دول البحيرات العظمى تبحث في تشكيل قوة محايدة لشرق الكونغو الديموقراطية

عربي ودولي



بدأ رئيسا جمهورية الكونغو الديموقراطية ورواندا وكذلك ممثلون عن دول منطقة البحيرات العظمى الثلاثاء في كمبالا اجتماعا لتحديد اطر قوة محايدة لنشرها في شرق الكونغو الديمقراطية ومراقبة حدودها مع رواندا.

وكان مبدأ انشاء هذه القوة المحايدة اقر في نهاية تموز/يوليو خلال قمة سابقة للمؤتمر الدولي لمنطقة البحيرات العظمى على هامش قمة رؤساء دول الاتحاد الافريقي في اديس ابابا.

لكن يبقى تحديد تفاصيل هذه القوة التي يفترض تكليفها بالقضاء على الجماعات المسلحة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية ومراقبة الحدود مع رواندا، لا سيما وان كيغالي وكينشاسا تتبادلان الاتهامات بدعم حركات التمرد في كل منهما.

وقبيل افتتاح الاجتماع ناشدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في اطار زيارتها الى بريتوريا دول افريقيا الوسطى خاصة رواندا للتعان من اجل وقف دعم متمردي ام23 احدى المجموعات المسلحة الرئيسية الناشطة في شرق الكونغو الديمقراطية.

وقالت كلينتون نناشد جميع دول المنطقة بما فيها رواندا للعمل معا من اجل وقف دعم متمردي ام23، لنزع اسلحتهم ولاحالة قادتههم امام القضاء .

ويضم المؤتمر الدولي للبحيرات العظمى احدى عشرة دولة هي رواندا والكونغو الديموقراطية واوغندا وانغولا وبوروندي وافريقيا الوسطى والكونغو وكينيا والسودان وتنزانيا وزامبيا.

لكن الوضع في شرق الكونغو الديموقراطية ادى الى توتر العلاقات بين كيغالي وكينشاسا وكامبالا.

وتتهم سلطات الكونغو الديموقراطية استنادا الى تقرير للامم المتحدة، رواندا بدعم متمردي حركة 23 مارس (ام23) المنبثقين عن حركة تمرد سابقة قبل ان يتم دمجهم بالجيش الكونغولي بعد اتفاق وقع مع كينشاسا في 23 آذار/مارس 2009.

وعاد المتمردون الى القتال ضد القوات الحكومية في نيسان/ابريل الماضي.

وتنفي كيغالي ذلك وتتهم بدورها القوات الديموقراطية لتحرير رواندا، وهي حركة التمرد الهوتو الرواندية المعارضة لنظام بول كاغامي والناشطة في شرق الكونغو الديموقراطية.

ومؤخرا، وجه الاتهام الى اوغندا ايضا بدعم المتمردين لكن من قبل منظمات غير حكومية كونغولية. ونفت كمبالا ذلك.

وافتتحت القمة الاستثنائية للمؤتمر الدولي حول منطقة البحيرات العظمى في اجتماع مغلق بضاحية كمبالا في حضور الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني الذي يستضيف الاجتماع ونظرائه جوزف كابيلا (الكونغو الديمقراطية) وبول كاغامي (رواندا) وجاكايا كيكويتي (تنزانيا) وبيار نكورونزيزا (بوروندي).

وتمثل كينيا والسودان بنائبي رئيسيهما كالونزو موسيوكا وادم يوسف. اما الدول الاربع الاعضاء في المؤتمر الدولي حول البحيرات العظمى، انغولا، افريقيا الوسطى، الكونغو وزامبيا، فهي ممثلة بمستويات ادنى.

وخلال قمة اديس ابابا التقى كاغامي وكابيلا للمرة الاولى منذ استئناف حركة ام23 القتال واجريا محادثات على انفراد.

وقد اتفقا على مبدأ تشكيل القوة المحايدة الا انه ينبغي تحديد شكل هذه القوة. ولدى كينشاسا وكيغالي رؤيتان مختلفتان جدا للامر.

وقالت الكونغو الديموقراطية انها تريد ان تساهم في القوة بعثة الامم المتحدة على اراضيها التي تضم 19 الف رجل وتنتشر في شرق البلاد.

لكن كيغالي لم توفر اتهاماتها للقوة الدولية واتهمتها بالانحياز للسلطات الكونغولية.

واعترفت الامم المتحدة بان مروحيات البعثة تدخلت عدة مرات دعما للجيش الكونغولي ضد المتمردين.

وفي قمة كمبالا، يفترض ان تقترح اشكال عدة من القوات كما كشفت وثائق اعدها وزراء خارجية دول البحيرات العظمى.

وبين الاشكال المطروحة قوة اقليمية تضم جنودا من المنطقة وتمولها دولها. وقال الاتحاد الافريقي انه مستعد للمساهمة فيها، وقوة دولية واقليمية تلحق ببعثة الامم المتحدة يتم تعزيز تفويضها بينما تقتصر مهمة البعثة حاليا بحماية المدنيين.

واجبر استئناف المعارك في شرق الكونغو الديموقراطية في منطقة شمال كيفو المضطربة، 250 الف شخص على الفرار. وقد لجأ كثيرون منهم الى رواندا واوغندا.

وقد وصلت مساعدة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري اموس الى كينشاسا الاثنين.

وستتوجه الثلاثاء الى شرق الكونغو الديموقراطية، كما قال مكتب الامم المتحدة لتنسيق القضايا الانسانية، للفت الانتباه الى تدهور الوضع الانساني وانعكاسات ذلك على المنطقة.