بيان أنصار ثورة 14 فبراير بمناسبة الأول من ديسمبر .. يوم المرأة البحرينية

عربي ودولي



الأول من ديسمبر من كل عام هو ذكرى يوم المرأة البحرينية ، وقد سطرت المرأة الرسالية المؤمنة والمجاهدة الصابرة في البحرين أروع الصور في الإيمان والإستقامة والصمود والجهاد والنضال منذ عقود طويلة ، وطورت من مستوى نضالها وجهادها وحضورها في ساحات الجهاد والعمل السياسي في 14 فبراير 2011م عندما إنطلقت الثورة البحرينية الشعبية الأصيلة ضد الظلم والطغيان والإرهاب الخليفي ، بحضورها بعشرات الألآف في المسيرات والمظاهرات والإعتصامات ، وحضورها في ميدان اللؤلؤة (ميدان الشهداء) وإتخاذها من السيدة زينب رمزا لها في الحضور في ساحات العمل وفي جبهة الحق ضد الباطل ، وتحملت في ذلك الكثير من الآلام وضمدت جراح الشباب الثوري والجماهير الثورية ، وأستشهدت إلى جانب الرجل على يد قوات الإحتلال السعودي وقوات المرتزقة الخليفيين ، ولاقت أنواع التعسف والإرهاب والسجن والتعذيب وصبرت صبر أيوب من أجل أن تدافع عن الإسلام وقيم العدالة والحرية والكرامة والإباء ، وقاومت أعتى نظام شمولي ديكتاتوري مطلق عرفه العصر الحديث ، وقاومت طاغوت وفرعون ويزيد زمانها ولا زالت تقاوم داخل السجون والمعتقلات وخارج السجن في حضورها الفعال في ساحات الجهاد والفعاليات رافعة قبضاتها وهاتفة وصارخة يسقط حمد .. والموت لآل خليفة .. ولا حوار مع القتلة والمجرمين ، وإنتهت الزيارة عودوا إلى الزبارة ، ولا زالت تطلق الشعارات الثورية وحناجرها تصدح من أجل تقرير المصير وسقوط الطاغية وحكمه وقيام نظام حكم جديد على أنقاضه.

إن الله سبحانه سيجازي المرأة البحرانية خير الجزاء لقيامها في وجه الظلم والإضطهاد والعبودية ووقوفها أمام الطاغوت وإنه عز وجل لن يضيع عملها وجهادها ونضالها وصبرها كما جاء في الآية القرآنية الشريفة: (وإستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض).

إن ثورة 14 فبراير في البحرين مدينة للنساء البحرانيات الصامدات والصابرات ، ومدينة للمرأة المجاهدة والمضحية والثائرة ، فلقد كانت المرأة البحرانية ولا زالت لبؤة وأبية إلى جانب الأسود من أبناء الشعب ، تواجه الحاكم الجائر والغادر والفاسد والطاغي بسلاح الإيمان وبحضورها في ساحة العمل السياسي وبمطالبتها بسقوط الطاغية وحكمه الباغي والطاغي والمتجبر، وتحملت في هذا الطريق كل الألآم والعذابات ولكنها صبرت إلى جانب الرجل من أجل أن تسقط الطاغوت حمد من على أريكة الحكم ولتقيم نظاما سياسيا جديدا في ربوع البحرين ، لأنها أصبحت تدرك إستحالة التعايش مع هذا الحكم ، وإن العيش تحت رحمة هذا الحكم والقبول بشرعيته وإصلاحاته الكاذبة والسطحية يعني البقاء تحت نير الذل والعبودية للأسرة الخليفية وحكمها الفاشي وميليشياتها وبطلجيتها الإرهابيين التكفيريين.

إن حضور نساء البحرين في ثورة 14 فبراير أسقط كل أقنعة السلطة التي تدعي الحضارة والتقدم والرقي وإحترام المرأة ، وأسقطت كل الأقنعة عن وجه الديكتاتور حمد ونظام حكمه الذي كان يدعي ويتشدق بالعروبة والأصالة والتمسك بحقوق المرأة ونبذ العنف ضدها وحمايتها ومراعات أنوثتها وعدم جواز التعرض لها فضلا عن إنتهاك حرماتها.

لقد أثبت الحكم الخليفي الديكتاتوري أنه حكم جاهلي وأن من يدير دفة الحكم ليسوا عربا أحرارا ، وإنما عبيدا لليهود والنصارى وهم مصداق الحكم الأموي اليزيدي المرواني والسفياني ، وإنهم يتبعون أسيادهم الأمويين وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان ومروان بن الحكم ويزيد بن معاوية بن أبي سفيان وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن ، وما نراه اليوم من ظلم للمرأة وإنتهاك الأعراض والحرمات إلا دليلا صارخا على أن حكم آل خليفة حكما جاهليا فاق في جرائمه ومجازره الحكم الأموي والعباسي.

لقد أسقطت نساء البحرين كل الأقنعة عن وجه السلطة الخبيث ووجه الديكتاتور الأرعن بعد أن تجرأ الحكم بإعتقال القاصرات من النساء وتعذيبهن ومحاكمتهن في ظل صمت المجلس الأعلى للمرأة الذي طالما إنشغل بالتبجح بالإنجازات للمرأة بينما صمت عن إنتهاك حرمات النساء الفظيعة وأعراضهن وأنوثتهن ومارس أدنى السقوط الأخلاقي بإستخدام العنف المفرط ضد نسائنا الثوريات المؤمنات في ظل صمت دولي وإسلامي وعربي أخجل العروبة والإسلام ، وطبع وصمة عار كبيرة على جبين الطاغية حمد وحكمه الجاهلي الشمولي المطلق ووصمة عار على جبين شعوب الأمة العربية والإسلامية التي شاهدت كل الظلم الذي تعرض له ولا يزال يتعرض له شعبنا ونسائنا وصرخات الإستغاثة في البحرين دون أن يحركوا ساكنا.

إن التاريخ سيشهد بأن نساء البحرين كان لهم الدور الأساسي في إستمرار الثورة وشحذ الهمم للرجال والشباب الثوري في البحرين ، وبحضورهن في ساحة العمل السياسي وفي الميادين والإعتصامات والمسيرات والمظاهرات عبدن طريق الحرية والكرامة ، فالمرأة البحرانية هي التي صنعت الثورة الحقيقية وكانت رائدة الإعلام الزينبي الثوري ضد الحكم اليزيدي وفي مقابل الإعلام اليزيدي الخليفي الذي كان يقلب الحقائق.

إن نساء البحرين والمرأة البحرانية الرسالية قد إتخذت من السيدة فاطمة الزهراء (ع) قدوة لها في الدفاع عن الحق وأن تكون فدائية له ضد الباطل ، وإتخذت المرأة البحرانية السيدة زينب الكبرى قدوة لها ، فكما وقفت زينب إلى جانب أخيها الحسين (ع) وتحملت مسئولية كبرى في لم شمل العائلة الحسينية ، وتصدت للإعلام الحسيني الرسالي في مواجهة الإعلام اليزيدي ، فإن المرأة البحرينية كانت مصداقا للدور الزينبي ، فشعبنا قد أعطى الشهداء من الرجال والشباب والأطفال والنساء ، وقد تحملت على عاقتها مسئولية الحضور في ساحات العمل السياسي والمطالبة بالحقوق وسقوط الطاغية حمد ، وتحملت مسئولية الإعلام الثوري لفضح الإعلام الخليفي الأموي ، وتعرضت لأبشع أنواع الجرائم والإنتهاكات ودخلت السجون والمعتقلات الرهيبة وظلت صابرة مجاهدة وفضحت كل جرائم الحكم الخليفي بأدائها الثوري الحسيني الزينبي.

نعم إن ثورة 14 فبراير أعادت الروح الثورية للمرأة البحرانية من جديد وصقلت شخصيتها الرسالية من جديد ، وإن شعبنا مدين لشباب ثورة 14 فبراير المجيدة ، هذه الثورة التي فتحت الأبواب على مصراعيها من أجل أن تتفتق المواهب والملكات عند أبناء شعبنا وفي طليعتهم المرأة البحرانية التي أذهلت العالم بحضورها الجماهيري بعشرات الألآف في المسيرات والإعتصامات والمظاهرات وإعطاء الثورة دفعات ثورية ستعجل من سقوط الحكم الخليفي وفرعون البحرين بإذن الله تعالى.

فكما وقفت النساء في التاريخ إلى جانب الأنبياء والرسل والصديقين والمؤمنين والأئمة المعصومين ، وتأسين بحواء وهاجر وآسية وكلثم أخت موسى الزكية وأمه الطاهرة ، وتأسين بخديجة بنت خويلد زوجة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، والصديقة الكبرى والفدائية الأولى فاطمة الزهراء ، المدافعة عن الولاية والإمامة الإلهية والربانية ، وزينب بنت علي بن أبي طالب الصابرة والمحتسبة التي حضرت كربلاء وشاهدت بأم عينها معركة الطف وشهودها إستشهاد شهداء الطف من أهل البيت والصحابة لأخيها مجزرين كالأضاحي على رمضاء كربلاء.

فكما قالت السيدة زينب قولتها العظيمة في كربلاء : ما رأيت إلا جميلا .. وعندنا رفعت جسد أخيها المقطع بالسيوف والرماح قائلة : اللهم تقبل هذا القربان من آل محمد ، فإن التاريخ سيذكر نساء البحرين المجاهدات الرساليات كأم الشهيد علي مشيمع وزوجة الشهيد المتروك وبنت الشهيد عبد الرسول وزوجة الشهيد عبد الكريم فخراوي وباقي أمهت وزوجات الشهداء الأبرار ، وسيذكر التاريخ الشهيدة بهية العرادي وزينب التاجر ، والصامدة المجاهدة فضيلة المبارك وجليلة السلمان وأشواق المقابي وبنات الأستاذ المرحوم عمران حسين عمران الجمري ورفيقاتهن وزميلاتهن اللاتي أعتقلن في الستي سنتر بصورة مروعة ومهينة وأودعن السجن وحوكمن لمدة ستة أشهر.

لقد ضربت نساء البحرين وحرائرنا الزينبيات أروع ملاحم الصبر والعزة والكرامة والشرف ، وقد أسقطن بجهادهن ونضالهن مشروعية السلطة الخليفية التي لطالما تبجحت بقوتها العسكرية على النساء القاصرات والأطفال ، وقد كشفت المرأة البحرانية المؤمنة الوجه القبيح عن الديكتاتور باراك أوباما والبيت الأبيض الذين لطالما تشدقوا بالديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان ، وهم يدافعون عن حلفائهم الديكتاتوريين ويسكتوت عن جرائمهم ضد الإنسانية.

إن أنصار ثورة 14 فبراير يوجهون تحية إجلال وإعتزاز وإكبار للمرأة البحرانية التي أنجبت أجيالا ثورية رسالية جهرت ولا تزال تجهر بكلمة الحق أمام السلطان الجائر والفاسق في وقت عزت فيه المجاهرة وكثر فيه التملق والتزلف وإستئناس الحظوات والعطايا المغمسة بالدم والقهر والعبودية.

فإلى المرأة الصابرة المحتسبة التي وقفت أمام يزيد زمانها ورفعت راية الثورة صفا مشاطرة المسئولية شباب الثورة الأشاوس وجماهير شعبنا البطلة ، وإلى النساء اللاتي نالوا ما نالوا من التعذيب والتنكيل والقتل وتعرضوا لجرائم الحرب ومجازر الإبادة وصبروا وثبتوا وإستقاموا حتى أسقطوا القناع عن وجه الطاغية حمد ونظامه الديكتاتوري ، نقول وبكل إحترام وإعتزاز : إن أبناءكم في حركة أنصار ثورة 14 فبراير سيكونوا لكم أوفياء ويعاهدونكم بالسير على نهج الأنبياء والمرسلين والرسول الأعظم والأئمة المعصومين من آل البيت وسيجاهدون للتمهيد لظهور وقيام الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ، وسيعملون جاهدين إلى إقتلاع جذور حكم الطغمة الخليفية المتجبرة والسعي بكل جهد لمحاكمة الديكتاتور والطاغية حمد في محاكم جنائية عادلة ولن يهدأ لهم بال حتى يرون الطاغية حمد يترنح من على أريكة السلطة مع رموز حكمه العفن ، ولن يهدأ لهم بال حتى يرحل الغزو والإحتلال السعودي وقوات درع الجزيرة والقوات الأردنية وقوات المرتزقة المجنسين عن بلادنا .

وكلنا ثقة بنساءنا اللبؤات اللاتي هن أولياء الدم ، فالثورة هي ثورتكن يا نساء البحرين ، وإن تنزيل سقف المطالب إلى مطالب سطحية والقبول بشرعية الطاغية حمد والمتورطين بجرائم الحرب ومجازر الإبادة والتعذيب وهتك الأعراض والحرمات هو خيانة لدماء الشهداء والجرحى والمعاقين ، وإن من يلهث وراء الحوار في خلف الكواليس وفي الغرف المغلقة والحوارات السرية من أجل حطام هذه الدنيا في مقاعد في البرلمان ومقاعد في مجالس البلدية ووزارات خدمية فإن عليهم أن يعرفوا بأن شعبنا ونساءنا يرون بأن ولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة هو نسخة أخرى أشرس وأعظم خباثة من أبيه الطاغية حمد ، وإن الذين يدعون بأنه يرعى عملية الإصلاح ، عليهم أن يعرفوا تماما بأنه وأخوه ناصر هما المجرمان ضمن 46 مجرما لابد أن يحاكموا في محاكم الجنايات الدولية لينالوا جزائهم العادل ، وإن يد شعبنا وشبابنا الثوري الرسالي لن تمتد لمصافحة هذا الملعون والحوار معه ، فإنه وأبيه مصداق للمنافقين والدجالين والمخادعين والمناورين وإن شعبنا ونساءنا الثوريات لن ينخدعوا بالمشروع الأمريكي البسيوصهيوني السعودي الخليفي للإصلاح السطحي بإبقاء الطاغية حمد ورموز حكمه بعيدا عن الجرائم التي أرتكبت في البحرين لينأون به عن المحاكمة والمحاسبة.

إننا نرى بأنه ليس لأحد الحق في التفاوض بالنيابة عن نساءنا وأمهات الشهداء وعوائلهم ، فأنتم الذين تحملتم العناء والضيم وقدمتم أرواح شهدائكم على الأكف ولذلك فإن سطح مطالبكم يجب أن لا ينزل دون محاكمة الطاغية حمد ورموز حكمه والقصاص منهم ، وأن لا تقبلوا بما سيقوم به فرعون البحرين من إطلاق سراح المعتقلين والرموز والقادة والحرائر وإصداره للعفو العام ، ومن ثم يصدر عفوا عاما عن المجرمين والقتلة والمعذبين في وزارة الداخلية والمجرمين في الجيش.

إننا معكم وشباب الثورة وجماهيرها كلها تطالب بسقوط الطاغية حمد وحكمه الجائر ومحاكمتهم وإقامة نظام سياسي تعددي ينصف جميع أبناء الشعب شيعة وسنة ، ويقضي على كل جرائم الطائفية والفتن المذهبية التي تقتات السلطة عليها من أجل أن تستمر في الحكم مع حلفائها التكفيريين.

ومرة أخرى نعلن وبكل ثقة بأن الحكم الخليفي في البحرين هو مصداق الحكم الأموي المرواني السفياني الذي حكم الأمة الإسلامية حكما وراثيا لأكثر من قرن من الزمن ، وعاث في الأمة فسادا وظلما وأجج أنواع الفتن الطائفية والمذهبية ونصب العداء لأهل البيت عليهم السلام ، وقتل السبط الشهيد في كربلاء، وطاغية العصر يزيد حمد بن عيسى آل خليفة وحكمه يمثلون إمتداد الحكم الأموي الوراثي مع حلفائهم السعوديين ، وإن شعبنا الحسيني الزيبني يأبى أن يبايع الدعي إبن الدعي الذي ركز بين إثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة ، وقد رأينا بالأمس الجمعة ما قام به الحكم الخليفي من الإعتداء على مراسم العزاء على الإمام الحسين عليه السلام في مدينة المحرق ودار كليب وسترة وسائر المناطق ، لنحكم بعد ذلك هل نمد أيدينا لفرعون البحرين ويزيد العصر ؟!!، وهل نمد أيدينا للحوار مع ولي عهده سلمان بن حمد آل خليفة الذي هو نسخة مطورة من الإجرام والطغيان والإرهاب فهو العميل الأمريكي الصهيوني الإسرائيلي الأكثر شراسة من أبيه؟!!.