بوابة الفجر

وجهة نظر .. "عقول الأنعام" بين أبوتريكة الإخواني وصلاح الإنقلابي !


يقول الله عز وجل في محكم كتابه الكريم ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ [الأعراف: 179] .

وجدت نفسي أتذكر هذه الآية الكريمة بعد متابعتي خلال الساعات القليلة القادمة سيل من التعليقات هنا وهناك في مواقع التواصل الاجتماعي بعد تبرع نجم منتخب مصر محمد صلاح لصالح صندوق تحيا مصر بمبلغ 5 مليون جنيه واستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي له في قصر الرئاسة .

وخرجت أصوات "عافانا الله مما ابتلاهم" تشجب تصرف اللاعب وأنه مؤيد لنظام ظالم وأن الأموال لا تصل للشعب المصري وغيرها من الاتهامات لتصرف نبيل من نجم المنتخب المصري .

المثير أن هذه الفئة نسيت أو تناست موقف اللاعب من تبرعه للمدسة الأزهرية في بلده وتبرعه لمرضى السرطان ومساعداته الخيرية التي يحرص عليها كل مرة ينزل فيها لمصر ولكنهم شاهدوا هذه اللفتة الطيبة بأنها وصمة عار في جبين اللاعب !

واستمراراً لتفكير "عقول الأنعام والغافلون" فقد ربطوا بين صلاح وبين محمد أبوتريكة نجم المنتخب السابق وكيف أنه كان "الوحيد" الرافض للنظام أو التعامل مع أفراد النظام وأنه لاعب نموذج لن يتكرر مرة أخرى وأهدي لهم صور للنجم الخلوق مع الرئيس الأسبق مبارك ونجله في أكثر من مناسبة ووقتها كانت السعادة تغمر اللاعب بوجوده في مثل هذه المناسبات .

ولكن أعود لأؤكد أن أبوتريكة لم يكن مذنبا في وجوده مع مبارك أو نجليه ولا هو بإخواني لمجرد دعمه لفكرة ما ولا صلاح كان إنقلابي بالأمس في قصر الرئاسة ولا تحول لإخواني اليوم بصورته مع مصطفى حسني ولا مجال من الأساس للربط بين الرياضة والسياسة أثابكم الله .

وأعود وأؤكد مرة أخرى مطالبتي التي سبق وكتبتها في مقال سابق عن قرار التحفظ على أموال أبوتريكة والتي خرج اليوم قرار جديد بها يصب في صالح اللاعب بحكم قضائي ولكن يبدو أن بعض الأجهزة الإدارية ترفض ذلك .. لم يعد هناك داعي للاستمرار في قرار خاطئ وغير مبرر ... نفذوا أحكام القضاء وافرجوا عن أموال أمير القلوب .
وفي الختام وبعد موجة الاتهامات على مواقع التواصل هنا وهناك .. يا سادة .. كفى مزايدات .. كفى تفكير سطحي .. كفاكم يا من تحاولون أن تفسدوا أفكارنا بتحويل عقولنا لمجرد "عقول الأنعام" .


تهدينى بصيرتى .. وإن زاغ البصر
ويبقى الود موصولاً ما بقيت وجهة النظر


للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك من هنا