يعتقدون أن فلول نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي أطاحت به ثورة شعبية في 14 يناير الماضي تقف وراء هذه الأحداث لزعزعة الإستقرار قبيل إنتخابات المجلس التأسيسى، التي من المقرر أن تجرى نهاية الشهر المقبل.

وقال شاهد عيان إن الاشتباكات اندلعت ليلة الخميس واستمرت حتى صباح الجمعة، وإن بعض السكان أحرقوا مركزا للشرطة وحافلات ومستشفى في المدينة إحتجاجاً على مقتل الفتاة، مشيرا إلى وصول مزيد من قوات الأمن.

وقال شاهد عيان آخر قوله إن سوسن السويدي قتلت وأصيب العديد من الأشخاص، بينهم اثنان في حالة خطيرة، عندما فتح الجيش النار لفض معارك اندلعت بين أهالي المدينة، وإن الآلاف شاركوا في جنازة الطفلة، وإن من المتوقع أن تشهد المدينة مزيدا من الشغب على الرغم من التعزيزات الأمنية الكبيرة.


وفي مدينة دوز بجنوب البلاد أعلن حظر التجول أيضا بعد مواجهات عنيفة بين شبان أسفرت عن العديد من القتلى، حسب ما قالته وزارة الداخلية، التي أضافت أن قوات الجيش والشرطة تدخلت لإنهاء أعمال العنف ولكن من دون جدوى.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر من دوز قولها إن المواجهات نجمت عن أعمال عنف قبلية، وإن المتنازعين استعملوا أسلحة بيضاء وبنادق صيد وتراشقوا بالحجارة وأحرقوا ثلاثة منازل ومحطتين للوقود وقطعوا طريقا في المدينة.

ولا تزال أسباب هذه الاضطرابات التي شهدتها دوز مجهولة، علما بأنها تأتي بعد ساعات من بدء تقديم لوائح المرشحين تمهيدا لانتخابات المجلس التأسيسي التي ستجري في 23 أكتوبر.

(رويترز)