الخبراء يتوقعون تحسنًا تدريجيًا للبورصة

الاقتصاد



توقع خبراءٌ ومحللون اقتصاديون أن تشهد البورصة المصرية خلال فترة ما بعد عيد الفطر المبارك تحسنا تدريجيا على صعيد أحجام التداول وأسعار الأسهم بعد الخسائر الفادحة التى لحقت بها منذ بداية العام الجارى والتى أفقدت السوق أكثر من 130 مليار جنيه من رأسمالها.

وأوضحوا أن فترة ما بعد انتهاء عطلات عيد الفطر قد تشهد عودة للسيولة والقوى الشرائية من جديد بعد خروج جزء كبير منها خلال شهر رمضان الماضى والتى وصلت فيه أحجام التداول إلى قرب أدنى مستوياتها فى السنوات العشر الأخيرة بسبب عزوف كبار المستثمرين والمضاربين والصناديق والمؤسسات المالية عن الشراء.

ويرى معتصم الشهيدى خبير أسواق المال أن البورصة بعد رمضان تكتسب ميزات ترجح كفة زيادة نشاطها منها عودة زمن جلسة التداول إلى معدلاتها الطبيعية وهى 4 ساعات بدلا من 3 ساعات، بالإضافة إلى أن عودة شرائح عديدة من المستثمرين والمضاربين إلى السوق والذين فضلوا تقليص نشاطهم خلال شهر رمضان.

وأشار إلى أن الفترة المقبلة قد تشهد أيضا تراجعا فى الاتجاه البيعى من قبل المستثمرين الأجانب بعد التأكد من استقرار الأوضاع السياسية فى مصر ومع قرب إجراء الانتخابات البرلمانية في ظل التأكيدات من قبل المجلس العسكري بإجرائها فى موعدها.

ولفت إلى أن أهم الميزات التى قد تستفيد منها البورصة المصرية خلال الفترة المقبلة هى عدم نقل محاكمات الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه وأعوانه على الهواء مباشرة وهو ما كان يستحوذ على اهتمامات المستثمرين ويأخذهم بعيدا عن شاشات التداول مما انعكس على أداء البورصة المصرية خلال الفترة الماضية.

وأوضح معتصم الشهيدى خبير أسواق المال أن علانية المحاكمات كان تأثيرها مباشرا على البورصة المصرية، لكن فى ظل عدم نقلها على الهواء واقتصار الأمر على الأحكام النهائية فسينعكس ذلك إيجابيا على أداء البورصة خاصة فى ظل التوقعات بطول فترة المحاكمات.

من جهته رأى وائل الدالي مدير عام إحدى شركات تداول الأوراق المالية أن أداء البورصة المصرية سيتأثر أيضا باتجاهات أسواق المال العالمية خاصة الأمريكية، مشيرا إلى أن سلوك المستثمرين الأجانب بالبورصة سيتأثر بشكل كبير بما يجرى فى البورصات العالمية.

وتوقع أن تتحرك الأسهم القيادية والكبرى ومؤشرها (إيجي إكس 30) فى نطاق عرضى ضيق مع تحركات فردية لبعضها سواء صعودا أو هبوطا، بينما قد يزداد النشاط على صعيد أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة ومؤشرها (إيجي إكس 70) خاصة أسهم المضاربات محدودة السيولة نظرا لسهولة التحكم فيها لتحقيق مكاسب رأسمالية سريعة.

كما توقع استمرار التحفظ فى أداء صناديق الاستثمار والمؤسسات المالية خاصة تجاه عمليات الشراء وهو ما قد يحتاج إلى مزيد من التوضيح لموقف الصناديق والمؤسسات الرافض للشراء رغم رخص وتدنى الأسعار إلى مستويات مغرية وجاذبة للشراء.

وبدوره توقع مصطفى عمرو خبير أسواق المال أن تشهد البورصة المصرية تعاملات قوية عقب انتهاء إجازة عيد الفطر المبارك مع العودة المرتقبة للسيولة من جانب المستثمرين المحليين والعرب إلى جانب عودة مواعيد التداول إلى 4 ساعات بدلا من 3 ساعات.

ورأى أن عودة القوة الشرائية فى ظل تدنى أسعار غالبية الأسهم وتسجيلها مستويات أقل من قيمها الأسمية والعادلة سينعكس إيجابا على أداء السوق بعد إجازة العيد قد يصاحبها ظهور بعض المؤشرات المتفائلة فى الخارج تدعم من رحلة الصعود للأسواق العالمية.

وتوقع أن يكون لإجازة عيد الفطر المبارك أثر إيجابي على المتعاملين فى السوق؛ نظرا لأن الابتعاد عن التداول سوف يقلل من المخاوف ويعطى الفرصة للمتداولين لالتقاط الأنفاس ودراسة الفرص الاستثمارية بشكل جيد لا سيما أن التراجعات الحادة التى شهدتها الأسهم خلال الفترة الماضية أوجدت فرصا استثمارية مغرية.

وأشار إلى أن المستثمرين الأفراد متعطشون لتحقيق أية مكاسب تعوضهم عن خسائرهم الفادحة التى لحقت بهم منذ بداية العام؛ وهو ما قد يحفزهم على معاودة ضخ السيولة من جديد للسوق خاصة فى ظل استمرار القيم السوقية للعديد من الأسهم قابعة عند مستويات تقل كثيرا عن قيمها الإسمية والعادلة.