التجارة الالكترونية تغزو روسيا ومناطقها النائية

الاقتصاد



التجارة الالكترونية تشهد ازدهارا في روسيا البلد الشاسع الذي فيه مناطق نائية كثيرة ويشكل سوقا تكثر فيها الفرص، الا ان وسيلة البيع هذه يجب ان تتكيف مع بريد غير فعال وتردد الروس في الدفع مسبقا عبر بطاقات الائتمان.

وتشهد مواقع التجارة الالكترونية من سوبرماركت ومكاتب مرورا بمتاجر الالبسة فورة كبيرة في هذا البلد البالغ عدد سكانه نحو 143 مليون نسمة.

وتقول خدمة العلاقات العامة في اكبر سوبر ماركت الكتروني في البلاد اتوكونوس لوكالة فرانس برس، مبيعات السلع عبر الانترنت هو من اكثر القطاعات نشاطا في الاقتصاد الروسي .

في حين ان مساهمة التجارة الالكترونية في الاقتصاد الروسي لا تقدر الا بنسبة 1,6 % من رقم الاعمال الاجمالي لتجارة المفرق في 2011 وهي نسبة اقل بثلاث مرات من تلك المسجلة في اوروبا، فان القطاع يشهد نموا سريعا على ما اضافت المصادر لدى متاجر اتوكونوس.

تشكل شركة التوزيع اوزون المرادف الروسي لشركة امازون، رمزا لهذا النجاح المتزايد وهي الشركة المهيمنة في هذه السوق مسجلة رقم اعمال بلغ 140 مليون دولار في 2010 وتعول على حوالى ملياري دولار في السنوات المقبلة.

وقد اطلقت شركة اوزون في العام 1998 وترئسها منذ تموز/يوليو فرنسية في عقدها الثالث تدعى مايل غافيه. والشركة تقترح راهنا حالى 1,5 مليون منتج عبر الانترنت ترواح بين الكتب والافلام والعاب الفيديو مرورا بحجوزات السفر وغيرها.

وتقول غافيه ان نجاح التجارة الالكترونية في روسيا عائد خصوصا الى قصور في نظام التوزيع التقليدي و لاسيما في المحافظات.

وكلما كانت المناطق نائية كلما تراجع وصولها الى السلع على ما تقول المرأة الشابة التي انضمت الى اوزون مطلع العام 2010 بعدما اطلعت على نشاطها خلال مهمة لحساب شركة استشارات دولية.

وتوضح انه غالبا ما يضطر المستهلكون في المناطق البعيدة الى ان يشتروا من الاسواق الشعبية كل انواع المنتجات من الاثاث الى لوازم رعاية الاطفال مع ما يرافق ذلك من مشاكل في النوعية والماركة.. .

وهذا الوضع يوفر فرصة رائعة للتجارة الالكترونية. ومع ان اوزون تحقق 55 % من رقم اعمالها حاليا بين موسكو سان بطرسبرغ و40 % في المناطق الروسية الا ان الميل ينقلب راهنا على ما تقول غافيه.

لكن رغم هذا الازدهار تواجه التجارة الالكترونية صعوبات محلية تعيقها احيانا.

ويقول المحلل ايفان نيكولاييف المتخصص بتجارة المفرق لدى مصرف الاستثمارات الروسي اتون ان الروس يخافون من بطاقات الائتمان .

وانطلاقا، فان نظام الدفع عند التسليم يبقى مهيمنا ويشكل 80 % من رقم اعمال اوزون وايضا الجزء الاكبر لدى اوتكونوس التي لم توفر الا في الفترة الاخيرة لزبائنها امكانية الدفع عبر الانترنت بواسطة بطاقة ائتمانية.

ومن العقبات الاخرى، شوائب خدمة البريد في روسيا. فتسليم الطرود غالبا ما يتأخر ويتجاوز احيانا الشهر الكامل هذا اذا لم يتم فقدانها.

ولمعالجة هذا الوضع اضطرت اوزون الى تطوير نظام تسليم مستقل واستحدثت فرعا متخصصا يمتلك شاحناته الخاصة ويغطي اكثر من 70 % من الشعب الروسي على ما تقول غافيه.

لكنها تقر ان هذا النظام يكلف المجموعة ملايين عدة من الدولارات سنويا .

الا ان العقبات الخاصة بروسيا تلجم ايا نشاط المنافسين الاجانب مثل امازون التي لا وجود لها حتى الان في هذا البلد.