الجارديان : سمية الغنوشي : المعركة تبدأ الآن في ليبيا

مقالات الرأي



تقول الكاتبة سمية الغنوشي في مقالها على صفحات الغارديان البريطانية أنه بعد ستة أشهر من المقاومة المتحدية والخطب النارية والتحديات الرهيبة والوحشية الدامية، سقط القذافي أخيراعلى سيفه .

غير أن الكاتبة تستدرك قائلة لكن سقوطه، على أي حال، أبعد ما يكون نهاية القصة، وبدلا عن ذلك فإنه ينذر ببداية فصل أكثر تعقيدا من تاريخ البلاد .

وتضيف الكاتبة، وهي باحثة في معهد الدراسات الشرقية والافريقية في لندن، أنه بينما كانت الدبابات تحاصر آخر موقع للقذافي في مدينة سرت، بدأت الحرب الباردة بشأن مستقبل البلاد .

وتشرح ما ذهبت إليه بالقول لقد خرج العدو المشترك من المشهد ، في إشارة إلى القذافي.

وتضيف الكاتبة والآن بدات الخلافات الكبيرة، بين اولئك الذين جمعهم هذا الهدف، في العودة لاحتلال المسرح .

وترى الغنوشي أن الفراغ الذي خلفه رحيل القذافي قد حل مكانه معسكران مستقطبان .

وتضيف أن المعسكر الأول هو المجلس الوطني الانتقالي الليبي والثاني هم القادة السياسيون والعسكريون المحليون.

وتشير إلى أن المعسكر الأول يتشكل بوجه عام من وزراء ومسؤولين بارزين سابقين في نظام القذافي قفزوا من سفينته عندما بدات تغرق .

بينما ترى أن المعسكر الثاني لعب دورا حاسما في تحرير مختلف المدن الليبية من قوات القذافي .

وتضيف الكاتبة أنه لا توجد إشارة أكثر وضوحا على الخلاف بين الجانبين من الكلمات التي قالها مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي ووزير العدل السابق عشية سقوط طرابلس .

وتقول الكاتبة وسط مشاعر النشوة والابتهاج، ظهر عبد الجليل المتشائم ليحذر من أن هناك (أصوليين متشددين ضمن قوات الثوار) .

وتذكر الغنوشي بأن عبد الجليل هدد بالاستقالة إذا لم يسلموا اسلحتهم.

كما تشير الكاتبة إلى أن زميله (زميل عبد الجليل) عبد الرحمن شلقم، الذي لا يزال يرأس الوفد الليبي إلى الأمم المتحدة وشغل منصب وزير الخارجية خلال عهد القذافي، قد انتقد بلحاج (القائد العسكري في طرابلس) ووصفه بأنه مجرد واعظ وليس قائدا عسكريا .

وتخلص الكاتبة إلى أن هناك مصدرين للشرعية يواجهان بعضهما البعض الآن في ليبيا .

وتضيف أن الشرعية الأولى مستمدة من الصراع المسلح من جهة والثانية من شرعية الآمر الواقع لما سمته القيادة التي نصبت نفسها بالدعم الغربي .