عثمان محمود مكاوى يكتب : الإخوان و إفتعال المعارك

ركن القراء



أعتقد أن المعركة التى تدور رحاها الآن بين حزب الحرية و العدالة و اللجنة المكلفة لإدارة الانتخابات القادمة بالاضافة لباقى القوى السياسية الوطنية الأخرى هى معركة مفتعلة يديرها الإخوان بكل ذكاء و كياسة .

المعركة بكل اختصار هى بسبب تصميم حزب الحرية و العدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين على استخدام شعاره الإسلام هو الحل كشعار أساسي فى حملته الإنتخابية فى الانتخابات القادمة . بالرغم من تحذير اللجنة المكلفة بإداراة الانتخابات بأنها ستشطب أى حزب او مرشح يعتمد فى دعايته الانتخابية على شعارات دينية . يبدو الاخوان هنا شديدو الذكاء فهم يريدون إفتعال معركة حول ذلك الشعار حتى يظهروا أمام الرأى العام و البسطاء بأنهم مع الإسلام و غيرهم من القوى المتنافسة رافضة لتلك الشعارات الدينية و بذلك تثتثير العامية و تدغدغ مشاعرها حتى تصوت لصالح مرشحيها فى الانتخابات القادمة . حين اتحدث عن نفسي فأنا مسلم و أؤدى الصلاة و الصوم و أتصدق و اقرأ ما تيسر من القرآن الكريم و قراءة العديد من المؤلفات الاسلامية . و أؤمن إيمانا كاملا تاما بأن الإسلام دين و دولة و دنيا و آخرة لكنى فى نفس الوقت أقف ضد استغلال الدين و الشعارات الدينية من أجل التنافس السياسي لأن الناس حين تخير بين التصويت لصالح الشعارات الدينية او البرامج السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية ستتجه بعفويتها و بساطتها إلى التصويت لصالح الشعارات الدينية و ستقدمه على الجانب الاقتصادى و الاجتماعى العمرانى و السياسي لأن الدين منزل من عند الله فكيف يختارون غيره ؟!! و قد يستغل ذلك أناس كثيرون من اجل كسب الأصوات فقط . لذلك أنصح جميع التيارات و الأحزاب ذات المرجعية الدينية أن يقوم تنافسها على البرامج الاقتصادية و السياسية و ليس على استخدام و استغلال الدين فى المعركة الانتخابية لا أنكر أن القضاء أقر شعار الإسلام هو الحل كشعار فى السابق . لكن كما قلت و انا انسان مسلم عادى أؤكد من وجهة نظرى أنه شعار دينى و فيه استغلال للدين من أجل كسب الأصوات . ربما وجدت الجماعة أن شعبيتها قد انحسرت جزئيا فى الشارع المصرى فأرادت التعبئة لصالحها مرة أخرى خاصة أنها ستخوض انتخابات بدون وجود الحزب الوطنى و الذى كان سببا فى أن جزءا لا يستهان به من الشارع كان يصوت لمرشحيها نكاية فيه و عقابا له على فساده و استبداده . أما الآن فالجماعة و حزبها يريدان افتعال معركة قبيل الانتخابات و لن يجدا أفضل من استغلال تلك المعركة معركة الشعار لحصد أكبر نسبة من أصوات الشارع المصرى فى الانتخابات المقبلة . نعلم مدى استخدام الدين فى تمرير العديد من السياسات و القرارات التى يتخذها بعض الحكام او الفئات الاستبدادية . خير مثال على ذلك المعركة التى كانت بين الامام علىّ كرم الله و جهه و معاوية بن ابى سفيان وحين رفعوا المصاحف على أسنة الرماح مرددين ساعتها إن الحكم إلا لله فرد عيهم علىّ بمقولته التى سطرها له التاريخ كلمة حق يراد بها باطل .و كذلك استخدم ملوك و أباطرة أوروبا فى عصور الظلام حين استخدموا شعار الصليب من أجل تقديس حروبهم و احتلال بلاد العرب و بيت المقدس و نهب خيرات الشرق . كما استغلها الرئيس الراحل السادات حين جعل مبادئ الدين الإسلامى المبدأ الرئيسي من مبادئ التشريع فى مصر فى المادة الثانية من الدستور و بعدها مباشرة مرر مادة عدد فترات الرئيس و غيّرها من مدتين فقط إلى مدد أخرى و لم يحددها . كما استغلها أيضا الرئيس بوش الأب فى حربه المزعومة ضد الإرهاب حين قال أنها حرب صليبية . لذلك من هنا انصح حزب الحرية و العدالة إلى عدم افتعال المعارك الجانبية و ليقدم مصلحة الأمة على مصلحته الشخصية و لا يعمل على تفرق القوى الوطنية التى وقفت جميعها فى ميدان التحرير من أجل اسقاط النظام و القضاء على الفساد .