مرضى الذبحة الصدرية.. ممنوعون من الصيام

الفجر الطبي



إن عشرة فى المائة من كمية الدم التى يدفع بها القلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمى أثناء عملية الهضم، وخلال الصيام يحدث انخفاض كبير فى كمية الدم التى يدفع بها القلب إلى الجهاز الهضمى، وهذا يعنى عملاً أقل للقلب، وبالتالى قدراً من الراحة، كما أنه أثناء عملية التحويل الغذائى فإن عملية تكوُّن الكيتون قد تشكل خطراً فى بعض الحالات المرضية، ولهذا فإنه ينصح بعدم الصيام فى مثل هذه الحالات خشية أن يلحق بالمريض ضرر إذا ما صام، ومثل ذلك مرضى السكر الذين يعانون من زيادة مادة الكيتون فى الدم أو الذين يعالجون بعقار البيجوانيد وذلك لوجود خطورة تكوُّن حامض اللاكتيك.

فى حالات مرضى الكلى لا ينصح بالصيام للأسباب نفسها، بالإضافة إلى أنه فى هذه الحالات المرضية السابق ذكرها يجب تناول كميات كبيرة من السوائل، لضمان إدرار كميات معقولة من البول. ومعروف أنه يجرى معالجة البدانة بالصيام، حيث إن السمنة المفرطة، وازدياد تراكم الشحوم فى البدن، تشكل خطراً حقيقياً على حياة الشخص من جراء تعرضه لآفات شديدة الخطورة كتصلب الشرايين، وارتفاع الضغط الدموى، وتشمع الكبد، والسكرى، وأمراض القلب العضوية، والنزيف الدماغى، وغيرها، كما يعتبر الصيام وسيلة غريزية مجدية فى إذابة الشحوم فى البدن واعتدال الأغذية فيه، إضافة إلى أن اعتدال العلاجات الفيزيائية مثل المشى والتمارين الرياضية والتدليك والحمامات المائية يعطى أفضل النتائج.

* هل هناك نصائح لمرضى القلب فى رمضان؟

إن مرضى النوبة القلبية أو الذبحة الصدرية غير المستقرة أو متلازمة القصور الشريانى الحاد، لا يُنصح لهم بالصيام، حيث إنهم فى حاجة إلى أدوية طارئة وفى أوقات محددة حتى تستقر حالتهم، كما أن مرضى الذبحة الصدرية المستقرة يمكن أن يصوموا، ولكن من المهم تغيير الأدوية إلى الطويلة المفعول، وتغيير وقت أخذ الدواء إلى وقت الإفطار أو السحور.

وبالنسبة لمرضى قصور، أو فشل، القلب يمكن أن يصوموا إذا كانت حالتهم مستقرة، ومن المهم إحداث توازن بين تجنب الجفاف أثناء الصوم والزيادة فى أخذ السوائل، وجرعات عالية من الدواء المدر للبول، حيث إن الحالة قد تتدهور إلى قصور حاد فى القلب، وفيما يتصل بمرضى صمام القلب يمكن أن يصوموا إذا كانت حالتهم مستقرة، ولا يعانون من قصور القلب.

وكذلك مرضى ضغط الدم يمكن أن يصوموا إذا كان ضغط الدم لديهم مستقراً وليس مرتفعاً، ولا يحتاجون إلى أدوية كثيرة لضبط ضغط الدم لديهم، وبالنسبة لمرضى التهاب صمام القلب الحاد لا يُنصح لهم بالصوم، حيث إن حالتهم عادة ما تكون غير مستقرة، وتكون هناك حاجة لأخذ المضادات الحيوية، وكذلك كثير من مرضى الارتجاف البطينى الخبيث لا يُنصح لهم بالصوم، حيث إنهم غالباً ما يحتاجون إلى أخذ أدوية معينة وفى وقت معين.