نادية مصطفى: أى مطرب كان يتمنى الغناء أمام مبارك



نادية مصطفي صوت مصري أصيل يحمل رقة وقوة هذا الوطن الذي يمر بأصعب فترات تاريخه المعاصر كما نراها

وكما تراها نادية مصطفي التي تقف ضد حملات التخوين والفرقة بين طوائف المصريين، كما تقف كحائط صد راق ضد الفن الهابط وحملات الإسفاف التي يقودها أنصاف المواهب التي ساهمت في إفساد الذوق العام.. وانطلاقاً من الفن لظروف المجتمع المصري وانتهاء بالظروف السياسية التي تمر بها مصر كان لنا معها هذا الحوار:

> ما الفارق بين مناخ الغناء حالياً وبداية ظهورك علي الساحة الغنائية؟

- طبعاً هناك اختلاف كبير جداً، كان هناك اكتشاف حقيقي للمواهب، كبار الملحنين كانوا يتنافسون علي اكتشاف المواهب، ظهر معي في نفس العام الفنان مدحت صالح، الإذاعة كان لها دور أكبر في رعاية المواهب، ومازالت تحاول حتي الآن، أضف إلي ذلك المناخ العام وتراجع أنصاف المواهب، وطبعاً شركات الكاسيت التي كانت تنتج الجيد في معظم أعمالها، ولا ننسي أنه عندما ظهرت كان عمالقة التلحين علي قيد الحياة، محمد عبدالوهاب وبليغ حمدي ومحمد الموجي وكمال الطويل.

> إنتاجك الغنائي حالياً يبدو قليلاً.. هل السبب يرجع للظروف التي تمر بها الساحة الغنائية؟

- بالعكس أنا دائماً في حالة نشاط قدمت منذ عام، أغنية من ألحان الموسيقار الكبير محمد سلطان وكانت بعنوان «ما تيجي نبدأ من جديد».. وانتهيت منذ أيام قليلة من تسجيل أغنية «بكره جاي» وهي دويتو مع المطرب القدير محمد الحلو، تأليف عماد حسن وألحان سامي الحفناوي، وأغنية أخري عن التهجير، تأليف عوض بدوي وألحان وليد سعد، يعني أنا لست كسولة، وفي حالة نشاط دائم لكني أبحث دائماً عن الجيد في الكلمة واللحن، وهو ما جعلني أتأني في اختياراتي حتي لا أقدم شيئاً قد أندم عليه.

> ولكن أبناء جيلك وما قبلهم اختفوا تقريباً من ساحة الغناء.. فما تفسيرك؟

- جيلي معذور في ابتعاده عن الساحة، خاصة مع قلة الحفلات وشركات الإنتاج التي تقدر الفن الجيد وتسعي لتسويقه، بالإضافة إلي اختلاف الذوق الغنائي في الشارع المصري.

> هل معني ذلك أن الناس لا تقبل علي سماع الغناء الحقيقي؟

- لا طبعاً.. الغناء الحقيقي هو الذي يبقي وحتي الآن مازال الملايين يقبلون علي سماع أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وفايزة أحمد وفريد الأطرش وغيرهم من العمالقة وتأكد أن عمر الغناء المبتذل قصير جداً ومصيره إلي زوال.

> الجسد العاري.. هل يصنع مطربة ناجحة؟

- للأسف يحدث ذلك في بعض الأحيان، فبعض الفضائيات ساهمت في شهرة ونجومية أنصاف وأرباع مطربين وأشباه عاريات وأنا علي يقين أن تلك الظاهرة إلي زوال.

> بصراحة هل أنت نادمة علي المشاركة في أوبريت «اخترناك» للرئيس السابق حسني مبارك؟

- لا طبعاً.. بل كنت سعيدة بالغناء لمصر ورئيسها في ذكري احتفالات أكتوبر.. يعني إيه الندم علي الغناء لوطن أو لرجل يحكم مصر، وعلي فكرة أي مطرب أو مطربة في مصر كان يتمني الغناء في احتفالات أكتوبر أمام الرئيس السابق، كفانا كذباً وخداعاً للناس.

> هل كان هناك إجبار لنادية مصطفي علي الغناء لمبارك؟

- لا طبعاً.. ما حصلش، مفيش حاجة اسمها مطرب يغني بالعافية.

> ألم تشعري بالندم بعد ثورة يناير علي الغناء لمبارك؟

- طبعاً لا.. وعلي فكرة مبارك لم يُدن حتي الآن.. وهو حالياً بين يدي قضاء عادل وعلينا الانتظار.. وعلي فكرة من الخطأ أن نوجه سهام النقد لمطرب أو مطربة قاموا بالغناء لمبارك في احتفالية، وحتي لا ننسي فأم كلثوم غنت للملك فاروق والرئيس عبدالناصر، وعبدالحليم غني لناصر والسادات ولم يتهمهما أحد بالخيانة.. وهناك حقيقة يجب أن أذكرها أن سوزان مبارك منحت بناتي الجنسية المصرية، ولن أنسي لها هذا الموقف.

> هل أنت سعيدة بثورة 25 يناير؟

- طبعاً سعيدة جداً.. أنا مع أي ثورة تقضي علي الفساد في المجتمع بكافة أنواعه.

> هل لديك نظرة متفائلة تجاه حال الغناء المصري بعد الثورة؟

- أتمني أن ينصلح حال الغناء عقب هذه الثورة العظيمة وأن يتخلص مناخ الغناء من الظواهر السلبية التي سممت وجدان الناس علي مدي سنوات طويلة.

> وكيف ترين أحداث ماسبيرو الدامية؟

- كانت ليلة سوداء، أنا مش عارفة إحنا رايحين فين.. هل هذا معقول اقتتال بين فئات الشعب الواحد، أنا خايفة علي مصر، أرجوكم كفاية مظاهرات واعتصامات حتي نعود للعمل والإنتاج، حرام عليكم كفاية، والتشكيك في نوايا بعض الفنانين يعتبر خيانة عظمي.

> ما مثلك الأعلي في الغناء؟

- كثيرون ولكني أقف عند صوت العندليب الراحل عبدالحليم حافظ فهو مطرب متكامل، ذكاء وإحساس وإخلاص وعشق للفن، والراحلة فايزة أحمد صوت شديد العذوبة والجمال والشجن، وبالطبع أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب.

> ابنتاك فيروز وهمسة هل ستحترفان الغناء؟.. أم مازال هواية بالنسبة لهما؟

- الحمد لله ابنتاي لديهما موهبة حقيقية في الغناء، ولكنهما لم تتخذا القرار بعد في احتراف الغناء وهما حالياً مشغولتين بدراستهما في كليتي الإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية، وبعد ذلك تقرران ولكني أتمني أن تعملا في مجال الغناء، أصواتهما مبشرة جداً، وحازا علي إعجاب كل من استمع إليهما، أملي في الحياة أن أجد ابنتي في أحسن صورة.

> كمواطنة مصرية ما رأيك في برامج التوك شو وتأثيرها علي الشارع المصري؟

- بصراحة حاجة تزهق أشعر بالمؤامرة من خلال هذه البرامج التي ساهمت بشكل واضح في زيادة الاحتقان بين أبناء الوطن والمصير الواحد.

> هل هناك رسالة تريدين توجيهها لشخص ما؟

- بالفعل وأشكرك علي ذلك رسالتي للمطرب الكبير هاني شاكر مصر كلها محتجالك، وكذلك زملاؤك وزميلاتك.. أرجو أن تعود كما كانت مغرداً في مصر والعالم العربي، يا هاني أنت قيمة كبيرة وعليك تجاوز الأحزان، لن أكتفي بمجرد ظهورك في برنامج تليفزيوني، نفسي أسمع صوتك، أنت قيمة ورمز للغناء في مصر، علي مدي 40 عاماً.